يحيى العراسي - تأتي الذكرى الـ32 لاعادة وحدة الوطن الارض والانسان واليمن يمر بأسوأ حال تشهده عبر تاريخها الحديث تكالب عليها جملة من الاعداء من الداخل وكذلك من الجوار والاقليم والمجتمع الدولي المنافق نتيجة الاطماع والاحقاد والموروث السيئ والحقد الدفين على اليمن بصورة اكبر منذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة وما رافق ذلك من تطورات نهضوية على مختلف المستويات والميادين التنموية بشقيها الاقتصادي والديمقراطي التعددي.
ولا شك ان هاجس اعادة وحدة الوطن متأصل منذ الاجيال المتعاقبة ومن المعروف ان اليمن كان واحدا موحدا منذ نشوء التاريخ المعيني والسبئي والحميري.
الا ان الموقع الجيوسياسي لليمن اثار مطامع الاستعمار والدول الباحثة عن الموانئ والبحار المطلة وملتقيات القارات والبلدان الكبرى مثل الهند وآسيا الشرقية
وهي مطامع استحواذ استعماري تجاري
ولان الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن والنظام الكهنوتي الرجعي في شمال اليمن قد حال دون السعي الحثيث لبلوغ تلك الغاية الوطنية العظيمة.
ولما قامت الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر كان من ابرز اهدافها وفي مقدمتها العمل على اعادة تحقيق وحدة الوطن حيث كان في اول حكومة للثورة في صنعاء قحطان الشعبي وزير لشئون الوحدة وذلك دليل صادع على اولوية الاتجاه صوب وحدة الوطن المجزأ..
وانتصرت ثورة اليمن رغم ما واجهته من صعوبات ومؤامرات وحروب كثيرة قريبة وبعيدة وبدأت في1970 من القرن الماضي الخطوات والمشاورات والمحادثات في سبيل قيام اليمن الموحد بالكثير من اللقاءت بين صنعاء وعدن بيد ان المنطلق الاساس صوب الغاية المنشودة دشنت فعليا في لقاء المناضل الوطني المرحوم محسن احمد العيني وعلي ناصر محمد في القاهرة مهد هذا اللقاء لتلطيف الاجواء والتقارب في الآراء ولقاء القاضي عبدالرحمن الارياني وسالم ربيع على في العاصمة الليبية طرابلس برعاية الزعيم الليبي معمر القذافي وهو اللقاء الذي حدد معالم الاتجاه واقر العديد من التسميات الموحدة وشخص كل ماهو مطلوب ليوم الوحدة ولكن الظروف الدولية وتقاسم النفوذ والحدود والمصالح الخاصة وفقا للاتجاهات السياسية قد حالت دون السير الحثيث لتحقيق تلك الغاية المنشودة
وجرت في النهر مياه كثيرة كما يقولون وتقلبت الظروف والاوضاع وصولا الى سقوط الكتلة الشرقية وتحطيم سور برلين وتبدلت الاجواء والظروف ولاح يوم النصر الوحدوي العظيم 22مايو 1990وقيام الجمهورية اليمنية وكان للتباين والاختلاف بين علي سالم البيض ومن معه من جهة وبين حيدر العطاس وصالح السييلي من جهه اخرى آثار بالغة التعقيد والسوء حيث اصر العطاس على انه المعني الاساسي كونه رئيس الدولة معتبرا البيض رئيسا للحزب وهو ما جعله يلعب ويغيب البيض في اهم المناسبات من اول وهلة وهو ما خلق الحماقات والاعتكافات في كثير من المناسبات
وقد وصف العطاس في تلك الاثناء بمهندس الانفصال كما ان مخلفات الماضي الشمولي وتأميم الارض الزراعية وتراكم المشاكل والتناحر كان المعضلة الكبرى فيما بعد الوحدة وخصوصا احداث يناير المشئومة وما انتجته من انقسام فظيع على اساس مناطقي بين ما يسمى بالطغمة والزمرة وهو ما يعانيه الجنوب وعدن خصوصا حتى اليوم..
وفي التفاصيل امور مؤلمة ومزعجة كثيرة ومتعددة.
|