يحيى نوري - اكتسب الحديث عن دور مصري في حل الازمة اليمنية زخماً أكبر مع زيارة الرئيس السيسي لأبوظبي وما واكبها من اخبار عن رغبة مصرية في لعب دور مهم على صعيد الازمة اليمنية..
والسؤال الذي يضع نفسه بقوة: لماذا تأخر سبع سنوات ولماذا تحركت القاهرة في هذا التوقيت؟ والسؤال الأهم ما الذي يمكن ان يقدمه المصريون من رؤى ومعالجات للازمة اليمنية بعيداً عن الاملاءات الخليجية خاصة من الرياض وابوظبي ومااذا كان المصريون سينطلقون في دورهم برؤى متجردة عن كل ذلك وبالصورة التي تستجيب لمطالب اليمنيين في بلوغ سلام مشرف..؟
تساؤلات عدة تحاول جميعها استكشاف الدور المصري وتقييم مدى قدرته على لعب دور فاعل وجوهري.. وهى تساؤلات لاتقتصر على الدور المصري فحسب وإنما تمتد لاي مبادرة عربية، خاصة وان الاخبار تشير الى تنسيق مصري جزائري قبل انعقاد القمة العربية بالجزائر
وازاء اي جهود عربية ستُبذل اليوم او بالقريب العاجل فإن ثقة اليمنيين بهذا الدور تكاد تكون معدومة خاصة بعد الاخفاقات الكبيرة للجامعة العربية في التعامل مع القضايا العربية الماثلة حيث فضلت الجامعة السكوت المريب ازاء مايحدث في ليبيا وتركت القوى الدولية الكبرى تعيث في ليبيا حسب اجندتها ومصالحها، وكذلك الحال بالنسبة لدورها في سورية ومااتخذته من اجراءات زادت الاوضاع في هذا البلد العربي تعقيداً، تاركةً في الوقت نفسه الاوضاع رهينة للأجندة الدولية.
ولاشك ان هذا الدور المهزوز للجامعة العربية قد يجعل منه غير مُرحَّب على صعيد العديد من الاقطار العربية التي تعاني من الصراعات وجميعها صراعات تحتاج الى موقف عربي مسئول ومتجرد عن أهواء ومطامع بعض العرب الذين اصبحوا للاسف الشديد ادوات للقوى الكبرى تحركها باتجاه خدمة مصالحها ومآربها على حساب حاضر ومستقبل الامة.. وخلاصةً، مهما تشعَّب الحديث عن دور مصري او عربي ستظل التساولات قائمة والرغبة اكبر في اخضاع هذا الدور للفحص والتمحيص مالم فإن اي تحرك عربي قطري أو جمعي سيظل ينظر له بمثابة عبء جديد يضاف الى اعباء اليمنيين والعرب عموماً.
|