يحيي نوري - قضية تعزيز الثقة بين المتحاورين وتشكيل ارضية قوية لانطلاقة وثابة لعملية الحوار الوطني الشامل كانت من اولويات المبعوث الاممي السابق السيد مارتن غريفيت الذي حاول تحقيق هذه الارضية الصلبة من خلال دعوته مختلف الاطراف لعقد مشاورات في ستوكهولم في 2018م..
وقد كان الهدف من هذه المشاورات تعزيز الثقة بين المتحاورين من خلال ايجاد معالجات ناجعة للملف الانساني بكل جوانبه كفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة وفتح الطرقات بين المدن واعادة صرف المرتبات وكذا قضية الاسرى ، وبالفعل تم تشكيل اللجان للبدء في مناقشة كل هذه الموضوعات.
لكن للأسف الشديد لم يتم احراز تقدم لافت ومهم على صعيد المشاورات بفعل المزاج الاقليمي الرافض لتحقيق أي تقدم بالرغم مما أبداه وفد صنعاء من ليونة وحرص من اجل التخفيف من معاناة شعبنا..
واليوم وبالرغم من مرور بضع سنوات على مشاورات ستوكهولم نجد انفسنا أمام إعادة لهذه الجهود للملف الانساني مع ما تحقق من تطور مهم على صعيد فتح مطار صنعاء في اطار هدنة تم التجديد لها مؤخراً لشهرين قادمين..
وهذا يعني ان الاهتمام بالملف الانساني بات يمثل اليوم اتجاهاً اجبارياً ينبغي على مختلف الاطراف التعامل معه بدرجه عالية من الشفافية طالما يمثل انتصاراً حقيقياً للمواطن اليمني وطالما يمثل ارضية قوة لانطلاق عملية الحوار الشامل وعلى رأسها الملف السياسي الذي بدوره يعد المخرج الوحيد لبلادنا من أتون ازمتها الراهنة
ولا شك ان مايبديه اليوم وفد صنعاء من جدية وفاعلية في التعاطي مع قضية فتح الطرق في تعز وغيرها وما يصاحب ذلك من مبادرات تهدف للتخفيف من معاناة المواطن لابد للجانب الآخر ان يبادل ذلك بجدية..
كما ان المؤشرات الاولية حول قضية الرواتب مشجعة وتفتح آمالاً اكبر في الاستغلال الامثل للهدنة في فترتها الثانية وان يتحقق الانجاز المنشود واستكمال كافة قضايا الملف الانساني ، وان يتم الاستغلال الامثل للوقت خاصة مع تعاظم المعاناة الشعبية جراء افرازات الازمة برمتها ، وان نلمس موقفاً دولياً واقليمياً داعماً وبقوة لتحقيق تحول مهم على هذا الصعيد وهذا بات مطلباً مهماً ينبغي على هذه القوى تحقيقه خاصة وان ما تبديه من اهتمام بالهدنة وتمديدها لم يعد كافياً مالم تساعد اليمنيين على تحقيق الانجاز المنشود المتمثل في الملف الانساني ، خاصة وان بقاءه عالقاً دون حلول يعني استمرار الازمة وزيادة المعاناة مع ما يحمله ذلك من تداعيات أخطر من ذي قبل.
|