أحمد أمين باشا - تحل علينا الذكرى الحادية عشرة لنكبة فبراير الكبرى، تلك النكبة التي ظن البعض انها ستخرجهم من الظلمات الى النور فإذا هم يعانون ويلاتها ونزيف ربيعها الآتي من تل ابيب والذي كانت محصلته النهائية هو المزيد من الانقسام والتشرذم بين اطياف المجتمع اليمني وبحيث تركت اليمنيين بين مشرد وجائع كمحصلة نهائية للواقع المر والمآساوي الذي يعاني منه اليمنيون.
_ ولنا في فبراير عظة وعبرة وخصوصاً في تلك النخب السياسية التي اتخذت من السفارة الأمريكية حصنها الحصين ونواة مشروعها التدميري الممنهج للوطن الكبير والذي كان من ابرز نتائجه شرعنة دخول المحتل الى داخل التراب اليمني من قِبل تلك النخب السياسية في اقذر وابشع مشهد سيكتبه المؤرخون عن التاريخ السياسي لليمن في العصر الحديث .
_ ذلك هو فبراير الذي لم يدمر النسيج السياسي فحسب بقدر ما كان تأثيره شديداً في تدمير النسيج الاجتماعي لليمن واليمنيين والذي للأسف أصَّل لثقافة الحقد والكراهية بين اطياف المجتمع اليمني والتي سنحتاج لعقود طويلة لمعالجة هذه الآثار التي ولدها هذا الربيع الصهيوني . فالمسأله لم تقتصر اهدافها على اسقاط النظام بقدر ماكان الهدف الأكبر هو اسقاط الهوية المجتمعية الواحدة خدمة للاجندة الصهيونية والتي اصبح لها تواجد على التراب اليمني ومختلف جزره الى جانب بعض دول العربان وكل ذلك كان بفضل ثوار فبراير الفارين من الوطن والمقيمين حالياً في ارض الشتات بمختلف العواصم والذين ينعمون بخيرات ثورتهم التدميرية والتي كان ثمنها دماء واشلاء الابرياء في الداخل اليمني الذين يتعرضون للقصف والقتل اليومي من دول العدوان بفضل عمالة هؤلاء الشرذمة والذي لن ينساه اليمنيون عبر الاجيال القادمة جيلاً بعد جيل .
_ ورغم كل هذا وذاك نجد توكل كرمان ما تزال تؤكد على ان ثورتهم مستمره حتى تحقيق أحقادها (عفواً) أهدافها .. ما يدل على أن أحقادهم لم تنتهِ بعد وأن غليلهم تجاه هذا الوطن لم ينطفئ بعد!!
|