أحمد الزبيري - اللقاء التنسيقي الذي جمع المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله جاء كتعبير عن متطلبات مواجهة العدوان في هذه المرحلة الفارقة في مسار حرب عدوانية إجرامية عسكرية واقتصادية وسياسية شاملة ، يقف فيها المعتدون وهي توشك اكمال العام السابع على مسار إما القبول بالهزيمة والجلوس على طاولة المفاوضات بعد وقف عدوانهم ورفع حصارهم، أو مواصلتها وهذا الخيار بات معروفاً انه بدفع وفرض أصحاب المخططات الحقيقيين المتمثلين في أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي بدرجة رئيسية ، والتي تلتقى مع حماقة وغطرسة نظامي العدوان السعودي الإماراتي المتوهمين ان ما يملكانه من مال سيشتريان كرامة الشعب اليمني الحضاري العريق والعظيم.
وهاهم بعد (7) أعوام يجدون أنفسهم مورطين ويخشون دفع الثمن الذي ربما لن يتحملوه مع ان الشعب اليمني وقيادته السياسية والعسكرية وفي صدارتها المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله تمد يدها للسلام وتطرح شرطاً محقاً يتلخص في وقف العدوان ورفع الحصار والانسحاب من الأراضي والمياه والجزر اليمنية واحترام سيادة ووحدة واستقلال اليمن وما عدا ذلك قابل للمفاوضات والحوار والتفاهم..
هذا الطريق حتى واذا ارادت السعودية والإمارات وبقية هذا التحالف في الخليج وخارج الخليج المضي فيه فإن أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الصهيوني لن يسمحوا لهم بذلك وهم ليسوا في موقع أصحاب القرار.
من أجل هذا كله كان اللقاء التنسيقي للمؤتمر وأنصار الله وعنوانه المتمثل في تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز التحرك في التصدي للعدوان والحشد للجبهات يختزل استحقاقات هذه المرحلة الذي يحاول تحالف العدوان خلط الأوراق فيها وتدوير الزوايا وتغيير خططه علَّه يحقق ما عجز عنه طوال سبع سنوات، ومحاولاته التصعيدية في أكثر من جبهة وعلى نحو غير مسبوق يعيد حربه العدوانية إلى نقطة البداية لن يفيد لاسيما وان الشعب اليمني من اقصى جنوبه إلى أقصى شماله بات على وعي ان الأهداف غير تلك المعلنة والتي هي ذرائع لتدمير اليمن واحتلاله وتقسيمه والسيطرة على موقعه الاستراتيجي ونهب ثرواته مستهدفاً اليمن الوطن والشعب والأرض والإنسان.. وليس كما يصور الخونة الذين يتاجرون باليمن ودماء أبنائه ومازالوا حتى اليوم يقدمون أنفسهم كأوراق باتت مستنفدة وهو ما يؤكده تصعيد العدوان والذي ينبغي مواجهته بتوحيد الجبهة الداخلية والحشد للجبهات وخوض المعركة النهائية مع هذا التحالف العدواني الباغي على شعبنا وامتنا.
لقد جسد المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله الوعي الوطني والمصلحة الوطنية في الارتقاء بهذه المواجهة إلى مستويات الانتصار التي بات أبناء شعبنا جاهزين للانخراط في المعركة النهائية ومثل هذه اللقاءات هي بالفعل ما يحتاجه شعبنا ليضع حداً لكل ما يستهدفه من مؤامرات ومخططات واخطار وجودية، ولتجاوزها ليس أمامه إلا المواجهة حتى النصر.
وهنا ينبغي التأكيد على حقيقة ان مثل هذه اللقاءات بين القوى الوطنية المواجهة للعدوان تسهم في تعميق وعي شعبنا تجاه هذه الحرب العدوانية ومواجهة أطرافها الإقليميين ومرتزقتهم والذين يتخبطون بحثاً عن منقذ غير مدركين ان هذا المنقذ الإقليمي والدولي بات لا يراهن على المرتزقة والخوانة بل على تصعيد حربه السياسية والاقتصادية والإعلامية وهذا كله لم ينفعه طول السنوات السبع وهو الآن يستخدم كل ألاعيبه علَّها تخرجه من حالة الفشل غير مستوعب انها لم تؤد به إلا إلى تعميق الهزيمة التي ربما نتائجها تتجاوز اليمن والمنطقة إلى الساحة الدولية وهذا ما يدركه اليوم كيان العدو الصهيوني وبريطانيا وأمريكا أكثر من محميات النفط والترفيه.
|