الميثاق نت: - مع كل دعوة يطلقها النظام السعودي لاستضافته مشاورات يمنية - يمنية بهدف التوصل لوقف إطلاق النار ووضع الحلول والمعالجات التي تنهي الحرب والصراع القائم والبدء بعملية سياسية شاملة وجامعة وتحقيق السلام، يحاول هذا النظام إظهار نفسه وكأنه مجرد وسيط لجمع الفرقاء اليمنيين وليس طرفاً رئيسياً في هذه الحرب العدوانية التي أشعلها منذ الـ 26 من مارس 2015م.
النظام السعودي أراد من خلال هذه الدعوة الهروب من استحقاقات عدوانه الذي شنه على اليمن واليمنيين طيلة السنوات الماضية ولا يزال ، والهروب من تحمل تبعات جرائمه التي ارتكبها بحق المدنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء ، وكأنه يستخف بهذا الشعب وبالدماء التي أراقها في كل منطقة ومكان من أرضنا الحبيبة.!
يتغابى قادة النظام السعودي وهم يتحدثون بهذا المنطق المكشوف والمفضوح ..، والغريب أن تهرول انظمة العالم لمباركة هذه الدعوة وتذهب نحو حث الأطراف اليمنية على قبولها والجلوس معاً على طاولة المشاورات واغتنامها لإنهاء ما يسمونه الحرب والصراع وابداء حسن النوايا معها.!!
نعم .. اليمنيون مع السلام ومع أي دعوة صادقة ومسئولة تهدف إلى إنهاء العدوان وكل الصراعات الدائرة ورفع الحصار دون قيد أو شرط ومن ثم عقد حوارات جادة بين الفرقاء السياسيين اليمنيين من جهة، وبين اليمنيين وقادة النظام السعودي من جهة أخرى، لكن أن يحاول النظام السعودي الهروب من عدوانه وجرائمه ومن تحمل كل التداعيات التي خلفها نتيجة عدوانه هو وحلفائه فذلك ما لا يمكن القبول به مطلقاً.
المصالحة الوطنية وتحقيق السلام ليس مطلب حزب أو أحزاب بذاتها بل في اعتقادي يعد مطلب جميع القوى اليمنية المحبة للسلام والحريصة على أمن اليمن واستقراره ووحدة أراضيه ، كما يمثل طوق النجاة للخروج من دائرة هذه الحرب وانهاء العدوان المستمر منذ سبع سنوات كان فيها الوطن الخاسر الوحيد.
إيقاف العدوان وتحقيق السلام هو مطلب غالبية أبناء الشعب التواقين لإنهاء كل الآلام والأوجاع التي يعيشونها نتيجة العدوان الغاشم والحصار الجائر اللذين تسببا باستشهاد عشرات الآلاف من المدنيين وفي مقدمتهم الاطفال والنساء .. كما تسببا بموت عشرات الآلاف نتيجة اغلاق مطار صنعاء الدولي ومنع المرضى من السفر لخارج الوطن للعلاج .. إضافة إلى انعدام الأدوية وانتشار الأوبئة ، وأيضاً نتيجة سياسة التجويع التي انتهجها قادة العدوان دون خجل.
النظام السعودي طرف رئيسي في هذا العدوان.. هو من شنه واعلن عنه من واشنطن دون علم من يسميهم قادة الشرعية ورئيسها الذي اعترف بنفسه بأنه تفاجأ ببدء العدوان .. فعن أي مشاورات يتحدث قادة هذا النظام دون أن يقر بأنه الطرف الرئيسي فيه وإن "الشرعية" التي يتحدث عنها لم تكن إلا أداة تم استخدام اسمها للمضي في تدمير اليمن وقتل اليمنيين.!!
إنْ كان النظام السعودي يستقوي بماله وبالمصالح المرتبطة به في التغطية على حربه العدوانية الإجرامبة فهو واهم والحقيقة اقوى من أن يغطى عليها بغربال هذا المال النفطي القذر.
العالم كله يعرف- بما فيه الدول التي تحاول ضبط إيقاع موقفها على مصالحها مع هذا النظام- أسباب وأهداف هذا العدوان ، وما تعلنه من تأييد لدعوتها ومباركة لها ليس إلا نفاقاً لا مفاعيل له أمام صمود الشعب اليمني ومواصلة مواجهته لهذا العدوان إن استمر .. وعلى النظام السعودي ومن يقف معه من أنظمة الزيف والخداع وفي مقدمتهم الأمريكي والبريطاني إن كانوا حقاً حريصين على إنهاء العدوان وكل اشكال الحرب والصراع وتحقيق السلام لليمن واليمنيين أن يعلنوا بشكل واضح وصريح وقف عدوانهم ورفع حصارهم وما بعده لن يكون إلا طريق السلام الذي سيفضي إلى حل سياسي عادل وشامل ، سيتوقف عليه أمن واستقرار المنطقة.
النظام السعودي وحليفه الإماراتي ومن يقف معهما من انظمة الهيمنة والغطرسة يستخدمون الكلام كسلعة للترويج لبضاعتهم البائرة ، يوزعون الأماني ويبيعونها بمثل هذه الدعوات المملة ، فبالله عليكم كيف للمعتدي أن يدعو الأطراف اليمنية الى الجلوس للمشاورات، وينسى أنه الطرف والممول الرئيسي لكل هذا القتل والخراب الذي ارتكبه ولا يزال طيلة السنوات السبع الماضية.؟!!
وبعيداً عن هذا العالم المنافق نؤكد أن الشعب اليمني يدرك طبيعة هذه الدعوة والهدف والغاية منها، فمن خطط لهذا العدوان وهذا الصراع ونفذه بآلته العسكرية وبأمواله المدنسة لا يمكن له أن يكون حريصاً على اليمنيين ويدعو لمشاورات تحقق السلام.!
وبقي أن نؤكد هنا للنظام السعودي وكل من معه أن اليمنيين وحدهم من سيؤسسون آليات للعمل الإنساني والمستقبل السياسي في البلاد ولن يتحقق ذلك من قبل النظام السعودي ، وإن كان هذا النظام جاداً وحريصاً على إنهاء الحرب والصراع فليبدأ بإعلانه ايقاف العدوان ورفع الحصار والدخول كطرف في هذا الحوار ليتحمل كل تبعات عدوانه ، وليكن ذلك في دولة محايدة لم تكن شريكة أو محرضة على العدوان وقتل اليمنيين وتدمير مقدراتهم وبلادهم.
|