قسم التحقيقات - انتهت مشاورات عمّان بين وفد صنعاء وممثلي ما يسمى بالمجلس الرئاسي ، دون التوصل لاتفاق يفضي الى فتح المعابر لتسهيل حركة المواطنين في مدينة تعز، الأمر الذي حدا بالمبعوث الاممي غروندبرغ لزيارة صنعاء حاملاً اقتراحاً جديداً، من أجل كسر حالة الجمود التقى خلالها رئيس المجلس السياسي مهدى المشاط ومسؤولين آخرين، إلا أن مراقبين شككوا فى أن يحرز المبعوث الاممي تقدماً بهذا الملف..
لكن "غروندبرغ " أبدى تفاؤلاً حيال ذلك كعادته وقال: "أنه يتواجد في صنعاء للمرة الثانية بعد سريان الهدنة، وتمديدها شهرين إضافيين وهو مؤشر إيجابي على جدية الأطراف في التمسك بالهدنة وتنفيذها.
وأشار إلى الفوائد الملموسة للهدنة على اليمنيين، وطالب الأطراف بتحمل المسؤولية في حماية الهدنة وتحقيق إمكانياتها من أجل السلام في اليمن..
رئيس اللجنة العسكرية الوطنية للمجلس السياسي الاعلى في صنعاء اللواء يحيى عبدالله الرزامي قال فى مؤتمر صحفى عقده بمطار صنعاء لدى عودته من الاردن: "المفاوضات كانت إيجابية وخرجنا بفتح ثلاث طرق "الشريجة - كرش - الراهدة والزيلعي - الصريمي - أبعر والدفاع الجوي - الخمسين - الستين، وهي كانت مبادرة منا من أول يوم إلا أن الطرف الآخر كان يريد تأخير ما طرحناه ويريد منا المزيد".. وأضاف: "هناك مقترحات طُرحت من قبل الأمم المتحدة سنناقشها مع القيادة في صنعاء وسنعود لاستكمال ما تبقى من مبادرات.
هدنة هشَّة
يصف مراقبون الهدنة فى اليمن بـ"الهشة" نتيجة الخروقات التى تحدث وتقوض استمرارها مما يفاقم من معاناة الناس في إشارة إلى استمرار المناوشات التى تقع فى الكثير من مناطق التماس..
د.نجيبة مطهر تصف الهدنة بأنها في مصلحة التحالف، مشيرة إلى أن الهدنة مضى عليها شهران ولم يُفتح المطار إلا لرحلتين، والمشتقات النفطية دخلت وبأسعار مرتفعة، والغاز ارتفع ثمنه، والاسعار ارتفعت دون رقيب او حسيب، والطيران المسيَّر لتحالف العدوان مازال يضرب في حجة وغيرها، وكذبة الاسري وعدم تصرف المرتبات.. فعن أي هدنة نتحدث؟!
حسم ثوري
وأردفت متسائلة: اين التقييم من قبل صانعي القرار في صنعاء ؟ ان المبعوث الاممي يبحث عن اضاعة الوقت والمماطلة في حين يستفيد الاعداء من الوقت في اعادة ترتيب اوضاعهم واستغلال معاناة الشعب اليمني وتجيرها ضد سلطة صنعاء واختصروا معاناة الشعب كله على فتح طرق في تعز فقط .. ولفتت مطهر إلى أن الأمم المتحدة جزء من العدوان على اليمن بل وشرعنته.. وتقول :"هناك 26 مليون مواطن محاصر ..مطارات وموانىء مغلقة ..ثروات البلاد تُسرق .. غلاء فاحش، الى متى سيظل الشعب مرهوناً، لايوجد جدية مع العدوان او مع الامم المتحدة او مع المرتزقة.. الموضوع يحتاج الى حسم ثوري من صانع القرار ويجب ان يعطى هذه الفرصة الاخيرة للمبعوث الجديد إما ان يصرف المرتبات او يمنع من الدخول الى صنعاء.. المجلس السياسي يجب ان يحصر الامر بين حلين، ونحن نستغرب عندما يقول أحد الأخوة ان على الامم المتحدة زيادة الايرادات لصالح الشعب.. هذا كذب اين ثروات البلاد المنهوبة 7 سنوات وهم ينهبون ثروات البلاد ..بنك مأرب مليئ بالاموال وبالسيولة يجب على التحالف ان يتحمل كل التعويضات ومن ضمنها المرتبات ، العدو هيّن لاعنده ضمير ولا كرامة وننتظر من الامم المتحدة ان تقوم بدورها وهي سبب معاناة الشعب ،اتفاق استوكهولم غلطة بل هذا الاتفاق عمل على تشديد الخناق على الشعب اليمني ونموذج اتفاقية اوسلو تطبق الآن في اليمن وما طُبق على الفلسطينيين يطبق على اليمن.. اين العقول .. تقسيم الحلول لاتفيد .. دعوا الجيش يتصرف إذاً..
مراوغة التحالف
وأشارت د.نجيبة الى انه لا يجب استمرار التفاوض بهذه الطريقة الهزلية ، لان العدوان ليس له حسن نوايا فقد ارتكب مئات الجرائم ويجيد المراوغة .. وتابعت بالقول: "سيتمكن العدو من تحقيق الاهداف التي لم يستطع ان يحققها في الحرب ، الامم المتحدة عدو يجب التعامل معها كطرف من العدوان لأنها تستثمر معاناة الشعب اليمني ، لذلك أغلقوا الطرقات مع الامم المتحدة ومع مجيئ المبعوث الاممي من اجل المقترح الذي يحمله يجب ان يتوقف هذا المقترح.. أطلقوا المرتبات والا أطلقوا الصواريخ ، التلذذ بمعاناة الشعب ليس من الحكمة والتنصل عن المسؤولية جريمة.. صرف المرتبات وبقية المشاكل يجب على الامم المتحدة أن تقوم بها.. وخلصت د. مطهر قائلة: "التفاوض يجب ان يكون بين السعودية واليمن اما أن تقول تفاوض مع المرتزقة فهذا غباء بل قمة الغباء وهي حقيقة مؤلمة مجيئ المبعوث الاممي من اجل سحب البساط من تحت أقدام سلطة صنعاء
خطاب غامض
الصحفي والمحلل السياسي / صلاح حيدرة بدأ حديثه بالإشارة إلى مسألة الطاقة التى قال إنها احدى الشفرات لخفض التوتر فى اليمن خصوصاً بعد استهداف صنعاء لمنشآت النفط فى العمق السعودى والاماراتى .. لافتاً إلى أن من الضرورى إيجاد الحوار بين القوى الفعالة دولياً فيما يخص الملف اليمني في اشارة منه الى ان هناك دوراً اقليمىاً يتحكم فى الملف اليمني، وبدا الأستاذ حيدرة متفائلاً حيث يقول:" بتقديري أن الأمور تمضي نحو انفراجة تضع معها الحرب أوزارها على الأقل لفترة تمكن اليمن من التنفس من ضغوط الحصار والحرب وتبعاتها على الواقع المعيشي والإنساني إذ لا يزال الخطاب السياسي لدى الجميع في الداخل اليمني يشوبه بعض الغموض ومحفوفاً بالمخاوف من انهيار الهدنة ، حيث عكس تشكيل ما يُعرف بالمجلس الرئاسي من قيادات عسكرية بدعوى بحث سبل الحوار والمفاوضات مع صنعاء تناقضات بينية لان أمر الوفد المفاوض ليس بيده، يجب أن تكون الهدنة محمية بالتزام كل الاطراف بها لتؤدي الى انهاء معاناة الشعب اليمني .. الوضع في اليمن الآن هو فى حالة اللاحرب واللاسلم وهذا ما تريده القوى المعادية لليمن..
السلام المشرف
وأضاف: نلمس من خلال المبادرات التي تطلق من صنعاء أن الأجواء السياسية باتت مهيأة نسبياً لاختبار إمكانية بحث السلام الشامل في اليمن، وأن زمام المبادرة بيد صنعاء لصناعة السلام المشرف الذي هو غاية القوى الوطنية.. وإن كانت التعقيدات تملأ الطريق لتحقيق السلام وتشوبه ضبابية تتضح ملامحها مع كل خطوة تحققت .. بداية من وقف العمليات العسكرية وفتح الطرقات وخطاب الرئيس/ مهدي المشاط.. والقيادة السياسة بصنعاء تعطي انطباعاً أن اليد ممدودة للسلام المشرف والاصابع على الزناد في حال عمدت قوى العدوان لخلط الأوراق كعادتها ..ويرى الأستاذ/ حيدرة أن الهدنة تصب في مصالح العدوان وحلفائه الغربيين، لكنه عاد قائلاً "وان كان فيها أيضاً فرصة لتفويت المؤامرات وتحسين الخدمات والوضع الاقتصادي وإقامة الحجة على القوى العميلة ودول العدوان"..
واختتم حديثه بالقول: "لتكن هذه المرحلة مرحلة اكتشاف للنوايا ومدى جدية رغبتهم بالسلام أو إطلاق عمليات تحرير كامل التراب الوطني بقوة السلاح ..إذا فشلت السياسة والدبلوماسية في تحقيق ذلك وهو ما يأمله كافة أبناء اليمن..
كذبة الحصار
الصحفي / محمود المغربي قال إن مشاورات عمان فشلت وان هناك فتح طريق من جانب واحد، حيث يقول: "تشكل مبادرة صنعاء أحادية الجانب لفتح طريق إلى داخل مدينة تعز بعد فشل مشاورات الأردن بسبب عدم رغبة تحالف العدوان والحصار في الوصول إلى حل لإنهاء معاناة أبناء تعز فجرى إغلاق الطرقات المؤدية إلى داخل المدينة من الجهة الشمالية.. ووصف محاصرة تعز بـ"الكذبة" فيقول " قلق شديد لتحالف العدوان والمرتزقة، الذين يدركون أن قيام الجيش واللجان الشعبية بفتح طريق أو أكثر إلى داخل المدينة من طرف واحد سوف يقضي على كذبة محاصرة تعز ويضع التحالف والمرتزقة أمام خيارات صعبة جدا..
أوراق ضغط
وأضاف: "إن هذه الخيارات تتمثل في القبول بالأمر الواقع وفتح الطرقات من الطرف الآخر وخسارة أهم أوراق المتاجرة بحصار تعز.، او رفض فتح الطرقات المفتوحة من الطرف الآخر ومواجهة غضب الناس داخل وخارج مدينة تعز الذين سوف يدركون حقيقة من يحاصر تعز..
وبناء على ذلك - يقول المغربي: "تم ارسال المبعوث الأممي إلى صنعاء برفقة وفد صنعاء لمنع حكومة صنعاء من الذهاب إلى فتح طرق دون موافقة الطرف الآخر.. واشار المغربى ان لدى المبعوث الأممي أوراق ضغط ومساومة سوف يتم استخدامها لمنع حكومة صنعاء من الذهاب منفردين إلى رفع المعاناة عن أبناء تعز، ومن هذه الأوراق مطار صنعاء وميناء الحديدة الورقة القديمة الجديدة، وهي أوراق إنسانية يعود ضررها على الناس الأبرياء..
تحقيق مكاسب
" تحالف العدوان ومجلس العليمي يسعى من وراء الهدنة إلى ترتيب اوراقه، وتجميع مرتزفته" هكذا بدأ الكاتب الصحفي/ محمد صالح حاتم حديثه موضحاً أن ذلك يأتي لضمان عدم استهداف المنشآت الاقتصادية في السعودية والامارات والتي اثرت الهجمات الصاروخية والطيران المسير للجيش اليمني ولجانه الشعبية بشكل كبير على اسعار النفط عالمياً.. واردف قائلاً: " هم بذلك يسعون لتحقيق مكاسب، فلا هم يريدون انهاء الحرب وتحقيق السلام، ولا استمرار الحرب، يعني اللاسلام واللاحرب ، وقد لاحظنا الهدنة الأولى كيف انتهت دون تنفيذ كافة بنودها، فلم تصل مطار صنعاء سوى 7رحلات من 16رحلة، وكذا عدد السفن لم يسمح بدخولها الى ميناء الحديدة وفقاً للآلية المحددة ..
ومفاوضات عمان لن تأتي بجديد فالعدو ومرتزقته يسعون الآن الى مضيعة الوقت باسم رفع الحصار عن تعز، رغم انهم من يحاصر تعز، فوفدنا المفاوض عرض فتح ثلاث طرق ،بينما الطرف الآخر يصر على فتح طريق ليس الغرض منه رفع الحصار عن تعز لمرور المدنيين ولكن الغرض منه عسكري، والسعي لتحقيق مكاسب عسكرية من وراء هذا الطريق، وزيارة المبعوث الاممي الى صنعاء هي للضغط على المجلس السياسي للتنازل، وهذا تنفيذ لرغبات تحالف العدوان ومرتزقته..
ويختتم حاتم قائلاً: العدو يسعى الآن عبر تعز للحصول على مكاسب مستقبلية وهي تدويل قضية تعز بهدف إحكام السيطرة على المخا وذوباب، وهذا مخطط بريطاني صهيوني قديم، علينا الحذر منه.
|