موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الخميس, 31-مارس-2022
د‮. ‬طه‮ ‬حسين‮ ‬الهمداني‮ ‬ -
أعرف، مثلما يعرف الجميع، الوالد القاضي علي بن أحمد أبو الرجال، حفظه الله وأطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية. علم من أعلام اليمن، وراية عالية من راياته. شهد فترات تاريخية مهمة وعاصر عهوداً متعددة، وكان في كل تلك الفترات والعهود رجل دولة من طراز رفيع.‮. ‬إداري‮ ‬دقيق‮ ‬ومسؤول‮ ‬ملتزم‮ ‬ومنظم،‮ ‬كما‮ ‬هو‮ ‬الأديب‮ ‬والمثقف‮ ‬المعاصر‮.. ‬وعلى‮ ‬يقين‮: ‬إنه‮ ‬كان‮ ‬من‮ ‬الشخصيات‮ ‬التي‮ ‬ساهمت‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬النظام‮ ‬الجمهوري،‮ ‬اجتمعت‮ ‬في‮ ‬شخصيته‮ ‬سمات‮ ‬الأصالة‮ ‬والمعاصرة‮ ‬شكلاً‮ ‬ومضموناً‮. ‬
وأود أن أؤكد أن هذا المقال ليس سرداً لتاريخ ومسيرة القاضي علي أبو الرجال، الحافلة بضروب العمل الوطني والوظيفي والذي امتد لعقود طويلة، من قبل ثورة 26 سبتمبر المجيدة وحتى يومنا هذا. فهو شخصية ثرية، تنقَّل بين محطات عدة يصعب الإحاطة بها في مقال أو عشرة مقالات،‮ ‬نظراً‮ ‬لثراء‮ ‬هذه‮ ‬الشخصية‮ ‬المميزة‮ ‬وعطائها‮ ‬للوطن‮ ‬بلا‮ ‬حدود‮ ‬خلال‮ ‬تلك‮ ‬المحطات‮ ‬والمراحل‮ ‬التي‮ ‬يلزم‮ ‬التوقف‮ ‬عندها‮ ‬والإلمام‮ ‬بها‮.‬
لذا فإنني أجد نفسي مضطراً لأن أختزل الحديث عن الفترة التي عاصرتُ فيها هذه القامة الوطنية الشامخة. فقد توثقت صلتي بقاضينا الجليل عند اشتغالي الوظيفي تحت قيادته في مكتب رئاسة الجمهورية؛ وذلك بعد تخرجي من الجامعة في نهاية الثمانينيات، كان حينها نائباً لمدير مكتب‮ ‬الرئاسة‮. ‬كما‮ ‬كنت‮ ‬قريباً‮ ‬منه‮ ‬يوم‮ ‬تولى‮ ‬منصبه‮ ‬رئيساً‮ ‬للمركز‮ ‬الوطني‮ ‬للوثائق‮. ‬
الأهم أني أتحدث الآن عن قيمة وفاء لرجل يقدس العمل ويقدر الإنجاز، كان شعلة من النشاط يتدفق عطاءً ومحبة للناس، يعشق النجاح والمتابعة لحد الإتقان، امتثالاً لقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (رحم الله امرداً عمل عملاً فأتقنه). قيل في الأمثال: "لكل من اسمه‮ ‬نصيب‮"‬،‮ ‬وأبو‮ ‬الرجال‮ ‬حقاً‮ ‬تجسدت‮ ‬فيه‮ ‬قيم‮ ‬الرجولة‮ ‬والمبادئ،‮ ‬قائد‮ ‬جاد‮ ‬وصارم‮ ‬لا‮ ‬يجامل‮ ‬في‮ ‬عمله،‮ ‬يقدس‮ ‬الالتزام‮ ‬بأوقات‮ ‬العمل،‮ ‬يتعامل‮ ‬مع‮ ‬العاملين‮ ‬كأب‮ ‬لمن‮ ‬يصغره‮ ‬سناً،‮ ‬مثلما‮ ‬هو‮ ‬أخ‮ ‬لأقرانه‮.‬
رجل يستطيع أن ينسج علاقاته الاجتماعية بأسلوب سلس من غير تكلف، بطيبته المعهودة وقربه من نبض الناس، يتفقد موظفيه ويحب أن يكون قريباً منهم يشاركهم أفراحهم ومناسباتهم المختلفة، ويعايشهم همومهم ويساعد في حل مشاكلهم، ويقدم النصيحة والرأي لمن يطلبهما.
لديه‮ ‬فراسة‮ ‬نادرة‮ ‬في‮ ‬التعاطي‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يعمل‮ ‬معه‮ ‬ويعرفه‮. ‬
شخص‮ ‬لديه‮ ‬ملكات‮ ‬ومواهب‮ ‬في‮ ‬المعرفة‮ ‬وتقييم‮ ‬الأشخاص‮ ‬بإنصاف‮ ‬من‮ ‬اللقاء‮ ‬الأول‮. ‬يمتلك‮ ‬ذخيرة‮ ‬ذكاء‮ ‬فطري،‮ ‬يعشق‮ ‬الإنجاز‮ ‬،‮ ‬ويضع‮ ‬بصمات‮ ‬النجاح‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المهام‮ ‬التي‮ ‬أوكلت‮ ‬إليه،‮ ‬ويحظى‮ ‬بتقدير‮ ‬الجميع‮.‬
مشهود‮ ‬له‮ ‬بالنزاهة‮ ‬والاخلاص‮ ‬والمهنية‮ ‬في‮ ‬العمل،‮ ‬فإذا‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬مثال‮ ‬للقائد‮ ‬الإداري‮ ‬القدوة،‮ ‬فهو‮ ‬أبو‮ ‬الرجال‮.‬
أختصر‮ ‬وأقول‮ ‬كشاهد‮ ‬وصديق‮ ‬وابن‮ ‬رافق‮ ‬هذا‮ ‬العلم‮:‬
قد تكون شهادتي تجرحها شدة إعجابي ومحبتي له، ولكن الإنصاف والوفاء يتطلب مني أن أقول كلماتي هذه ليس إلا لمسة وفاء وإعزاز لرجل كبير خدم وطنه بكل تفانٍ وإخلاص.. وكما قال الشاعر العربي قديماً إن بعضاً من الوفاء ثناء مخلص نابه.
فعندما تجلس إليه خارج إطار العمل وشكلياته أو رسمياته، سواء في مقيل أو رحلة سفر، تشعر بارتياح للطافته وشخصيته الجذّابة، خفيف الظل، بسيط في تعامله، ودود، سريع البديهة، موسوعي في كل شيء، نشيط وحركي، متعدد المواهب والاهتمامات، شخصية باذخة الحب والوفاء والإقدام‮.‬
لذلك كرّمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح (رحمة الله عليه) بمنحه درجة نائب رئيس وزراء، تقديراً لأدواره الوطنية وإنجازاته في الحفاظ على ذاكرة اليمن، وأطلق عليه عاشق الوثائق، اعتزازاً صادقاً بدوره الوطني في إنشاء المركز الوطني للوثائق، الذي حافظ على الذاكرة الوطنية، وأصبح من أهم المراكز على مستوى الوطن العربي ومرجعاً للباحثين والدارسين، واستطاع جمع الكثير من الوثائق التي كانت بحوزة أشخاص أو موجودة في عدة دول، وساهم (المركز) في تزويد الخبراء والمسؤولين بالوثائق خلال المفاوضات التي جرت بين بلادنا وعدد من الدول لترسيم الحدود معها، وفي مقدمتها السعودية وسلطنة عمان، أو خلال النزاع مع جيراننا في إريتريا خلال أزمة جزيرتي حنيش الكبرى والصغري اليمنيتين. وتلك القضية يعرف الجميع ما الذي قام به الشهيد الرئيس الزعيم الخالد علي عبدالله صالح، الذي استعادها لسيادة الجمهورية اليمنية،‮ ‬وحصل‮ ‬ما‮ ‬حصل‮ ‬وانتصر‮ ‬الحق‮.‬
ختاماً: القاضي أبو الرجال أحد أعلامنا الذين نفخر ونسعد ونتشرّف بهم دوماً. نسأل الله لنا وله الخير، ولوطننا السلام، ولأبطال بناء الدولة خلال ستين عاماً و33 عاماً من حكم الشهيد صالح، صاحب الإنجاز الناجز المنجز الجمهوري.
لكم‮ ‬الدعاء‮ ‬ولقاضينا‮ ‬أبو‮ ‬الرجال‮ ‬وافر‮ ‬الدعوات‮ ‬وخلاصة‮ ‬الوفاء‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)