موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 06-يونيو-2022
أحمد‮ ‬غالب‮ ‬الرهوي * -
إن أحداث 13 يناير 86م أضافت خصوماً جدداً (الذين خسروا المعركة وتجمعوا في صنعاء) صار واضحاً أن الوقت لا يعمل لصالح القيادة الجنوبية وأن الخيارات تضيق أمامها وأن عليها أن تجد مخرجاً لائقاً يجنبها انهيارا مفاجئاً للحكم ، ويساعدها على التخلص من حالة الحصار المضروبة‮ ‬حولها‮ ‬،‮ ‬وهنا‮ ‬ارتسم‮ ‬خياران‮ : ‬
‮(‬1‮) ‬الخيار‮ ‬الأول‮ ‬يقضي‮ ‬بالتخلي‮ ‬عن‮ ‬الإشتراكية‮ ‬،‮ ‬والتحول‮ ‬إلى‮ ‬دولة‮ ‬مشابهة‮ ‬للدول‮ ‬المحيطة‮ ‬بها‮ .‬
ولم تكن لهذا الخيار فرص نجاح مضمونة لأسباب عدة من بينها أن النظام الجنوبي كان مؤهلاً ومبنياً على العداء الثوري لدول الخليج وللرأس مالية ، ولا يمكن لكوادره وإطاراته التكيف مع علاقات السوق دون المغامرة بانهيار النظام نفسه واندلاع حرب داخلية جديدة .
ولعل تغيير طبيعة النظام يستدعي إعادة دمج أعدائه السابقين والذين حاربهم بوصفهم ليبراليين ورجعيين ، وحرموا من العودة إلى البلاد طيلة عشرين عاماً ، وهم يتمتعون بمراكز اجتماعية وعائلية متضررة من النظام وغير قابلة مبدئياً للتصالح معه وتنتظر لحظة الثأر منه ، ناهيك‮ ‬عن‮ ‬أن‮ ‬خياراً‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬النوع‮ ‬كان‮ ‬سيرمي‮ ‬النظام‮ ‬الإشتراكي‮ ‬في‮ ‬أحضان‮ ‬دول‮ ‬الخليج‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬المغامرة‮ ‬بفتح‮ ‬النار‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬أنصار‮ ‬الرئيس‮ ‬الأسبق‮ ‬علي‮ ‬ناصر‮ ‬محمد‮ .‬
هذا إذا سلمنا بأن دول الخليج كانت مستعدة لإنقاذه بصيغته الاشتراكية ، وإذا سلَّمنا بأن القيادة الإشتراكية كانت قابلة للتماسك في ظل خيار من هذا النوع ، وإذا سلَّمنا أيضاً بأن دول الخليج مستعدة لاستقبال النظام بدون مطالبته بإعادة دمج أعدائه التاريخيين الذين كانوا‮ ‬يعيشون‮ ‬في‮ ‬أراضيها‮ .‬
قصارى‮ ‬القول‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الخيار‮ ‬كان‮ ‬ينطوي‮ ‬على‮ ‬مجازفة‮ ‬كبيرة‮ ‬،‮ ‬وغير‮ ‬قابل‮ ‬للتطبيق‮ ‬فوراً‮ ‬ويحتاج‮ ‬تطبيقه‮ ‬إلى‮ ‬وقت‮ ‬يتكيف‮ ‬خلاله‮ ‬النظام‮ ‬مع‮ ‬المعطيات‮ ‬القاهرة‮ .‬
وهذا‮ ‬الوقت‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬مناسباً‮ ‬بسبب‮ ‬ضغوط‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج‮ .‬
(2) الخيار الثاني يتصل بإعلان الوحدة الاندماجية مع شمال الوطن ، والراجح أن هذا الخيار كان الأكثر انسجاماً مع الوقائع القاهرة ، فصنعاء كانت المنفذ والدولة الوحيدة التي تتنفس عدن من خلالها، ولا تربطها بعدن سفارات وعلاقات دبلوماسية وتحتفظ بوزيرين للوحدة لكليهما ، وتربطها بقيادة شمال الوطن اتفاقات وحدوية ... باختصار كانت صنعاء ، والوحدة اليمنية خشبة الخلاص المشرّفة للنظام المهدد ، وبالتالي كان قرار الوحدة غالباً ولا تعترضه إلا صعوبتان ثانويتان ، الأولى تتصل بتمركز الرئيس علي ناصر محمد خصمهم في صنعاء ، وتتصل الثانية‮ ‬بعدم‮ ‬قبول‮ ‬التيار‮ (‬الإسلاموي‮) ‬في‮ (‬شمال‮ ‬الوطن‮) ‬الوحدة‮ ‬مع‮ ‬ماركسيي‮ ‬جنوب‮ ‬الوطن‮ .‬
وقد تم تذليل الصعوبتين بسرعة كبيرة عبر إقناع الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وبعض مساعديه بالخروج والعيش في سوريا ، وإقناع التيار الإسلاموي بسحب اعتراضه على الوحدة لقاء إفادته بالنظام الديمقراطي الذي ترافق معها .
وعلى الرغم من تجمع كل الظروف المشار إليها ، فإن اتخاذ قرار الوحدة كان ملحاً وإجبارياً ، ذلك أن القرار الوحدوي يتضمن إعادة رسم الخريطة السياسية اليمنية ، ومعها الخريطة السياسية في شبه الجزيرة العربية .
فالدولة الموحدة تستند إلى كتلة ديموغرافية (من 25 - 35 مليون نسمة) متجانسة هي الأهم في شبه الجزيرة العربية ، وتتمتع بموارد أولية ، على تواضعها ، كفيلة بتوفير كل مقومات الدولة القوية في منطقة استراتيجية من الدرجة الأولى ، وتمثل قطباً مهماً في المستقبل بخلق توازن الردع مع الجيران على الضفتين ، وتحتل موقعاً استراتيجياً على البحر الأحمر ، وتتحكم بالملاحة البحرية في باب المندب ، ومقابل القاعدة البحرية الفرنسية في جبوتي ، وتحتل موقعاً مهماً في بحر العرب والمحيط الهندي إضافة إلى عناصر ثانوية أخرى لاسيما منها بقوة مهاجرين‮ ‬إلى‮ ‬دول‮ ‬الخليج‮ (‬ستة‮ ‬ملايين‮ ‬تقريباً‮)‬،‮ ‬وإمكانات‮ ‬زراعية‮ ‬كبيرة‮ ‬وفريدة‮ ‬مقارنة‮ ‬بمثيلاتها‮ ‬في‮ ‬شبه‮ ‬الجزيرة‮ ‬،‮ ‬ونظام‮ ‬ديمقراطي‮ ‬يحمل‮ ‬العدوى‮ ‬إلى‮ ‬محيطه‮ ... ‬إلخ‮ .‬
باختصار كانت الدولة اليمنية الناشئة مصدراً للقلق في محيطها ، ومصدراً لحذر قوى إقليمية ودولية تتركز مصالحها بكثافة في هذه المنطقة من العالم ، ومصدراً لإعادة النظر لمجمل الجغرافيا السياسية فيها ، وتجلى ذلك واضحاً في العدوان البربري الظالم الذي أعلن من واشنطن‮ ‬وشن‮ ‬في‮ ‬26‮ ‬مارس‮ ‬2015م‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الأمريكي‮ ‬الصهيوني‮ ‬السعودي‮ ‬الإماراتي‮ ‬وحشد‮ ‬العالم‮ ‬دولاً‮ ‬ومنظمات‮ ‬إلا‮ ‬من‮ ‬رحم‮ ‬ربي‮ ‬من‮ ‬شرفاء‮ ‬العالم‮ .‬

* عضو المجلس السياسي الأعلى - عضو اللجنة العامة للمؤتمر
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)