أنور العنسي - منذ أبصَرت عيناي النور ، وربما قبل أُن تبصرا أو تتخيلا لم أر في هذا العالم غير بلادي (اليمن) ولم أر في كل الدنيا غير ما يعنيني فيها سوى اليمن .. كلام واضح دون مزايدة أو نفاق مع اعتزازي بدول كثيرة احترمتني وأكرمتني وأحسنت وفادتي.
الوطن هو (جينات) ما يعرفه الإنسان عن نفسه وما لا قد يعرفه ، هو خلايا الدماغ ، وكريات الدم بكل ألوانها ، وهو أنسجة الأعصاب التي نعرف أو لم نكتشف بعد.
الوطن هو كونٌ هائلٌ غامضٌ داخل كل أحد ٍ فينا ، يسكنك وتسكنه مهما افترقتما، لا يمكن لأحد الانفصال عن الآخر ، بدونك لا يكون هو ، وبدونه لا تكون أنت!
صحيح أنني تجولت كثيراً وعشت أحياناً في أكثر من 35 مدينة رائعة في أنحاء العالم ، وطُفت أقاليم في شتى أرجاء الأرض، لكن اليمن بالنسبة لي كان المحطة الأهم في رحلة الحياة ، والموقع الأميز على الخارطة ، والواقع المتميز في ذاكرة التاريخ .. هل في ذلك عيب؟ لا أعتقد.
مثقفون عالميون مهمون قالوا إنني "ضلَّلتهم في كتاباتي حول مدن في الغرب الأوروبي والأمريكي وأخرى في أفريقيا مثل كينيا والصومال وحتى في كمبوديا وإندونيسيا والفلبين، بينما كنت في الأساس أتحدث عن اليمن"!.
أزعم أنني لم أقل سوى الصدق .. تلك تهمة لا أنكرها لكنني في نهاية الأمر مجرد باحث عن هويتي .. قالوا إننا "لم نر العالم الذي تحدثت عنه ، بل رأينا اليمن في العالم فقط" "عالم أنور وليس العالم على حقيقته التي يجب أن تُرى"!
في حالة كهذه على من تكون هذه مسؤولية من؟".
|