موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الخميس, 31-مارس-2022
د‮. ‬طه‮ ‬حسين‮ ‬الهمداني‮ ‬ -
أعرف، مثلما يعرف الجميع، الوالد القاضي علي بن أحمد أبو الرجال، حفظه الله وأطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية. علم من أعلام اليمن، وراية عالية من راياته. شهد فترات تاريخية مهمة وعاصر عهوداً متعددة، وكان في كل تلك الفترات والعهود رجل دولة من طراز رفيع.‮. ‬إداري‮ ‬دقيق‮ ‬ومسؤول‮ ‬ملتزم‮ ‬ومنظم،‮ ‬كما‮ ‬هو‮ ‬الأديب‮ ‬والمثقف‮ ‬المعاصر‮.. ‬وعلى‮ ‬يقين‮: ‬إنه‮ ‬كان‮ ‬من‮ ‬الشخصيات‮ ‬التي‮ ‬ساهمت‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬النظام‮ ‬الجمهوري،‮ ‬اجتمعت‮ ‬في‮ ‬شخصيته‮ ‬سمات‮ ‬الأصالة‮ ‬والمعاصرة‮ ‬شكلاً‮ ‬ومضموناً‮. ‬
وأود أن أؤكد أن هذا المقال ليس سرداً لتاريخ ومسيرة القاضي علي أبو الرجال، الحافلة بضروب العمل الوطني والوظيفي والذي امتد لعقود طويلة، من قبل ثورة 26 سبتمبر المجيدة وحتى يومنا هذا. فهو شخصية ثرية، تنقَّل بين محطات عدة يصعب الإحاطة بها في مقال أو عشرة مقالات،‮ ‬نظراً‮ ‬لثراء‮ ‬هذه‮ ‬الشخصية‮ ‬المميزة‮ ‬وعطائها‮ ‬للوطن‮ ‬بلا‮ ‬حدود‮ ‬خلال‮ ‬تلك‮ ‬المحطات‮ ‬والمراحل‮ ‬التي‮ ‬يلزم‮ ‬التوقف‮ ‬عندها‮ ‬والإلمام‮ ‬بها‮.‬
لذا فإنني أجد نفسي مضطراً لأن أختزل الحديث عن الفترة التي عاصرتُ فيها هذه القامة الوطنية الشامخة. فقد توثقت صلتي بقاضينا الجليل عند اشتغالي الوظيفي تحت قيادته في مكتب رئاسة الجمهورية؛ وذلك بعد تخرجي من الجامعة في نهاية الثمانينيات، كان حينها نائباً لمدير مكتب‮ ‬الرئاسة‮. ‬كما‮ ‬كنت‮ ‬قريباً‮ ‬منه‮ ‬يوم‮ ‬تولى‮ ‬منصبه‮ ‬رئيساً‮ ‬للمركز‮ ‬الوطني‮ ‬للوثائق‮. ‬
الأهم أني أتحدث الآن عن قيمة وفاء لرجل يقدس العمل ويقدر الإنجاز، كان شعلة من النشاط يتدفق عطاءً ومحبة للناس، يعشق النجاح والمتابعة لحد الإتقان، امتثالاً لقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (رحم الله امرداً عمل عملاً فأتقنه). قيل في الأمثال: "لكل من اسمه‮ ‬نصيب‮"‬،‮ ‬وأبو‮ ‬الرجال‮ ‬حقاً‮ ‬تجسدت‮ ‬فيه‮ ‬قيم‮ ‬الرجولة‮ ‬والمبادئ،‮ ‬قائد‮ ‬جاد‮ ‬وصارم‮ ‬لا‮ ‬يجامل‮ ‬في‮ ‬عمله،‮ ‬يقدس‮ ‬الالتزام‮ ‬بأوقات‮ ‬العمل،‮ ‬يتعامل‮ ‬مع‮ ‬العاملين‮ ‬كأب‮ ‬لمن‮ ‬يصغره‮ ‬سناً،‮ ‬مثلما‮ ‬هو‮ ‬أخ‮ ‬لأقرانه‮.‬
رجل يستطيع أن ينسج علاقاته الاجتماعية بأسلوب سلس من غير تكلف، بطيبته المعهودة وقربه من نبض الناس، يتفقد موظفيه ويحب أن يكون قريباً منهم يشاركهم أفراحهم ومناسباتهم المختلفة، ويعايشهم همومهم ويساعد في حل مشاكلهم، ويقدم النصيحة والرأي لمن يطلبهما.
لديه‮ ‬فراسة‮ ‬نادرة‮ ‬في‮ ‬التعاطي‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يعمل‮ ‬معه‮ ‬ويعرفه‮. ‬
شخص‮ ‬لديه‮ ‬ملكات‮ ‬ومواهب‮ ‬في‮ ‬المعرفة‮ ‬وتقييم‮ ‬الأشخاص‮ ‬بإنصاف‮ ‬من‮ ‬اللقاء‮ ‬الأول‮. ‬يمتلك‮ ‬ذخيرة‮ ‬ذكاء‮ ‬فطري،‮ ‬يعشق‮ ‬الإنجاز‮ ‬،‮ ‬ويضع‮ ‬بصمات‮ ‬النجاح‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المهام‮ ‬التي‮ ‬أوكلت‮ ‬إليه،‮ ‬ويحظى‮ ‬بتقدير‮ ‬الجميع‮.‬
مشهود‮ ‬له‮ ‬بالنزاهة‮ ‬والاخلاص‮ ‬والمهنية‮ ‬في‮ ‬العمل،‮ ‬فإذا‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬مثال‮ ‬للقائد‮ ‬الإداري‮ ‬القدوة،‮ ‬فهو‮ ‬أبو‮ ‬الرجال‮.‬
أختصر‮ ‬وأقول‮ ‬كشاهد‮ ‬وصديق‮ ‬وابن‮ ‬رافق‮ ‬هذا‮ ‬العلم‮:‬
قد تكون شهادتي تجرحها شدة إعجابي ومحبتي له، ولكن الإنصاف والوفاء يتطلب مني أن أقول كلماتي هذه ليس إلا لمسة وفاء وإعزاز لرجل كبير خدم وطنه بكل تفانٍ وإخلاص.. وكما قال الشاعر العربي قديماً إن بعضاً من الوفاء ثناء مخلص نابه.
فعندما تجلس إليه خارج إطار العمل وشكلياته أو رسمياته، سواء في مقيل أو رحلة سفر، تشعر بارتياح للطافته وشخصيته الجذّابة، خفيف الظل، بسيط في تعامله، ودود، سريع البديهة، موسوعي في كل شيء، نشيط وحركي، متعدد المواهب والاهتمامات، شخصية باذخة الحب والوفاء والإقدام‮.‬
لذلك كرّمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح (رحمة الله عليه) بمنحه درجة نائب رئيس وزراء، تقديراً لأدواره الوطنية وإنجازاته في الحفاظ على ذاكرة اليمن، وأطلق عليه عاشق الوثائق، اعتزازاً صادقاً بدوره الوطني في إنشاء المركز الوطني للوثائق، الذي حافظ على الذاكرة الوطنية، وأصبح من أهم المراكز على مستوى الوطن العربي ومرجعاً للباحثين والدارسين، واستطاع جمع الكثير من الوثائق التي كانت بحوزة أشخاص أو موجودة في عدة دول، وساهم (المركز) في تزويد الخبراء والمسؤولين بالوثائق خلال المفاوضات التي جرت بين بلادنا وعدد من الدول لترسيم الحدود معها، وفي مقدمتها السعودية وسلطنة عمان، أو خلال النزاع مع جيراننا في إريتريا خلال أزمة جزيرتي حنيش الكبرى والصغري اليمنيتين. وتلك القضية يعرف الجميع ما الذي قام به الشهيد الرئيس الزعيم الخالد علي عبدالله صالح، الذي استعادها لسيادة الجمهورية اليمنية،‮ ‬وحصل‮ ‬ما‮ ‬حصل‮ ‬وانتصر‮ ‬الحق‮.‬
ختاماً: القاضي أبو الرجال أحد أعلامنا الذين نفخر ونسعد ونتشرّف بهم دوماً. نسأل الله لنا وله الخير، ولوطننا السلام، ولأبطال بناء الدولة خلال ستين عاماً و33 عاماً من حكم الشهيد صالح، صاحب الإنجاز الناجز المنجز الجمهوري.
لكم‮ ‬الدعاء‮ ‬ولقاضينا‮ ‬أبو‮ ‬الرجال‮ ‬وافر‮ ‬الدعوات‮ ‬وخلاصة‮ ‬الوفاء‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)