مطهر تقي - من كان يتصور قبل عشر سنوات أن يكون هناك أكثر من حاكم وأكثر من حكومة شكلية كل يحكم منطقة ويتآمر عليها ويظلم مواطنيها ويقرب أتباعه من السلطة والمال على حساب بقية ابناء شعبه لايهمه جوعهم ومرضهم او انقطاع رواتب موظفيهم ويجبي الأموال تحت مسميات لاشرعية ولاقانونية بقوة الطقوم المسلحة ورجال غلاظ شداد العصي في ايديهم اليمنى والآليات على اكتافهم اليسرى ينشرون الخوف والرعب على أصحاب البسطات والعربيات التي تحمل ما تيسر من الارزاق ويبسطون على أراضي الدولة والأوقاف ويشرعنون سرقتهم لها بكل ما أُوتوا من ملكة التزوير والمغالطة على المقاصد القرآنية والأحاديث النبوية والقوانين المنظمة للمواطنة المتساوية وكل حاكم له عالمه ومفتيه يؤسلم كل ما يريد الحاكم اسلمته.
واذا كان كل ذلك قبل هذا الزمن لا يمكن لأي مواطن يمني أن يتصور حدوثه لكنه اليوم واقع معيش يعيشه أبناء شعبنا وفي كل محافظات اليمن التي يحكمها أربعة من الحكام والخامس في المنفى (مع وقف الفعل والتأثير) كل له جماعته وعسكره وامنه يقتسمون المناصب والإيرادات المالية وحتى ماصودر من أراضي وأموال ومساكن الخصوم ولايهمهم بقية ابناء شعبهم من الموظفين الذين همشوا من وظائفهم وانقطعت رواتبهم وحل محلهم من المقربين والمؤمنين بفكر وتوجه الحاكم من تصرف لهم الرواتب والحوافز والمكافآت وحتى الغنائم بانتظام ليتفرغوا لشراء الأراضي وبناء العمارات ليتطاولوا ويتفاخروا بها على المواطنين البسطاء في أرقى أحياء عواصم أولئك الأمراء وتجار الحروب. وحتى في عواصم منفاهم بأموال الارتزاق والعمالة.
اقول لأولئك الحكام اتقو الله في أبناء شعبكم من المواطنين الذي يزداد حقدهم عليكم حين تصرفون الرواتب والحوافز والمكافآت والأغذية بانتظام للموظفين التابعين لكم أمام أعينهم ومسامعهم وهم من لهم الحق في الوظائف بحكم اسبقيتهم فيها من الموظفين الجدد الذين تم لكم تعيينهم من منظور مناطقي وسياسي ومذهبي ضيق ومنحتموهم الرتب العسكرية والأمنية والدرجات العالية في السلم الوظيفي المدني يحكمون الأرض ومواطنيها بالبطش والقوة ويتصرفون بمقدرات الدولة والمواطنين بدون مراعاة للدستور والقوانين. إلا البعض من الشرفاء والوطنيين منهم..
اتقوا الله في شعبكم الذي يموت جوعاً ومرضاً ووفروا له ما امكن من العلاج كما توفرونه لجماعاتكم وقياداتكم في المستشفيات الحكومية والخاصة التي تفرضون عليها واجب استقبال قياداتكم للعلاج وإجراء العمليات الجراحية مجاناً، وعشرات الآلاف من أبناء الشعب من المرضى لا يجدون حتى تكلفة الكشف الطبي مابالكم بقيمة العلاج وإجراء العمليات الجراحية.
اتقوا الله وانتم تنظرون إلى التعليم وماوصل اليه حاله من التردي بسبب ضياع حقوق المدرسين وقلة عدد الكتب وفرض رسوم شهرية على أولياء أمور الطلبة الذين لا يقدرون اليوم على توفير القليل من الغذاء لأطفالهم وأسرهم مابالكم بمصاريف الدراسة والكساء والمشرب.
اتقوا الله في شعبكم وساووا بينهم في توزيع المساعدات الغذائية (الخارجية والداخلية)على من يستحقها ففساد سوء توزيعها وسرقتها لحساب المشرفين على توزيعها أصبح محل شكوى المواطنين وانتم في غفلة.
كم اذكر وكم من الهموم التي يعيشها المواطن اليوم ياحكام اليمن في أقاليم ومناطق نفوذكم وانتم في شغلة تسعير الحرب وزيادة لهيبها ودمارها على بعضكم البعض وشعبكم لا يطلب منكم وفي هذا الزمن الأسود الذي يعيشه غير العدل في الاهتمام به كما تهتمون بأصحابكم وجماعتكم فليس ذنبهم أنهم ليسوا من دمائكم او ليسوا من مناطقكم فهم يؤمنون باليمن الكبير والمواطنة المتساوية فهل تعدلون بين الجميع .. فالعدل أساس الحكم والطريق الصحيح نحو النصر على الخصوم.
|