نجيب شجاع الدين - تتشابه الحروب في ضراوتها ومآسيها، سواءً أكانت في بلد يصنف الافقر عالميا -وحالته تصعب على الكافر- أو في دول لها ثقلها الإقليمي على المستويات كافة.
من باب الدعابة يمكن القول ان اوكرانيا تعود تدريجياً الى احضان الدولة الاتحادية الروسية!!.
أثبتت الأزمة الحاصلة شرق اوروبا فرقاً شاسعاً في فهم وكيفية التعامل معها عن باقي مناطق المعمورة.
ومع هذا فإنان تاثيرها امتد منذ اليوم الأول ومن أول رصاصة إلى اليمن الذي يعاني أساساً من ويلات حرب عدوانية وحصار جائر يناهز السنة الثامنة.
ردود اغلب دول الغرب الساعية - في سباق مع الزمن - لسرعة ايقاف الحرب هناك .. تظهر وكأنها تقف إلى جانب استمرار الاقتتال هنا !!
يبدو أن المال السعودي الاماراتي المدنس أسكت لسان كثيرين عن قول أي شيء باستثناء الدعاء " اللهم أدمها أزمة في اليمن وأحفظها عن الزوال"!!
عقد مجلس الأمن الدولي عديد الجلسات الطارئة والمتواصلة على مدار الساعة لبحث الأزمة الأوكرانية والعمل على إخمادها كيفما أمكن .
لم ينته الأسبوع الاول حتى بدأ الطرفان مفاوضات دخلت المرحلة الثانية من التفاهمات والشعور بالرضى لإمكانية التوصل لاتفاق مُرضٍ.
كثيرة هي جلسات المجلس نفسه المتعلقة بالشأن اليمني نظراً لطول الفترة لكنها في المجمل لم تقدم شيئاً يذكر في إطار الحل إن لم تسهم بحدة في زيادة الوضع تعقيداً وصب الزيت على النار .
آخر جلسة مغلقة له الاثنين الماضي خرج المجلس بقرار يجدد نظام العقوبات على اليمن تحت البند السابع ويقضي بتوسيع حظر استيراد الاسلحة ليشمل جماعة " انصار الله "
كما دان بشدة الهجمات الصاروخية على السعودية والامارات .!!
ربما كان اليمن ارضاً وانساناً الوحيد في العالم الذي يواجه في كل مرة واحدة من المفارقات العجيبة والمزعجة لوعي وادراك المجتمع الدولي لطبيعة الصراع وطرق المعالجة المتبعة والمعتمدة لديه.
يعتبر مجلس الأمن جرائم تحالف العدوان بحق الشعب اليمني الموثقة بكافة الأدلة والوثائق والمتواصلة بشكل شبه يومي عملاً مشروعاً ومسموحاً به ومغفوراً له .
في المقابل يعتبر التحرك الروسي شرق اوكرانيا عدواناً وغزواً بالغ الخطورة يهدد أمن واستقرار اوروبا وباقي القارات.
بكل حال يظل موقف اليمن ارضاً وانساناً ضد العدوان والحرب في اي بقعة من الكرة الارضية .
ماعلينا .. عودة للموضوع الرئيسي تعتمد بلادنا في اشباع طلب الناس لمادة القمح على الاستيراد بنسبة تتجاوز الـ95٪ نصفها يأتي من اوكرانيا وروسيا..
بالتالي برزت مخاوف من صعوبات قد تواجه تغطية احتياج السوق المحلية للفترة المقبلة وفي حال طالت المعارك لأكثر من عام.
رغم وجود بدائل توفرها الدول الاخرى المصدرة للحبوب ورغم تأكيدات وزارة الصناعة والتجارة بأن مخزون الاغذية والسلع في السوق يكفي لنصف سنة فإن الأمر انعكس فوراً على اسعار كيس القمح . وهكذا كلما أُطلقت رصاصة في دونباس وكييف جاع اليمنيون أكثر وزاد ثراء التجار الأكثر جشعاً.
وقبل الحديث عن الغاز الروسي غير مستورد إلينا قفزت اسطوانة الغاز المنزلي بفعل فاعل إلى 6000 ريال غير شاملة اتاوات ورشاوى عاقل الحارة ويندر الحصول عليها وتكتظ بها السوق السوداء حالياً بسعر عشرين الف ريال !
كما رفع سائقو الباصات الاجرة الى »200« ريال بمعنى ان ما يحصل عليه الشخص شهريا بالكاد يغطي اجور الباصات وتعبئة دبة غاز!!
مفارقة اخيرة لابد منها .. كل مدن اوكرانيا وعواصم العالم لديها ملاجئ خاصة تستقبل المواطنين اثناء الحروب والازمات والكوارث باستثناء بلادنا .. اثناء القصف يلجأ النافذون الى البدرومات ويخرج المواطن البسيط الى الشارع ليشاهد او يستشهد !!
|