موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الشيخ/ يحيى الراعي لـ"الميثاق":المؤتمر وكل القوى الخيّرة سيواجهون محاولات تقسيم اليمن - الوحدة..طريق العبور الآمن إلى يمن حُر ومستقر - الأمين العام : كل مشاريع التمزيق ورهانات الانفضال ستفشل - الخطري لـ"الميثاق": الوحدة طَوْق النجاة من كل الأزمات والإشكالات الماثلة والمتوقَّعة - الشيخ/ عبدالله مجيديع لـ"الميثاق": قوة أي شعب أو أمة بالوحدة - الشيخ جابر:المرحلة الراهنة من عُمْر الوحدة تعد الأخطر ونطالب كل الأطراف بوعي ومسؤولية - عزام صلاح لـ"الميثاق": سيظل اليمن موحداً ومؤامرات التقسيم مصيرها الزوال - الشريف لـ"الميثاق": ذكرى الوحدة مصدر إلهام وأمل لليمنيين لتحقيق السلام - الشيخ يحيى غوبر: التاريخ سيلعن كل مَنْ يتآمر على الوحدة ويعرّضها للخطر - إحباط محاولة تهريب كمية من "معسل الشيشة" -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 06-ديسمبر-2021
حسن‮ ‬عبدالوارث -
الاحتلال هو الاحتلال في كل زمان ومكان (اجتنبوا لفظة "استعمار" فهي رجس من عمل الشيطان).. والعميل هو العميل في كل زمان ومكان، وإذا ما وطأ احتلال أرض قوم، لا يجوز -شرعاً ووضعاً- أن يلقى أدنى عون من أيّ نوع، من لدن أهل تلك الأرض، ليس بالمدد المادي فحسب، وإنما بالكلمة‮ ‬الطيبة‮ ‬أيضاً‮.. ‬إن‮ ‬لفظة‮ ‬السلام‮ ‬أو‮ ‬التحية‮ -‬ولو‮ ‬من‮ ‬باب‮ ‬المجاملة‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬التُّقْيَة‮- ‬عمالة‮ ‬مبينة‮ ‬وربّ‮ ‬الكعبة‮.‬

وأسوق‮ ‬قولي‮ ‬هذا‮ ‬لمن‮ ‬أراد‮ ‬معرفة‮ ‬أو‮ ‬ابتغى‮ ‬منفعة،‮ ‬أما‮ ‬عبيد‮ ‬الاحتلال‮ ‬الأجنبي،‮ ‬كعبيد‮ ‬الغاشم‮ ‬المحلي،‮ ‬فلا‮ ‬وجود‮ ‬لهذه‮ ‬المعاني‮ ‬في‮ ‬قواميسهم‮ ‬ولا‮ ‬لتلك‮ ‬الأخلاق‮ ‬في‮ ‬نواميسهم‮.‬

غزا هتلر معظم بلاد أوروبا واحتلها لبضع سنوات.. لكنه طوال تلك الفترة لم يحصل على كلمة مدح أو عبارة توقير من فلاح أو حتى شحّاذ، ناهيك من مثقف ذي شأن، وكان الكلام الحسن الوحيد الذي قيل فيه هو ذلك الذي تلفَّظ به "كَتَبَة" العميل فيشي في فرنسا عبر اذاعتهم المأجورة.. وغزا نابوليون أرض مصر واحتلها لبضع سنين أيضاً.. ولا تذكر لنا اضبارة التاريخ أن مصرياً قُحَّاً واحداً قال فيه أو في أحد من جُنده أو موظفيه ما يَسُرّ الخاطر ويُطيِّب الخواطر. وبالرغم من الرفد الثمين الذي قدَّمته الحملة الفرنسية لمصر وأهلها في ميادين الثقافة‮ ‬والصحافة‮ ‬والطباعة،‮ ‬إلاَّ‮ ‬أن‮ ‬مثقفاً‮ ‬مصرياً‮ ‬واحداً‮ ‬لم‮ ‬يقل‮ ‬لنابوليون‮: ‬شكراً‮.‬

حقاً أن الاحتلال يلقى أحياناً ثُلَّة من المرتزقة يطيب لهم إن يتدثَّروا بجلباب الخادم المطيع أو التابع الوضيع، طمعاً في مال أو وجاهة أو شيء من سقط المتاع، متخيّلين أن وجود الاحتلال في بلدهم سيغدو أبدياً مُخلّداً.. غير أن هؤلاء يلقون دائماً جزاء سنّمار بالضرورة،‮ ‬ويحكي‮ ‬لنا‮ ‬التاريخ‮ ‬عن‮ ‬موقف‮ ‬ذلك‮ ‬الغازي‮ ‬الأجنبي‮ ‬مع‮ ‬العميل‮ ‬المحلي‮ ‬الذي‮ ‬مكَّن‮ ‬جيش‮ ‬العدو‮ ‬من‮ ‬غزو‮ ‬بلده،‮ ‬حين‮ ‬نفحه‮ ‬قدراً‮ ‬من‮ ‬المال،‮ ‬لكنه‮ ‬أبى‮ ‬أن‮ ‬يصافحه‮ ‬احتقاراً‮ ‬لخيانته‮ ‬أهله‮ ‬ووطنه‮!‬

وفي اليمن، تواترت حملات الغزو والاحتلال عبر زمن ممتد منذ ليل بعيد حتى هذه اللحظة، وفي جميع أسفار هذه الحملات تتجلّى -بإشراق ساطع- ملاحم مجيدة للمقاومة والتصدي والبسالة والبطولة، فاليمن لم تكن "مقبرة الأناضول" فقط، ولا الصخرة التي تحطمت عليها أحلام أعظم امبراطورية "لا تغيب عنها الشمس" فحسب، بل كانت مهلكة كل الغزاة والمحتلين والطامعين من كل جنس ودين ومن كل حدب وصوب، والحق أن اليمن ليست فقط مقبرة الغزاة، إنما هي أيضاً ودائماً مقبرة العُراة الأخلاقيين، أو ما يُمكن تعريفهم بوصف " عيال الاحتلال " وهم مَن تعرُّوا مِن‮ ‬كل‮ ‬ذرة‮ ‬شرف‮ ‬وعزّة‮ ‬وإباء‮ ‬وكرامة،‮ ‬بتمجيدهم‮ ‬للاحتلال‮ ‬أو‮ ‬تعاطيهم‮ ‬معه‮ ‬أو‮ ‬خضوعهم‮ ‬له،‮ ‬أكان‮ ‬احتلالاً‮ ‬أوروبياً‮ ‬أو‮ ‬عُصْمليَّاً‮ ‬أو‮ ‬بدويَّاً‮.‬

إن تاريخ الدول والشعوب يؤكد دائماً أن صفحات الاحتلال تنطوي وتذوي على الدوام، حيث تلقى مصيرها الحتمي في مزبلة التاريخ.. لكننا -في اليمن- قلبنا هذه الحقيقة رأساً على عقب.. وقد يكون اليمن هو البلد الوحيد الذي يلقى غزاته ومحتلوه تأييداً وتمجيداً -وأحياناً بأثر‮ ‬رجعي‮ ‬وإثر‮ ‬رحيله‮- ‬بل‮ ‬إن‮ ‬بعض‮ ‬أهل‮ ‬البلد‮ ‬راحوا‮ ‬ينثرون‮ ‬زهور‮ ‬الاعتذار‮ ‬لأنهم‮ ‬طردوا‮ ‬المحتل‮ ‬من‮ ‬أرضهم‮ ‬ذات‮ ‬يوم،‮ ‬طالبين‮ ‬منه‮ ‬الصفح‮ ‬والسماح‮.. ‬يا‮ ‬للعار‮ ‬والشنار‮!‬

واليوم، ينتصب يوم الثلاثين من نوفمبر قبالتنا وقبالة التاريخ مجدداً.. وهو اليوم الوحيد في الروزنامة اليمنية الذي يستحق صفة الانتصاب.. غير أنني أرى نفراً من القوم ينكسرون أمام هذه الصفة، ولا أدري كيف سيقابل هؤلاء النفر هذا اليوم؟ وماذا تراهم سيفعلون حياله؟ وهم قد أهانوه في مُخيّلاتهم المريضة بالاساءة الكبرى إلى صانعيه من الشهداء والفدائيين، والاعتذار الذليل ممن اندحر فيه على عقبيه ذليلاً كسيراً بعد أن واجه الحقيقة الأليمة التي يأبى أن يواجهها أهلها:

إن 30 نوفمبر ليس مجرد "نمبر".. إنما هو قضاء وقدر.. قضاء يماني وقدر سماوي.. والعقبى لمن اعتبر.. وسيظل نوفمبر الرمز والدلالة رابضاً في الذاكرة، مادامت ثمة نبضات في الأفئدة، وما دمنا "لم نُقايض رغيف العدو بخبز الشجر".
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة اليمنية بين  التحدي والمأمول
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

34 عاماً من عمر الوحدة.. ثرثرات من قلب الحدث
يحيى العراسي

الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)