أحمد غالب الرهوي* -
هذه المناسبة تؤكد من جهة بما لا يدع مجالاً للشك أن العدوان والحرب علي اليمن عبثية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، ومن جهة أخرى أن اليمن اليوم وعبر التاريخ عصي على كل غزاة العالم أياً كانوا ومن كان وراءهم ، في صمود أسطوري يتجدد عبر مراحل التاريخ وعلى مختلف الصعد ، حتى بصورة هذا العدوان الجديد ، رغم الحصار والتجويع ، وفي كل مرحلة من مراحل هذا العدوان ، كان الشعب اليمني يؤكد للعدو وللعالم كل مرة أنه شعب عصي ولا مجال إلا السلام العادل والشامل وليس الاستسلام ، مهما كانت التضحيات التي يدفعها شعبنا اليوم من روحه ودمه وقوته ومقدراته لأجل أمن ووحدة واستقلال وعزة وكرامة اليمن وأجياله القادمة ، ويثبت كل عام أنه أقوى من أي وقت مضى وأن كل تلك التضحيات تقودنا إلى النصر المحتوم مقابل الهزيمة والخزي والعار للعدوان وأذياله بإذن الله .
فكلما زاد العدو من صلفه وظلمه ازداد شعبنا ثقة وقوة وتطويراً لقدراته وآليات صموده على مختلف الصعد بعقول يمنية حولت العدوان والحصار إلى فرصة وفق احتياجات الصمود ، وصولاً للنصر مقابل الهزيمة التاريخية للعدوان العبثي ، وتحول الشعب اليمني من الدفاع إلى الهجوم واستطاع جيشنا ولجاننا ورجال القبائل تحقيق انتصارات نوعية وتحديد بنك أهداف عسكرية وحيوية مشروعة في أي لحظة يراها شعبنا مناسبة ، حتى يذعن العدو لإرادة شعبنا المتمثل في السلام العادل والشامل وليس الاستسلام الظالم الذي يريده العدوان وأعلنه مؤخراً بما أسماها مشاورات باسم مجلس التعاون الخليجي وتريد السعودية تحويل نفسها ومن معها من غريم وخصم إلى وسيط ، وفي كل عام يتغنون بالمرجعيات الثلاث التي تجاوزها الواقع على الأرض ولم تعد صالحة ، إلا أنهم يعلكونها كل مرة في سلسلة حيل لا تنطلي على شعبنا الذي انتصر على الأرض وفي معركة الوعي ، وأكد شعبنا أن العدو إذا لم يذعن لإرادته ومطالبه المشروعة فإن العدو سيدخل نادي الهزيمة ونادي الجوع بدلاً من خروجه من المستنقع اليمني بماء الوجه ، فالأمن مقابل الأمن والاقتصاد مقابل الاقتصاد والندية مقابل الندية في التعامل وفق القانون الدولي والأعراف الدولية وقواعد الجوار .
العقول اليمنية تبدع وتنجز والعدو يخفق وتتبخر أهدافه وآماله ، وكل عام يأتي والشعب اليمني أقوى من العام الذي قبله ، وبتنا أقوياء لدرجة لا يتخيلها العدو ، فحولنا الحصار إلى فرصة للإبداع والابتكار على مختلف الصعد بما يضمن للشعب اليمني أمنه ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه ، مؤكدين في نفس الوقت على نهج المقاومة ، وأنه لا أفق للعدوان وأذياله إلا الفشل .
وإذ نحيي هذه الأيام هذه الفعالية لتذكير العالم بعدالة قضيتنا ومظلوميته ، وتأكيداً لأهمية الصمود لمواجهة جرائم العدوان وأذياله ، ورفع مستوى الوعي الجمعي الذي يعد معركة لوحدها ، وبذل المزيد من التضحيات لمواجهة هذا العدوان العبثي الغاشم وصولاً للنصر المؤزر وتحقيق كل مطالب شعبنا العادلة ، هاهو العالم يشاهد كل عام انتصار الشعب اليمني مقابل هزيمة العدوان ومرتزقته بل وأصبح لشعبنا قدرة الردع الاستراتيجي على مختلف الصعد .
| 
اليمن عصٌّي عبر التاريخ
