عبدالعزيز الهياجم -
❊ قبل بضع سنوات فوجئت الأوساط السياسية اليمنية بقرار فصل اتخذه التنظيم الوحدوي الناصري بحق أمينه العام المساعد آنذاك علي سيف حسن، بتهمة التخابر مع السفارة الأمريكية وعلاقات مشبوهة مع دبلوماسيين غربيين. وفي عام 2006م حضر علي سيف حسن مؤتمراً للناشطين الحقوقيين العرب في نيويورك، واتضح ان منظم هذا المؤتمر هي منظمة صهيونية وقفت مؤيدة وداعمة للرئيس بوش في الحرب على العراق وفيما يتعلق بالدعم اللامحدود لإسرائىل ووقفت معه فيما يتعلق بقانون التنصت. وهذه المعلومات أكدها حينها باحث وأكاديمي عربي لبناني لا أتذكر اسمه تناظر مع علي سيف حسن في برنامج من واشنطن الذي كان يقدمه الإعلامي المعروف حافظ الميرازي لقناة »الجزيرة« ولم يستطع علي سيف حسن حينها أن ينفي أو يرد وإنما اكتفى بالقول إن ذلك خروج عن الموضوع. وفي العدد الأخير من أسبوعية »الشارع« لفت نظري حوار موسع أجرته الصحيفة مع علي سيف حسن بوصفه رئىس منتدى التنمية السياسية، خرج علينا فيه بتصريحات لم يقلها حتى أبرز المعارضين في الخارج كحيدر أبوبكر العطاس وغيره. ففي حديثه قال انه حان الوقت لنقل العاصمة من صنعاء ولم يقل إلى أين، وقال ان الانفصال سيحدث في ظل غياب المشروع الوحدوي، وبأسلوب أقل تهذيباً قال إن الجنوبيين ليسوا كالمرأة ولايجوز أن نتعامل معهم كما نتعامل مع المرأة، وتناول أموراً كثيرة من حقه أن يكون له فيها نقد بناء ولكن ليس من حقه أن يتعاطى مع قضايا الوطن وكأنه في سوق النخاسة يبتاع ويشتري. ومثل هؤلاء أصبح حديثهم يثير التقزز ليس لأننا لا نتقبل النقد الهادف والبناء ولكن لأن من توج نضاله السياسي والفكري كشخصية حزبية أيديولوجية تعتنق الفكر القومي والمبادئ العروبية السامية التي جسدها الزعيم جمال عبدالناصر توج هذه المسيرة بالتخابر لصالح الأمريكان وبالعلاقات المشبوهة مع دوائر صهيونية وغربية، وخان أفكار ومبادئ عبدالناصر لصالح ألد أعداء عبدالناصر، أصبح منطقياً أن يبيع كل شيء بما في ذلك الوطن ومصالحه العليا. وأعود مرة أخرى لمقال الأسبوع الماضي الذي تناولت فيه المواقف والكلام المسؤول لشخصية قيادية نحترمها جميعاً كالأستاذ عبدالملك المخلافي، وأقارن بينه- وهو كان أميناً عاماً وعندما سلّم الراية لخلفه ظل كما هو قيادياً ناصرياً يحترم نفسه وحزبه ووطنه- وبين آنف الذكر الذي كان أميناً عاماً مساعداً ثم أصبح خائناً لتنظيمه وللفكر القومي ومبادئ عبدالناصر.