استطلاع/ صفوان القرشي: -
مع دخول العدوان على اليمن عامه الثامن، مازالت آفاق الحلول السياسية مسدودة وليس هناك بوادرلوضع حد لهذا العدوان الغاشم، بعدما فشلت كل المبادرات الإقليمية والدولية طوال السنوات الماضية..مبادرات فشلت أو بالأصح تم افشالها لأن تلك المبادرات لاتتضمن العوامل الكفيلة بنجاحها، والأهم من ذلك أن الأمم المتحدة ومن ورائها المجتمع الدولي لم يقوموا بواجبهم تجاه اليمن ولم يتخذوا أي خطوة فعلية لوضع حد لهذا العدوان، ورغم التحركات التي يقوم بها المبعوث الأممي في اليمن إلا أنها لم تفض إلى أي تقدم في المسار التفاوضي ولم ينجح في لم اليمنيين حول طاولة واحدة الا ان المتغيرات الدولية سيكون لها أثر كبير في المسار اليمني وهو ما دفع مجلس التعاون الخليجي إلى توجيه دعوة للأطراف اليمنية إلى عقد حوار من أجل إنهاء الحرب وتقريب وجهات النظر كما قال غير أنه وضع العقدة في المنشار باشتراطه عقد المفاوضات في الرياض بدلاً من عقدها في دولة محايدة تمتلك الحق في لعب دور الوسيط.
فهل ستنجح هذه المفاوضات، وما سبب فشل المفاوضات السابقة ؟
مجلس التعاون.. دعوة لمفاوضات في عاصمة العدوان
أعلن مجلس التعاون الخليجي عن بذله جهوداً دبلوماسية لإجراء مفاوضات بين حكومة صنعاء وحكومة هادي وفي حال مواقة الطرفين سيتم توجيه دعوات رسمية لعقد هذه المفاوضات في العاصمة السعودية مقر إقامة حكومة هادي في محاولة لوقف النزاع المدمر المتواصل بين الطرفين منذ أكثر من سبع سنوات حد زعم المجلس ، وبحسب ما أفاد مسؤولان خليجيان الثلاثاء.
وقال مسؤول في مجلس التعاون الخليجي لوكالة فرانس برس: "يدرس المجلس عقد مشاورات بين أطراف النزاع في اليمن لوضع حد له.. وتم بالفعل التشاور مع كافة الأطراف، وجاري إرسال الدعوات لهم". وهو ما أكّده مسؤول خليجي مقيم في الرياض.
وفي السياق، نقلت رويترز عن مسؤولين خليجيين قولهم: إن مجلس التعاون الخليجي يبحث دعوة أطراف حرب اليمن لمحادثات في السعودية.
وأوضح المسؤولون الخليجيون لرويترز، أن انصار الله من بين الأطراف اليمنية التي ستوجه لهم الدعوة لمحادثات في الرياض.
وأضاف المسؤولون: في حال تم التوافق فإن المحادثات ستجري في الفترة من 29 مارس حتى 7 أبريل.
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن
المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، قال إنه سيستأنف الأسبوع المقبل جولة ثانية من المشاورات التي أطلقها، الاثنين الماضي، في العاصمة الأردنية عمان مع القوى اليمنية الفاعلة حول إطار عام جديد لإحياء عملية السلام المتعثرة في البلاد.
وذكر المبعوث الأممي، في بيان صحافي، أنه سيجتمع خلال مشاورات الأسبوع الثاني بممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي ومؤتمر حضرموت الجامع وحزب المؤتمر الشعبي العام، وخبراء أمنيين واقتصاديين وممثلين عن المجتمع المدني.
وقال غروندبرغ إن الحوار السياسي هو الخيار الوحيد أمام اليمنيين لإنهاء الحرب وعلى الجميع تقديم تنازلات من أجل التوصل لتسوية سياسية وتحقيق سلام دائم ينهي معاناة ملايين اليمنيين.
وعود بايدن الانتخابية تتمخض فأراً!!
للتذكير فإن العدوان على اليمن بدأ في عهد الرئيس الإمريكي أوباما وتم إعلانه من العاصمة واشنطن قبل ثمان سنوات وظلت الحرب على اليمن مثار جدل واسع مع استمرارها في عهد الرئيس ترامب الا أن هذه الحرب حظيت باهتمام واسع في الحملة الانتخابية للرئيس بايدن الذي وعد بأن انهاء الحرب في اليمن من ضمن أولويات إدارته في ظل تصاعد الدعوات في أمريكا بوضع حد لمعاناة اليمنيين، واتهمت عدد من المنظمات الإدارة الأمريكية بالمشاركة الفعلية في قتل اليمنيين وغض الطرف عن الجرائم التي تقترفها السعودية والإمارات بحق المدنيين في اليمن وبأسلحة أمريكية، ما دفع بايدن لتعيين مندوب خاص لليمن قام بعدة جولات لم تسفر عن شيء ولم تأت بجديد فقط لتقول الإدارة الأمريكة للرأي العام إنها تدعم الحلول السياسية وتعمل على وقف الحرب ولم تكن كل تلك الوعود التي أطلقها بايدن أكثر من دعاية انتخابية ليس الا مع استمرار الدعم السياسي الإمريكي لدول العدوان واستمرار إدارة بايدن في بيع الأسلحة للسعودية والإمارات في تأكيد واضح على أن أمريكا شريك أساسي في العدوان على اليمن ولا تدعم أي خطوات لوقف هذا العدوان الهمجي.
بن حبتور: السعودية تقتل اليمنيين وليست حمامة سلام
ردت الحكومة اليمنية في صنعاء على مقترح اجراء مفاوضات للسلام بين الأطراف اليمنية بأنها تقبل أي حوار يفضي إلى رفع معاناة اليمنيين ووقف العدوان عنهم على أن يتم في دولة محايدة وليست مشاركة في العدوان وقتل الشعب اليمني ويجب أن يكون الحوار مع الجانب السعودي وبمشاركة جميع الأطراف.
وقال رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتو: إننا نرحب بأي حوار يهدف إلى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني.. دعوة مجلس التعاون الخليجي لاجتماع الاطراف اليمنية في الرياض محاولة لتصدير السعودية وكأنها حمامة سلام، لايمكن لدولة مشتركة في قتل اليمنيين أن تكون محايدة ولهذا لابد أن يكون الحوار في دولة ليست طرفاً في العدوان ،
ولابد من وقف العدوان ورفع الحصار وفتح جميع المنافذ البحرية والبرية وفتح مطار صنعاء أولاً قبل أي مفاوضات
خالد الصوفي -ناشط حقوقي وسياسي - قال:
كل المبادرات التي تم تسويقها من قبل الأمم المتحدة أو من مجلس التعاون الخليجي تأتي في إطار التسويق الإعلامي وتضليل الرأي العام لأن من يقدم هذه المبادرات هو في الأساس مشارك في العدوان ولايريد لهذا العدوان أن ينتهي.. وفشل المبادرات السابقة لانها لا تقوم على أساس البحث عن حلول فعلية وجدية لوقف العدوان.
كما أنه ليس هناك بوادر لحسن النوايا وإلا لقامت السعودية بفك حصارها الغاشم والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية لميناء الحديدة وغيرها من السلع للحد من الوضع الإنساني المتدهور وتخفيف معاناة ملايين اليمنيين..
والمضحك أن يتم طرح مقترح إجراء مفاوضات بين من قالت اطراف النزاع في اليمن بهدف وقف الحرب وحددت الرياض المكان المناسب لاحتضان هذه المفاوضات في استخفاف بالشعب اليمني وقيادته، الذين لا يمكن أن يقبلوا أن تكون عاصمة العدوان والدولة التي دمرت بلدهم وتحاصرهم طوال السنوات، هي المكان المناسب لعقد مفاوضات مصالحة بين اليمنيين.
أحمد شوقي -سياسي وناشط حقوقي تحدث قائلاً:
نجاح أي مفاوضات مبني على أساس النوايا الصادقة للأطراف المتفاوضة ورغبتهم في إيجاد حلول فعلية لوقف الحرب، والأهم من هذا أن تكون تلك الأطراف تمتلك فعلاً القدرة على اتخاذ القرار بعيداً عن أي ضغوطات خارجية.
واعتقد أن فشل المفاوضات السابقة بسبب أن الاطراف المشاركة فيها وبالذات حكومة هادي التي ليست صاحبة القرار لوقف الحرب والشروع بمصالحة وطنية شاملة.
دعوة مجلس التعاون الخليجي للأطراف اليمنية إلى الحوار جاءت نتيجة عوامل كثيرة أهمها الحرب الروسية الأوكرانية وما ستسفر عنه من متغيرات جيوسياسية على مستوى العالم، لكن توسيع مشاركة الأطراف في هذه المفاوضات بما فيهم الانتقالي والنخبة الحضرمية والمؤتمر الشعبي العام، لايخدم أي مفاوضات ولن تفضي إلى أي حلول لأن هذه الأطراف لها مطالب متناقضة ولن تكون مقبولة من الجميع.
ايضاً اقتراح الرياض لعقد هذه المفاوضات يهدف إلى اجهاضها قبل أن تبدأ لأن الرياض طرف رئيسي في الحرب وليست طرفاً محايداً لتلعب دور الوسيط، ويبقى نجاح المفاوضات مرهوناً بيد الدول الكبرى اللاعب الاساسي في الساحة اليمنية.
*الدكتور خالد عبدالحميد قال:
بات الوصول إلى حل سياسي ضرورة ملحة وعلى جميع الاطراف اليمنية أن تعي دورها وتدرك مسؤوليتها تجاه اليمن وشعبه، الجميع يدرك أن الحلول العسكرية مستحيلة ولايمكن تحقيقها وكلما استمرت الحرب زادت الاوضاع تعقيداً وتباعدت المواقف أكثر، الحل بيد اليمنيين، أما السعودية والإمارات وغيرهما من الدول فتسعى لتحقيق مصالحها على حساب مصالح الشعب اليمني.
فشل المفاوضات السابقة هو نتيجة غياب الرؤية الوطنية وتغليب مصلحة اليمن على المصالح الأخرى، بالاضافة وهو الأهم الى عدم وجود رغبة لدى الدول المؤثرة وعلى رأسها أمريكا في إيقاف هذه الحرب الهمجية، أما السعودية والإمارات فتخضعان لتوجيهات أمريكا وبريطانيا كما هو الحال مع الأمم المتحدة، وعلينا أن نقارن مواقف الأمم المتحدة وأمريكا وبريطانيا ودول الغرب من الحرب في اوكرانيا وبين مواقفها من الحرب في اليمن، ففي نظرها ما تقوم به روسيا جريمة وانتهاك صارخ للقانون الدولي وتعدٍّ على سيادة دولة مستقلة، وما تقوم به السعودية والامارات منذ ثمان سنوات عمل مشروع ويتلاءم مع القانون الدولي ومواثيق الامم المتحدة!!
الخيار بيد اليمنيين وهم من يقررون مصيرهم وعليهم أن يتحرروا من التبعية والارتهان اذا أرادوا انقاذ ما تبقى من اليمن.. ودعوة مجلس التعاون الخليجي للحوار في الرياض غير منطقية لأن السعودية طرف في الحرب ويجب أن تكون طرفاً في الحوار لا وسيطاً محايداً.
أميرة الغرباني المركزالدولي للحوار الثقافي- قالت:
تعارُض مصالح الأطراف المشاركة في الحرب سواء اليمنية أو الإقليمية والدولية وراء فشل المفاوضات السابقة وعرقلة أي جهود لمصالحة وطنية تغلب مصلحة اليمن على المصالح الشخصية والحزبية وغيرها.
وإذا ما توافرت رغبة حقيقية لدى هذه الأطراف وتنصلوا عن التبعية والارتزاق على حساب ملايين اليمنيين الذين يطحنهم الجوع ويقتلهم المرض واقتنعوا أن الشعب لم يعد يحتمل أكثر وما حصدوه من مكاسب على حساب دماء الابرياء تكفيهم وزيادة هنا قد تنجح المفاوضات ويصلون إلى طريق يخرج اليمنيين من هذا المأزق الذي وضعوهم فيه.
وأضافت: التعويل على الأمم المتحدة والدولة الأخرى لن يجلب لليمن إلا مزيداً من المصائب، كما يجب أن ندرك كيمنيين أن السعودية والامارات وغيرهما يبحثون عن مصالحهم ويعملون من أجلها ولا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد مصلحة اليمن وشعبه، ومصالح هذه الدول المعتدية والمتحالفة معها والداعمة والمؤيدة لجرائمها في استمرار الحرب وزيادة معاناة المواطنين، اليوم المواطن فقد لقمة عيشه ويعيش على الكفاف، لا غاز ولا بترول ولا ديزل، واسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل جنوني.
أرجو من جميع الأطراف أن ينظروا إلى معاناة الشعب وإلى الحال الذي وصلوا اليه من فقر وجوع ومرض وتكون هذه الأوضاع في أول اهتماماتهم وعلى رأس مسؤولياتهم في إي حوار أو مفاوضات.. وأقولها للجميع الشعب أمانة في أعناقكم وكفى بالله شاهداً وهوحسبنا ونعم الوكيل.
| 
"التعاون الخليجي" يدعو إلى حوار يمني في الرياض.. عاصمة العدوان تريد لعب دور الوسيط
