موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 23-مايو-2022
أحمد‮ ‬غالب‮ ‬الرهوي -

بالرغم من بقاء المستعمر البريطاني كمحتل 128 سنة في جنوب اليمن، لم تتمكن حكومتهم (صاحبة الجلالة) من ترسيخ أسس صلبة لانفصال جنوب اليمن عن شمالها، عبر إنتاج وصياغة ثقافة انفصالية أو تكوين نخبة تدعو لطي صفحة التاريخ الوحدوي اليمني.
وكانت الفئات القليلة التي انخرطت في المشروع البريطاني التقسيمي عاجزة عن مد نفوذها إلى كافة مناطق الجنوب ، فانحصر تأثيرها في بعض جغرافية عدن ، بالرغم من استخدام بريطانيا للعامل الطائفي في تكتيل أبناء الجنوب ضد الأئمة.
وفي المحصلة لم يتمكن البريطانيون من تسويق مشروعهم للمحميات بوصفه مشروعاً لحماية الشوافع من الأئمة الزيود ، فانهارت صيغة المحمية كإطار لصيانة الشوافع ، خلال حرب الاستقلال التي شنتها الجبهة القومية وجبهة التحرير وفئات سياسية أخرى ، أمام قوة الحضور الوحدوي في‮ ‬ذاكرة‮ ‬اليمنيين‮ .‬
فما أن انتصرت ثورة سبتمبر 1962م حتى انسحبت نخب تلك المكونات الثورية إلى صنعاء وبدأت التحضير لثورة أكتوبر 1963م التي انتصرت بعد أربع سنوات من الكفاح المسلح على أقدم استعمار أجنبي في الجزيرة العربية .
إن انتصار ثورتي سبتمبر 62 وأكتوبر 63 بمشاركة اليمنيين من كل المحافظات مراهنين على استئناف وحدة البلاد، غير أن ظروف انهيار الإمامة في الشمال، والتخلص من الاستعمار البريطاني في الجنوب ، لم تكن مهيأة لاستقبال مشروع وحدوي ، وبالتالي ترجمة مشاعر اليمنيين في إطار دولة واحدة ، ذلك أن الشمال الذي يلعب تاريخياً دور الإقليم القاعدة بالنسبة للوحدة اليمنية ، انخرط في حرب أهلية استمرت حتى أواخر الستينيات ، وتلاها عدم استقرار في السلطة استمر حتى العام 78م .
أما جنوب البلاد لم يكن مهيئاً للعب دور الإقليم القاعدة بالنسبة للوحدة اليمنية ، واستقرت فيه بعد الاستقلال نخبة أيديولوجية ماركسية سرعان ما انخرطت في السياسة الخارجية للإتحاد السوفياتي ، وباتت تعطي مشروع الوحدة أبعاداً أيدلوجية دون أن تتخلى يوماً عن هذا الحلم‮ ‬إلا‮ ‬فيما‮ ‬بعد‮ .‬
يستدعي كل ذلك القول أن الوحدة اليمنية كانت عابرة للحدود الأيديولوجية والطائفية والمناطقية ، وترتكز إلى إرث تاريخي معمر ، ولا تواجهها ضربات انفصالية مهمة ومعلنة إلا فيما ندر ، وتحضر على الدوام كحقيقة بدهية وثابتة في خيال اليمنيين الذين كانوا يلجأون إليها لحل مشاكلهم في السلم والحرب ، وفي تصورهم للمستقبل ، وفي تخيلهم لنوع العلاقات المتوازنة مع جيرانهم ، ولا نبالغ كثيرا إذا ما قلنا أنها "كانت المسألة الدائمة على جدول أعمال اليمنيين، والوحيدة التي تحظى بإجماعهم، وهم تجاه الوحدة يختلفون اختلافاً جذرياً عن الدول العربية الأخرى، دون أن يعني ذلك أن نظرتهم للوحدة كانت على الدوام متساوية أو أن قواهم السياسية كانت على الدوام مخلصة في أطروحاتها الوحدوية ، وفي رهاناتها على إلغاء الحدود ودمج الدولتين الشطريتين .
تجلى ذلك بأن الإتفاقيات بين القادة اليمنيين غالباً ما تلت حروب وصراعات يمنية - يمنية . ولعل اتجاه المسؤولين في الشطرين السابقين نحو عمل وحدوي ، قسري أو طوعي ، بعد كل صراع يفصح عن قوة وحضور الوحدة وعن الاضطرار للجوء إلى قضيتها وقت الأزمات ، ولم يسبق لقادة الدولتين أن فكروا أو تمكنوا من تسوية الأزمات والحروب بغير طرح حلول وحدوية ، وهو أمر لا مثيل له أيضاً ، وأيضاً في العلاقات العربية - العربية ، أو في العلاقات بين بلدان منقسمة كالألمانيتين أو الكوريتين ، ولا حتى بين بعض الشعوب الموزعة على دول عدة كالشعب الكردي‮ .‬
كان من الطبيعي أن تسهل الاتفاقات الموقعة في المرحلة الشطرية استئناف الوحدة ، واتخاذ القرار المركزي بشأنها خلال اجتماع فندق الجولد مور في عدن ، وبالتالي توحيد البلاد ، فدستور دولة الوحدة كان جاهزاً منذ ديسمبر 1981م ، ويتحدث فيه بالتفصيل عن شكل الدولة وقواعد‮ ‬عملها‮ ‬،‮ ‬وموادها‮ ‬الأساسية‮ ‬،‮ ‬ومازالت‮ ‬سارية‮ ‬المفعول‮ ‬حتى‮ ‬اليوم‮ .‬
وكان يكفي وضع الاتفاقيات الأخرى موضع التنفيذ كي تبدأ المؤسسات اليمنية الموحدة بالظهور ، كما هو الحال لاتفاق الشركة اليمنية للسياحة (12/6/1980م) ، والشركة اليمنية للنقل البحري (في نفس التاريخ) والاتفاقية المشتركة بشأن الموارد الطبيعية (23/1/1982م ) ، وغيرها‮ ‬من‮ ‬الاتفاقيات‮ ‬الوحدوية‮ ‬،‮ ‬بما‮ ‬فيها‮ ‬إقامة‮ ‬مشروع‮ ‬استثمار‮ ‬نفطي‮ ‬مشترك‮ ‬على‮ ‬حدود‮ ‬الدولتين‮ ‬بين‮ ‬مأرب‮ ‬وشبوة‮ .‬
ولم‮ ‬تكن‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬حتمية‮ ‬في‮ ‬معطياتها‮ ‬التاريخية‮ ‬والشعورية‮ ‬والعاطفية‮ ‬فحسب‮ ‬،‮ ‬وإنما‮ ‬أيضاً‮ ‬في‮ ‬معطياتها‮ ‬السياسية‮ ‬التي‮ ‬تجمعت‮ ‬عشية‮ ‬انهيار‮ ‬الحرب‮ ‬الباردة‮ .‬
ويبرز الطابع الحتمي السياسي في السرعة التي أعلنت فيها ، وذلك بعد مضي ثلاثة أسابيع فقط على انهيار جدار برلين في 9 نوفمبر 1989م ،ومعه الحرب لباردة ، ولعل هذه الحتمية تفسير أسبقية اليمن على ألمانيا في مسار التوحيد .
ففي اليمن كانت المبادرات التوحيدية والظروف المناسبة لاستقبال الوحدة تتجمع خلال الثمانينيات ويتم العمل على مراكمتها ، في حين كانت الوحدة الألمانية تحتاج ، لكي تصبح أمراً واقعاً ، انهيار الحرب الباردة أولاً ، ومن ثم ، ضم ألمانيا الشرقية لاحقاً من طرف العملاق‮ ‬الرأسمالي‮ ‬الألماني‮ ‬الغربي‮. ‬
بمعنى‮ ‬أخر‮ ‬كان‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬محطة‮ ‬التقى‮ ‬فيها‮ ‬نظام‮ ‬يتزايد‮ ‬قوة‮ ‬واستقراراً‮ ‬سنة‮ ‬بعد‮ ‬أخرى،‮ ‬ونظام‮ ‬ما‮ ‬انفك‮ ‬يضعف‮ ‬ويتراجع‮ ‬خلال‮ ‬عقد‮ ‬الثمانينيات‮ ‬حتى‮ ‬جاء‮ ‬إلى‮ ‬تلك‮ ‬المحطة‮ ‬ليقف‮ ‬مع‮ ‬التاريخ‮ ‬وليس‮ ‬ضده‮..‬
وأخيراً‮ ‬كان‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬مناسبة‮ ‬معبرة‮ ‬عن‮ ‬إرادة‮ ‬اليمنيين‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬حلمهم‮ ‬الوحدوي‮ .‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)