أحمد الزبيري - أمراض وأوبئة وجوائح شهدها اليمن طوال سنوات الحرب العدوانية الإجرامية القذرة والشاملة التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني، وهناك مؤشرات على استخدام أسلحة بيولوجية وكيماوية وربما من تلك التي تحتوي على ما يسمى باليورانيوم المنضب (المستنفذ)، والأدلة والقرائن كثيرة لتحويل هذا الشك إلى تأكيد، فقد عادت في بداية هذا العدوان على الشعب اليمني أمراض قد تم التخلص منها في العالم واليمن، مثل الكوليرا أو الدفتيريا والكزاز وحمى الضنك وفيروس كورونا وغيرها من الأمراض أو العدوى الميكروبية، إضافة إلى أمراض تسببها فيروسات لم تكن موجودة في اليمن، وبسبب طبيعة هذه الحرب العدوانية على الشعب اليمني ومن يقومون بها لا أحد في هذا العالم يهتم، إضافة إلى ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان الذي انتشر ليصيب الأطفال والكبار، وبعضها أصبح معروفاً أن سببه القنابل التي ألقتها طائرات تحالف العدوان إذا ما أضفنا إلى هذا كله استخدام القنابل العنقودية والفسفورية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل غير النووية أو ما يطلق عليها المحرمة دولياً.
بكل تأكيد أن الأمم المتحدة وما تُسمى بالمنظمات الدولية المعنية بكشف أو المساعدة في كشف استخدام مثل هذه الأسلحة تتعاطى مع كل هذا كما تتعاطى بشكل عام مع هذا العدوان الوحشي الباغي والظالم منذُ بِدئه وحتى الآن، ليس فقط بغض الطرف أو الصمت أو التواطؤ بل المشاركة فيه، ولتبيان صحة هذا الدور لهذه المنظمات الأممية والدولية يكفي التذكير بجرائم واضحة في بشاعتها لم تكلف نفسها حتى إدانتها وفي أحسن الأحوال لا تحمل المعتدين الحقيقيين مسئوليتها بل الأطراف اليمنية.
اليوم يجري الحديث عن المراكز والمعامل والمختبرات التي وزعتها الولايات المتحدة على الحدود الروسية في أوكرانيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة، ويجري هذا في ظل العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا وإظهار وثائق حصلت عليها روسيا، إضافة إلى قيام المؤسسات البحثية المتخصصة في هذه الجوانب بتأكيد أن هناك تحضيراً لحرب بيولوجية ضد روسيا وممولة من وزارة الدافع الأمريكية البَنْتَاغُون، هذا الكشف أثار مخاوف أمريكا وأنكرت في البداية معرفتها وجود مثل هذه المراكز البيولوجية، ثم اعترفت لكنها حملتها النظام الأوكراني وأنكرت علاقتها بها، ثم اضطرت للاعتراف عبر مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، والذي اعتبر أن هذه المعامل أوكرانية وأن البنتاغون كل ما قام به مساعدة الأصدقاء الأوكران في هذه المختبرات، وفي نفس الوقت ادعت خشيتها من وصول الروس إليها، ثم عاد الإعلام الغربي ليحمل روسيا التهمة لينطبق على هذا الإعلام المثل العربي »رمتني بدائها وانسلت« وهذا التخبط الأمريكي يعكس انكار المذنب، ونحن والعالم كله يعرف أن أمريكا تكذب وأن الغرب يكذب وأن إعلامهم يكذب، وأن الدولة الوحيدة التي استخدمت مثل هذه الأسلحة في حروبها هي أمريكا من اليابان إلى فيتنام وانتهاءً في العراق وأفغانستان واليمن.. الصين طالبت أمريكا بكشف الحقيقة ونشر الوثائق حول هذه المختبرات، ومن حق الصين ذلك خاصةً وأن ترامب لم يتوقف منذ ظهور كورونا بنسخته الأولى عن اتهام الصين حتى أنه أطلق عليه الفيروس الصيني.. وبمناسبة ذكر كورونا وهو من الأمراض الفيروسية التي لم تكن معروفة لدى البشرية قبل ثمانينيات القرن الماضي والسنوات المنصرمة من هذا القرن بدءاً من الايدز مروراً بجنون البقر وأنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها، هناك الكثير من العلماء والمراكز البحثية يعتبرونها خرجت من المختبرات البيولوجية الأمريكية والغربية.. يبقى الإشارة إلى أن روسيا وهي تعرف الألاعيب الأمريكية والغربية وتتعرض لكل هذا الاستهداف ما كان لها أن تكشف حقيقة هذه المختبرات في أوكرانيا إلا وهي تمتلك وثائق دامغة على صحة ما تقول بهدف منع أمريكا من استخدام ذلك عبر أدواتها في أوكرانيا أو إلصاق التهمة بها، ومع ذلك ألصقت مسبقاً بمجرد الكشف عن هذه الحقيقة من الإعلام الغربي الذي على ما يبدو أنه يحاول أن يغطي على حقائق إجرامه وتوحشه بتحميل ما يعتبرهم أعداءه، ولا نحتاج هنا للتذكير بالذريعة التي قدمها كولن باول وزير الخارجية الأمريكي السابق بعهد بوش الابن، لشن العدوان على العراق، واعترفت أمريكا بكذبتها فيما بعد، لكنها لم تحاسَب ولا حتى تعتذر لملايين الضحايا من العراقيين الذين قُتلوا بسبب هذه الحرب العدوانية الإجرامية.. هذه هي أمريكا من هيروشيما وناجازاكي إلى اليمن.
|