محمود ياسين - يتطلب الأمر حساً بالتخفف من التهمة .
هناك حساب في البنك الأهلي السعودي تضمن حتى موازنة اللجنة الخاصة السعودية من مبيعات النفط اليمني ، تتسلم راتبك الكبير من ثروة بلادك ولست ملزماً تجاه السعوديين بشيء ، مالم ترتبط مباشرة بضابط استخبارات سعودي ، ذلك هو العميل والمرتزق الخائن ولو لم يتنبه للأمر..
لا أكثر ثقلا من تقمص شخصية العمالة وفقاً للضرورة والانصراف بعدها للدفاع عن هذه الشخصية وقولبتها وفقا للتهمة ، لا احد يمنح صك براءة او تسويق تهمة حصرية وفقاً لمعيار عدائي ، انت انت ، قف أمام المرآة وحدد ماأنت عليه وبوسعك الإصرار على اختيار بلادك في حالة امتلاء عاطفي وإدراك للحدود الفاصلة بين التعريفات .
لست عالقاً ولا مضطراً لمقايضة فادحة كهذه ولا لتقمص شخصية لم تقم باختيارها مهما ألبستك إياها الضرورة .
فقط : ماالذي يخفف عن بلادكم ؟ تلك المهمة التي لا يقوم بها غير المتخفف من عقاب الذات ومن مرايا التهويم ،على عاتق إدراك أن من يمولني هي بلادي وإن علقت في الانقسام ،احتفظ بذاتك بعيداً عن التشظي وتقمص دور المخطئ الذي لا يسعه غير ان يخطئ.
المسافة الواعية مع السعودية بما يكفي ولو للاحتيال على خياراتها لصالح خيارات بلادك ، بلادك هي الجهة والهوية والكيان الذي انت ملزم أمامه براتب كبير او ضئيل ، بلادك بما هي عليه من تعب وعناء فهي متاعبك ، اليمنيون بأخطائهم وتجاوزاتهم ،انهم أهلك ،نقائصهم بعض من كمالك او سعيك للكمال .
حتى الذين في الداخل ، لا ثقل ولا تهمة مالم تنخرط في نشاط ممول لصالح مشروع يضر بالبلد ، بوسعك التجول وإلقاء النصائح للحوثيين دون خجل او تردد والاستسلام لتلك الإيماءات من كونك قد استسلمت او انك بما تقوله وتتبناه من مواقف بشأن العدوان الخارجي انما تتملق قوة الداخل ، ذلك أن صوتك لن يتلاشى إزاء أخطائهم وجرائمهم وإفصاحاتهم البغيضة ، وكونك محتفظاً بأملٍ ما في خير متوقع قد يأتي منهم وان بوسعك حملهم على الصواب فذلك جيد ومبعث قوة واحترام للذات لا يتمتع به الا القليل من الرجال الأفذاذ .
الرجال الأفذاذ وهم يشيرون لأعتى خصومهم صوب طريق آمن قد ينقذ الجميع من الجميع .
هذه بلادك ،دافع عن وجودها وشخصيتها ودولتها اللائقة بالجميع ولا تغفل الممكنات مهما بدا الأمر باعثاً على التشاؤم ، احتفظ بالأمل ..
الممكنات في طريق المتخففين من الضغينة وعذابات واضطرارات الذات ، الممكنات هي المتاح والذي في المتناول ويجدر الاشتغال عليه واستدعاؤه ، بدلاً من استدعاء كل ماهو متعذر وملغم وباعث على حتمية الخيارات الفادحة .
لا يزال بوسعنا أن نكون بخير حتى اللحظة ، رغم كل الذي حدث ،لا نزال بوسعنا ، وبلادنا ستكون بخير .
|