|
|
|
استطلاع/ عبدالرحمن الشيباني - بدأت مطلع الأسبوع الماضي مناورات عسكرية للقوات المركزية البحرية الامريكية اطلق عليها اسم »Imx« في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر بمشاركة 9000 فرد وما يصل إلى 50 سفينة من أكثر من 60 دولة شريكة ومنظمة دولية وستستمر هذه المناورات لمدة 18 يومًا ، عدَّ مراقبون ومحللون سياسيون أن هدفها الأساسي هو خدمة الكيان الصهيوني وما تسعى له من وراء هذا العمل في المنطقة لا يشكل عامل استقرار..
وأكدوا لـ»الميثاق« ان تلك المناورة هي خدمة لإسرائيل وتحقيقاً لأطماعها التي أفصحت عنها منذ وقت طويل في أن يكون لها حضور في البحر الأحمر ، واللافت في الأمر هنا ان مصر من ضمن الدول المشاركة بالرغم من التوجس المصري من تنامى النفوذ الإسرائيلي في البحر الأحمر، الذي تراه تهديداً لأمنها القومي، فهل تغير الأمر هنا ؟ واشاروا الى ان هذا الامر يعتبر عامل زعزعة للاستقرار وتهديداً مباشراً وكل المؤشرات تشير لذلك فالخطر الإسرائيلي قادم ولن يستثني احداً في المنطقة، وقد مهد له منذ وقت طويل وأوكل للإمارات القيام بهذا الدور القذر، معتبرين ان الهدف الأساسي من مناورة بهذا العدد الكبير هو ايجاد صورة بان هناك حشداً ورأياً عاماً وان امريكا تملك تجميع التوجهات ضد طرف معين مشيرين إلى ان اي تحرك هو تهديد لصنعاء وان القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الايدي سواء ما جاء على لسان وزير الخارجية اليمني او على لسان الجيش اليمني بأن اي انتهاك لسيادة اليمن براً او بحراً لن يُسكت عنه ..الصحفي المعروف انيس منصور اشار في حديثه لـ»الميثاق« إلى ان الهدف من هذه المناورة أيضاً اعادة رسم مشهد النفوذ حول العالم وتحديداً في المنطقة العربية خصوصاً اليمن التي تطل على أهم ممرات الملاحة الدولية حول العالم في ظل الصراع الدولي ..
عسكرة المياه
مشيراً إلى ان اسرائيل ضمن الدول المشاركة في المناورة وهو تسويق جديد بإظهار تل ابيب بصورة المدافع المطلق عن أمن الخليج واليمن والتصوير بأن المخاطر التي تستهدف الامارات والسعودية تمس أمن إسرائيل خصوصاً بعد استهداف أنصار الله الأراضي الاماراتية تزامناً مع زيارة الرئيس الاسرائيلي الى الامارات.. وتابع منصور قائلاً: تسعى واشنطن وإسرائيل وبريطانيا لعسكرة المياه الإقليمية لليمن، بالسفن الحربية والقواعد العسكرية والبوارج بذريعة حماية "امن الدول الخليجية" لسحب بساط دول الخليج التي دخلت الحرب قبل 7 سنوات وعينها على سواحل اليمن الاستراتيجية على خط طريق الحرير الجديد الذي سيرسم مستقبل الملاحة البحرية حول العالم مع اقتراب استكماله من قبل الصين، إلى جانب ثرواته النفطية والغاز.. وأضاف: هي مؤشر على أن الولايات المتحدة التي ظلت خلال سنوات الحرب تتلاعب بأمن الخليج وتسيره وفق لأجندة خاصة تستعد لاستعادة دفة القيادة في المنطقة على الأقل لدعم نفوذ إسرائيل التي بدأت التسلل من الاقبية الخلفية باتفاقيات تطبيع مع الدول الخليجية التي تتلاطمها أمواج المخاوف مستقبلاً على أمنها واطماع بتعزيز ثرواتها على حساب الدول التي تعمدت افقارها في المنطقة..
موقف عربي
د / محمد الحميرى قال في هذا الصدد إن التحذيرات التي اطلقها معالي الاخ وزير الخارجية المهندس هشام شرف حول مخاطر الأهداف المشبوهة للمناورات البحرية التي اعلنت عنها دولة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب يجب ان تؤخذ على محمل الجد من كافة الدول المستهدفة بما فيه العالم وليس فقط من كل الدول العربية التي تعتبر الهدف الاول لتلك المناورات.. ووصف الحميرى الدول المنخرطة في هذه المناورات بالمستسلمة والتي وأن رفعت الراية البيضاء لن تكون بمأمن بمن التعرض للمخاطر العسكرية.. وأضاف: من المؤكد انها ان لم تقف امام هذه المناورات فستفقد ما تبقى لها من حدود دنيا لمظاهر القوة والسيادة على اراضيها، فغاية المشروع الصهيوأمريكي التوسعي هي التحكم حتى بالهواء الذي نتنفسه والفراغ الذي تتحرك عبره موجات الاتصالات والمواصلات.
ولا يقتصر التهديد على مصالحنا اليمنية والعربية بل انه يمتد ليشمل مصالح العالم التجارية والسياسية والعسكرية كلها، وبالتالي فإن عدم المبادرة وبأقصى سرعة الاتخاذ موقف عربي واقليمي جماعي وحازم من هذه المناورات والحيلولة دون قيامها وعدم القبول والتسليم بمبرراتها المعلنة والكاذبة،
عربدة صهيونية
الأمر بالنسبة للعرب تفريط بآخر ما تبقى لهم من عرى السيادة والاستقلال، كما ان التفريط بالنسبة للقوى الدولية سيكون بمثابة اعلان استسلام خطير للهيمنة الصهيونية الامريكية، ولا شك ان ذلك سيجعل الحالة الامنية لما تبقى من أقوى الدول مثل روسيا والصين هدفاً سهلاً لاستكمال مراحل الهيمنة الكاملة على سيادتها واستقلالها، في حين انه ما زال الاحرار في العالم يراهنون على وقوفها سداً منيعاً أمام العربدة الصهيوامريكية في العالم وفرض نظام القطب الأوحد بلا منازع لعشرات ان لم يكن لمئات السنوات القادمة.. ولفت د / الحميرى الى ان المنطقة العربية والافريقية أيضاً ستتحول إلى ساحة صراع وتحالفات عسكرية دولية جديدة الامر الذي سيحولها إلى ساحة صراع مباشر وبالوكالة، وتساءل قائلاً: اذا كانت شعوب وحكومات معظم دول العالم ستتضرر من النتائج المتوقعة لهذه المناورات الاستعراضية ذات الاهداف الخطيرة والمتعددة ، فمن المؤكد إن شعوب ودول المنطقة هي الخاسر الاكبر منها.. الصحفي والمحلل السياسي اللبناني/ علي مراد، اعتبر ما يجرى حرباً نفسية وكذلك إرسال رسائل للصين أيضاً حيث يقول بأن المناورات هي مناورتان وليست واحدة .. وأضاف " المناورات التي تجرى الآن هي مناورتان اثنتان وليست واحدة، الاولى آسيوية والثانية افريقية، لكن الاميركيين اختاروا دمجها مع بعضها البعض في هذا التوقيت لأغراض تخدم مصالحهم (الايحاء بأنه لا تزال لديهم القدرة على حشد التحالفات والدول لخوض مغامرات عسكرية) .. الهدف ببساطة من مزامنة هاتين المناورتين في هذا التوقيت بالذات هو نفسي. يريدون توظيفها في الحرب على اليمن واعطاء دعم نفسي لأدواتهم في الخليج، وايضاً توظيف في ملف التفاوض مع ايران وحكماً لهدف ثالث مرتبط بالصين والاستراتيجية البحرية في مواجهتها..
أهداف خفية
المحلل السياسي د / انيس الأصبحي قال منذ أيام تجري مناورات بحرية في البحر الاحمر تقودها البحرية الامريكية التابعة للقيادة الوسطى الأميركية، وتستمر حتى 17 فبراير، وتتيح هذه المناورات للقوات المشاركة فيها اختبار الأنظمة المسيّرة والذكاء الصناعي وتعزيز قدرات القيادة والسيطرة وعمليات الأمن البحري ومكافحة الألغام البحرية، وفقاً لبيان القيادة الوسطى الامريكية.
هذه المناورات المعروفة باسم "أي إم إكس"، والتي تجري بمشاركة 9 آلاف عسكري و 50 سفينة تابعة لـ 60 ستين دولة، تعتبر الاكبر من حيث استخدام الأنظمة البحرية العسكرية المسيرة بمشاركة 80 نظاماً مسيراً من 10 دول، هذه كانت كل المعلومات المتعلقة بالمناورات واهدافها، من وجهة نظر القيادة الوسطى الامريكية، الا ان طبيعة الدول المشاركة فيها وجغرافيا المناورات تكشف اشياء اخرى، لم يتضمنها بيان القيادة الامريكية للمناورات، حيث يشارك الكيان الاسرائيلي لأول مرة في هذه المناورت، الى جانب الدول العربية التي طبعت معه، وهي مصر والأردن، والإمارات والبحرين، بالإضافة الى دول عربية واسلامية لم تُطبع رسمياً بعد مع الكيان الاسرائيلي، مثل بنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي وعُمان وباكستان والسعودية والصومال واليمن.
هزائم منكرة
المعروف ان الدول التي تشارك في مناورات عسكرية ضخمة، يجب ان يكون بينها تنسيق سياسي وامني واستخباراتي وعسكري كبير، وإلا كيف يمكن تعزيز "الامن" الذي تعمل الدول المشاركة في المناورات للحصول عليه، وهذا ما اشار اليه المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي في تغريدة على "تويتر" عندما قال: "سيتدرب أسطول سفن الصواريخ ووحدة المهام تحت المائية مع الأسطول الأمريكي الخامس في منطقة البحر الأحمر لتعزيز الأمن في المنطقة والشراكة الاقليمية"!. واستطرد الاصبحى قائلاً: لا يجد المرء صعوبة في قراءة رسالة هذه المناورات، فهي تأتي في وقت يتعرض التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي لهزائم منكرة على يد القوت المسلحة اليمنية، التي باتت تهدد العمق الجغرافي والاقتصادي والامني لدول العدوان، التي كانت تمني النفس يوماً بالسيطرة على صنعاء في اسابيع، فهذه المناورات تأتي لإعطاء "جرعات" من "المعنويات" للسعودية والامارات و"اسرائيل"، في مقابل، ممارسة، ما تعتقده أمريكا، حرباً نفسية على القوات المسلحة اليمنية، لدفعها الى التراجع عن استهدافها للعمقين السعودي والاماراتي.
تطبيع علني
أما الرسالة الاخرى لمناورات امريكا، فهي رسالة تطبيعيه بامتياز، وإلا لماذا تشارك دول عربية واسلامية مثل بنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي وعُمان وباكستان والسعودية والصومال واليمن، في مناورات الى جانب "اسرائيل"؟!، انها محاولة لـ"رفع العتب" عن هذه الدول، اذا ما قررت يومياً نقل علاقتها مع "اسرائيل"، من السر الى العلن.. واختتم د.الاصبحى حديثة بالقول "أخيراً، كان لافتاً مشاركة اليمن في هذه المناورات الى جانب "اسرائيل"، و"اليمن" المشارك في هذه المناورات هو "يمن عبد ربه منصور هادي والسعودية والامارات"، وهو "يمن" يرفضه اليمنيون، ولهذا السبب بالذات شنت دول العدوان حربهم الظالمة على اليمن العربي الاسلامي الاصيل، الرافض الدخول الى حظيرة التطبيع القذرة.
سلام زائف
الناشط السياسي/ مختار الوصابى بدوره اكد أن هذه المناورات العسكرية وبهذا الحجم له دلالات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، خصوصا ان المنطقة تشهد غلياناً كبيراً نتيجة السياسات الخاطئة والكارثية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في اليمن بالرغم من دعاوى السلام المزعومة التي أثبتت الأيام انها أكذوبة كبرى .. وأضاف قائلاً: إن وجود إسرائيل في المناورات العسكرية هو مقدمة لدور صهيوني في المستقبل والايحاء بأن وجود إسرائيل طبيعي ويجب التعامل مع هذا الأمر والقبول به، ولعل قدوم مسؤول أمنى كبير إلى البحرين مؤخراً يفتح الباب على مصراعيه لاحتمالات شتى منها التهديد الذي يمكن أن تشكله إسرائيل للأمن القومي العربي وهو ما بات مؤكداً وليس فقط لليمن، كذلك الدور الإماراتي المشبوه الذي تقوم به هذه المشيخة منذ وقت طويل بأن يكون لإسرائيل موطئ قدم بدأ منذ وقت مبكر وأن العلاقات بينهما تمتد لأكثر من عشرين عاماً وما الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الإسرائيليون للإمارات والحفاوة التي يتم استقبالهم بها إلا تتويج لهذا الأمر ، وهو خير شاهد على مدى التنسيق الكبير بين هذه المشيخات ، وحذر الوصابى من خطورة الوضع الذي قال انه يجب التصدي له وعدم الاستهانة بما يجري أو التقليل من شأنه.
شرعنه للتدخل
الصحفي /صلاح حيدرة من جهته يقول إن ما صرح به وزير الخارجية المهندس/ هشام شرف حول الهدف من المناورة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها 60دولة بينها السعودية وحكومة هادي وإسرائيل ..ينم عن صحوة القيادة للمخططات التي يسعى العدوان السعودي الامريكي الإسرائيلي إلى تنفيذها بالمنطقة عموماً واليمن خصوصاً واستطرد قائلاً: إذ لا يخفى على احد مطامع هذه الدول بالموقع الاستراتيجي لليمن في مستقبل الصراع والتنافس بين الاقطاب العالمية ، إن اختيار مكان المناورة في البحر الأحمر لم يأت اعتباطاً بل مدروساً، وإشراك حكومة الفار هادي ذريعة تهدف لشرعنة الدخول في المياه الإقليمية اليمنية، واستفزاز واضح يحمل الكثير من الدلالات وله ما بعده.. إن الحروب القادمة أساساً بين أطراف الصراع العالمي تتمحور حول المنافذ البحرية، وفي حال حدث تصادم بين القطع البحرية في المياه الدولية مع الخصوم الإقليميين والدوليين فقد يشعل ذلك مواجهة واسعة النطاق.
تطلعات استعمارية
تأجيج الوضع
من جهة أخرى يمكن قراءة هذه المناورة على أنها صورة أولية لتشكيل تحالف دولي يدعم تحالف دول العدوان بعد أن أقرت بفشل حربها في اليمن من خلال الاستجداء الذي وجهته لحلفائها الغربيين وقد جاء هذا تماشياً مع التطلعات الاستعمارية للدول الامبرالية في اليمن والبحر الأحمر لتأمين مسرح عملياتها ضمن فرضيات مواجهة كبرى مع الصين وروسيا وإيران.. وإذا قيمنا موقف الولايات المتحدة نجد أن التصريحات والدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة لحلفائها من دول العدوان تشير إلى تخلي الإدارة الأمريكية على وعود اطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن بحل سريع للملف اليمني ..وشرعت بتشكيل تحالف عسكري لتأجيج الوضع أكثر في اليمن والمنطقة .ويختتم حيدرة مؤكداً على أن الحرب في اليمن دخلت مرحلة جديدة ستكون أكثر وحشية لكنه عاد مستدركا وقال: نحن على ثقة بالله أولاً ثم بالقيادة السياسية للبلاد في التصدي لكل تلك المخططات الخبيثة التي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لتنفيذها في بلادنا ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|