حاورها / جمال الورد -
كانت بدايتها بالاهتمام بالمعرفة؛ حيث وجدت مجالات وآفاقًا مختلفة، ولكنها كانت تجد في المواقع الإلكترونية قراءات وآفاقاً جديدة، خاصةً من خلال تويتر الذي توالت فيه العوالم المعرفية، وفي عام 2020م قررت أن ترفع سقف الاحترافية كمستشارة تسويق، فانطلقت في عالم التسويق والتدريب وتغيير المفاهيم، إنها نجلاء صالح العماري، مستشارة التغيير والتسويق، والمديرة التنفيذية لعدد من منصات التسويق الإلكتروني.
وبرغم صغر سنها إلا أنها تمتلك إرادة كبيرة وتصميماً أكبر على خوض الحياة كما تريد لا كما يريد المجتمع, الذي لا يزال البعض منه يرى عمل المرأة محصوراً في مجالات معينة والبعض الآخر لا يزال لا يؤمن أبداً بذلك..
وتحدثت رائدة الأعمال وخبيرة التسويق نجلاء العماري، في حوارها مع »الميثاق« بثقة تامة بأن المرأة قادرة على خوض الكثير من مجالات الحياة التجارية سواء بمفردها أو بالمشاركة مع فريق آخر.. متطرقةً إلى الكثير من المواضيع التي تخص سيدات الأعمال وغيرها ذات الصلة بالتجارة والمشروعات الصغيرة.
* بمَ تعرفين نفسك؟
- بدأ مشواري منذ كنت في السنة الثالثة جامعة، إذ لاحظت أن طموحي اكبر من مجرد التخصص الذي أدرسه فبحثت عن مجال حافل بالتحديات والتطوير الدائم والمبدع والذي من خلاله يمكنني تطوير ذاتي أكثر، وبعدما اكتسبت خبرة كبيرة في عالم التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) بعد تجربة مختلف الاستراتيجيات التسويقية، قررت دخول عالم التسويق الإلكتروني.
وكرّست حياتي المهنية لمساعدة روّاد الأعمال على بناء وتطوير عملهم الخاص (أونلاين) عبر السوشيال ميديا، فصارت مهمتي الرئيسة هي دعم وتشجيع رائدات الأعمال على تحقيق أحلامهنَّ وخلق أعمالهنّ الخاصة (أونلاين)، وكذلك استفدت من ذلك بأن نمت خبراتي في مجال التسويق وأصبحت مستشارة لعدد من المؤسسات.
* من واقع خبرتك وتجربتك.. كيف تقيمين واقع عمل المرأة, خاصة في ظل الظروف الحالية؟
- رغم الظروف والصعوبات التي تواجهها المرأة في مختلف مجالات الحياة اليومية وبالرغم - أيضاً- من المساحة الضيقة التي فرضها المجتمع على عمل المرأة إلا أنها أحرزت تقدماً ملحوظاً في سوق العمل ووجوداً فعالاً للمشاريع النسوية التي أثبتت من خلالها أنها قادرة على إدارة مشروعها الخاص أو العمل ضمن فريق لإنجاز مشروع يخدم الجميع.
* كيف أثرت الحرب على سيدات الأعمال؟
- لا شك في أنها أثرت كثيراً وتضررت الكثير من سيدات الأعمال فضلاً عن المبتدئات (الرائدات وذوات المشاريع الصغيرة) ولكن إذا نظرنا إلى الجانب الإيجابي نستطيع أن نرى ازدياد أعداد رائدات الأعمال في عدة مشاريع مختلفة ودخول المرأة بشكل عام في ريادة الأعمال بسبب توقف أزواجهن أو معيل الأسرة عن العمل وصعوبة الحياة المعيشية التي ألزمت كل أفراد الأسرة بالنزول إلى سوق العمل ومن هنا فُتحت أبواب أوسع لسيدات الأعمال في اليمن.
* ما المعوقات والتحديات التي تواجه سيدات الأعمال؟ وما رؤيتكم لمعالجتها؟
- تتحدد المعوقات دوماً حسب البيئة والظروف المحيطة والمجتمع اليمني.. قبل عدت سنوات كان يُنظر إلى المرأة من منظور ضيق ولكن مع مرور الوقت وتغير الظروف اتسعت هذه النظرة إلا أن المعوقات مازالت موجودة مثال على ذلك بأن سيدات الأعمال يواجهن في أغلب الأحيان صعوبات بالتنقل والسفر لإنجاز عملهمن والنظرة المأخوذة عن المرأة بأنها لا تستطيع إدارة مشروعها الخاص؛ هذه الأفكار الخاطئة تعيق سيدات الأعمال عن إيجاد الدعم النفسي, وتعزيز الثقة بالنفس لتحقيق طموحهن؛ فمن المفروض دعم وتشجيع المرأة من قبل الحكومة والقطاع الخاص، من أجل إثبات وجودها في عالم المال والأعمال والانطلاق نحو مستقبل أفضل.
* عودة للحديث عنك كرائدة نسوية ، هل اتجاهك لمجالك الحالي توجه وظيفي، أم شغف وهواية؟
- الحقيقة إن التغيير اصبح جزءًا من هويتي؛ لذا تشهد حياتي تحسينات مستمرة، خاصة مع تحفيز الطموح والارتقاء بالذات كنمط ملاحظ في العالم الذي أنتمي إليه لذلك أصبح لدي شغف بالبحث عن الأفضل، فبدأتُ عملي بشغف، ثم تطور ليصبح مسارًا.
فالقيم التي أعيشها في عملي كمستشارة تسويق، مستمدة من قيم دينية وعلمية، وربما تطورت مفاهيمها لديَّ من خلال الخبرة المهنية في عالم التمكين الشخصي والتدريب؛ فكان التسامح والمحبة والانسجام أقرب القيم إلى قلبي، وكانت العدالة والنزاهة والأمانة الأقرب إلى عقلي، وكانت المسؤولية والثقة والمصداقية المحرك لمسار عملي.
وترتقي قيمي مع ارتقاء مهمتي التي أجد نفسي أحمل رسالتها بكل اعتزاز؛ كونها تهتم بتمكين الفئة الأشد تضرراً والأضعف في المجتمع اليمني بل وفي المجتمعات بشكل عام (المرأة) بكل أجيالها الموجودة في بيئات العمل؛ للوصول إلى أعلى مستويات النمو الاقتصادي لوطني.
* من واقع خبرتك وتجربتك.. ما أفضل برنامج تدريبي تقدمينه؟
- أهتم ببرامج المستقبل، وفي مقدمتها الإعلانات عبر فيسبوك وإنستجرام؛ إذ تساعد على استهداف الجمهور الذي تريده أن يحصل على منتجك أو خدمتك، بينما الإعلانات المدفوعة التي نراها على الشاشات الفضائية واللوحات الإعلانية في كلّ مكان تكلفتها طائلة، ودون استهداف الجمهور المطلوب، وتساهم إعلانات فيسبوك في زيادة الوعي بعلامتك التجارية بشكلٍ كبير، كما أنها أحد أرخص الوسائل لجذب الانتباه وزيادة رواج السلع والخدمات.
ويعزز الإعلان على فيسبوك، تتبع حركة المرور على موقعك الإلكتروني؛ حيث يمكنك إطلاق حملة إعلانية لاستهداف جمهورك، وإرساله إلى موقعك الإلكتروني، حيث يتفاعل الناس مع فيسبوك وإنستجرام بشكلٍ دائم؛ ما يجعل نشر الإعلانات عليهما أمرًا ناجحًا وفرصة لوصول الإعلانات للجمهور المستهدف.
ومن أفضل البرامج التي أقدمها؛ دورة مخصصة للمسوقين الرقميين وروّاد الأعمال ومقدّمي الخدمة والمستشارين والمدربين ومنشئي الدورات الإلكترونية عبر الإنترنت، ممن يرغبون في الاستفادة بشكلٍ أفضل من إعلانات فيسبوك وإنستجرام لزيادة عائد الاستثمار.
* كثيراً ما نسمع عن أهمية المشاريع الصغيرة في رفد الاقتصادات ، كيف يمكن أن ننهض بواقع المشروعات الصغيرة حالياً ومستقبلاً؟
- من المهم وضع الثقة في المشاريع الصغيرة؛ لتأسيس مشاريع مستقبلية تخدم البلد والمجتمع ككل ، والتركيز على تقديم الدعم المادي لهذه المشاريع هي النقطة الأهم التي تضمن استمراريتها ونجاحها ، ومن هنا سيتشجع الأفراد على إنشاء مثل هذه المشاريع في المستقبل, وأيضا ورش العمل الصغيرة والدورات المخصصة لرواد الأعمال؛ من شأنها تأسيس جيل يعي أهمية أي مشروح مهما كان حجمه.
* إلى أي مدى يمكن أن تنهض ريادة الأعمال بواقع المجتمع اليمني؟
- ريادة الأعمال وتبني المشاريع؛ هي من أهم الخطوات للنهوض بأي مجتمع؛ ليمتلك اقتصاداً قوياً يستطيع من خلاله تحسين الوضع المعيشي والمادي للأفراد ويقلل من نسب البطالة ومعدلات الفقر التي تضعف البلد؛ كلما تزايدت بسبب الظروف الراهنة.
* تطلعاتك للعام الجديد ؟
- الحقيقة شأني شأن كل أبناء اليمن وبناته، أتطلع لانتهاء العدوان والحصار، وتحقيق السلام، وأن يسعى الساسة في بلادنا الى مصالحة وطنية ونتجه جميعاً حكومة وشعباً شباباً ونساء، كباراً وصغار إلى بناء اليمن الذي نحب، اليمن الذي نريد، فاليمن فيها من الخبرات والثروات ما يجعلها في مصاف الدول المتقدمة فعلاً، ونحن شعب صاحب حضارة وتجربة تاريخية كبيرة، واهل تجارة وفكر.
* كلمة أخيرة؟
- أشكركم على الاستضافة وأرجو لكم في صحيفة »الميثاق« المزيد من النجاح والتقدم.
|
نجلاء العماري لـ"الميثاق": المرأة أحرزت تقدماً ملحوظاً في سوق العمل
