حسين الوادعي - ليست مشكلتي مع التغيير لأنني كنت في الساحة، وتظاهرت ودربت الشباب على الخطاب الصحفي لدعم التغيير، وليس عندي أدني شك في استحقاق النظام السابق للسقوط.
* مشكلتي هي في "الثائر " المتكلس غير القادر على فهم الوضع او مراجعة أسباب السقوط.. مشكلتي في "الهتيفة" الذين مازالوا يرددون شعارات أول ليلة من 11 فبراير وكأن الوطن بأكمله لم يسقط خلال السنوات السابقة.
* مشكلتي في الثائر الذي تحول الى نسخة ألعن واكثر فساداً من الذين ثار عليهم.
* مشكلتي في الثوار الذين تحولوا الى وكلاء للقوى والمطاعم الإقليمية في اليمن، وفي الثوار الذين يدافعون عن "جنسياتهم" الجديدة ويريدون تحويل اليمن الى ساحة تصفية حسابات إقليمية.
* مشكلتي في التعريفات والمصطلحات الزائفة فما حدث لم يكن ثورة ولا تنطبق عليه توصيفاتها. ولم يكن ثورة شباب بل كان تجمعاً لكل الغاضبين من النظام والطامعين في السلطة، وبعضهم كانوا أسوأ من النظام وأكثر رجعية.
* مشكلتي مع الخطاب التدميري العدمي العبثي للثائر الذي لا يبشر الا بالفوضى والخراب، خطاب المتاجرة والاحتفالات بينما الناس يموتون من الجوع والقهر.
* أنا مع التغيير ومع حق الشعوب في حياة حرة ديمقراطية كريمة، لكني ضد تحويل الربيع الساقط الى صنم وتابوت غير قابل للنقد. لقد استنفد الربيع كل اغراضه وسقطت كل شعاراته العائمة، كما سقطت الأنظمة وانتهت.
* نحتاج الى خطاب تغيير جديد ينطلق من لحظة الخراب الحالية وينسى تخيلات الخيام والساحات وجلسات القات الطويلة وأوهام حصر كل شيء في تغيير الحاكم.
* كانت الساحات نفسها بعد مارس 2011م قد تحولت الى نسخة قمعية مكررة من النظام الذي خرجنا ضده. كنا نهتف ضد السجان من ساحات تحولت هي نفسها الى سجن!
|