يحيى علي نوري - الشعب اليمني هو من يقاوم العدوان ويقدم التضحيات تلو التضحيات من إمكاناته ومقدراته البشرية والمادية ومن يواصل بقوة وعنفوان رسم لوحه الصمود والتصدي في أروع صورها الدالة على عمق الاستبسال والتضحية والفداء ومن يقدم في القوت ذاته دروساً عظيمة في الوطنية والفداء ويؤكد للعالم أجمع رسالة واضحة وجلية ان انتصاره لمظلوميته انتصار يمثل انجاهاً لا خيار بعده وانه سيظل يقدم المزيد والمزيد من التضحيات حتى اللحظة الأخيرة التي يعلن من خلالها للعالم أجمع دحره للعدوان وانتصاره الساحق لسيادته واستقراره وقراره الوطني وآماله وتطلعاته..
وتلك حقيقة بات العالم يدركها تماماً بل وينظر لها بقدر كبير من الاحترام والاجلال بل والاشادة والاشارة الكاشفة إلى عظمة هذا الدور النضالي واعتباره صورة حية لإرادة الشعوب الحرة..
وبالرغم من هذه الحقيقة الناصعة نجد للأسف الشديد مزايدين في الداخل اليمني يحاولون عبثاً تصوير ان من يواجه العدوان هم الأخوة أنصار الله دون غيرهم بل ونجدهم يطالبون الآخرين بسلك هذا الطريق النضالي لأنصار الله..
يقولون ذلك في الوقت الذي لا يدركون فيه أنهم يقزمون أنصار الله كمكون يمني مهم في مواجهة العدوان واظهارهم خارج نطاق التفاعل الشعبي والجماهيري الرافض للعدوان وهذا أمر يبعث على الحيرة والآسي بل ويمثل استفزازاً للأخوة أنصار الله الذين يؤكدون مراراً وتكراراً أنهم جزء من النسيج الشعبي المقاوم للعدوان والحصار وان ثورتهم تكمن في هذا المواقف الشعبي الصامد والمتصدي للعدوان..
ولكون الحديث الضيق في رؤيته زاد حدةً في الآونة الأخيرة خاصة مع نتائج الاجتماع الإيجابي والفاعل لقيادتي المؤتمر وأنصار الله الذي عُقد الأربعاء وأكد على أهمية الحشد للجبهات وهو تأكيد لا يعني كما يصوره البعض انه يمثل دعوة المؤتمر الشعبي العام للقيام بهذا الواجب الوطني - والمؤتمر معروف بدوره هذا وليس بحاجة إلى شهادة من أحد - وإنما يمثل- أي هذا الاجتماع- خطوة أساسية نحو تفعيل عملية التحشيد للجبهات من مختلف القوى الوطنية المناهضة للعدوان والحصار..
وهي خطوة تمثل أعلى درجات استشعار المسؤولية الوطنية إزاء هذا المطلب الملح بتعزيز الجبهات ومدها بالرجال بل وبكل الإمكانات وهذا يعني أيضاً ان الحاجة مازالت ماسه إلى تعزيز استراتيجية وطنية تستفيد من الزحم الشعبي العارم المناهض للعدوان وبالصورة التي تجعل الجميع بدون استثناء يفعّلون من جهودهم باتجاه خدمة الوطن ومد الجبهات النضالية بكل الإمكانات ..
وهي استراتيجية بالطبع تؤكد كل المؤشرات والمعطيات قدرة شعبنا على مواصلة نضاله حتى تحقيق النصر المؤزر.
والمهم ان تكون رؤيتنا جمعية وألا نسمح للأصوات النشاز بأن تقلل من عظمة تضحيات شعبنا وبمختلف مشاربه، وان التركيز على مكون معين وتصويره انه من يتولى مسؤولية الدفاع عن الوطن ليس من مصلحة الوطن بالدرجة الأولى ، وليس في مصلحة هذا المكون بالدرجة الثانية..
خلاصة: نأمل ان تتعزز كل الجهود باتجاه اختصار الزمن، حتى الإعلان عن النصر الموزر لوطننا وشعبنا.
|