راسل القرشي - * توقفت سيارته فجأة بجوار سوق الكميم بشارع حدة ، كانت الساعة حينها تشير إلى السابعة مساء ، نزل منها وفتح الكبوت أو »الكور« علَّه يعرف سبب توقفها ، وفي تلك اللحظات شعر بشيء يقع على جسده مع مرور باص صغير لنقل الركاب بجواره ، ظن أن أحدهم رماه من داخله بشيء ما..، اغضبه ذلك الفعل فذهب مهرولاً صوب الباص وأوقفه متسائلاً من الذي رماني ، رد عليه سائق الباص : لم نرمك بشيء وأتبع قوله بكلمات وقعت على زميلنا كالصاعقة "هناك دم فوق قميصك" ، اتضح حينها أنها رصاصة "راجع" سقطت من السماء لتخترق جسده ، ولولا لطف الله لكانت أصابت قلبه..
وفي تلك اللحظات مرَ أحد اقربائه صدفة لينقله سريعاً إلى إحدى المستشفيات ، وهناك أجريت له عملية جراحية لاخراج الرصاصة التي استقرت في جسده وإنقاذ حياته.
* عطل في سيارته تسبب بكل ما اصابه من ألم ووجع في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها زميلنا العزيز، ونمر بها جميعاً.
هل كان يدرك من اطلق تلك الرصاصة أنها ستسقط على جسد شخصٍ ما أكان طفلاً أو امرأة .. شاباً أو رجلاً.. صغيراً أم كبيراً "؟!" ، لا أعتقد انه فكر بعاقبة تلك الرصاصة او الرصاصات التي اطلقها بعد عودتها من السماء ، وأجزم أن كل ما كان يشغل تفكيره حينها أن يطلق فقط فرحاً لزميل أو صديق أو قريب يشهد عرسه في ذلك الوقت ، و"طز" في كل شيء.!!
* ليست المرة الأولى التي يتسبب به الرصاص الراجع بإصابة فلان أو موت علان ، بل قد تكون هذه المرة المليون التي نسمع فيها مثل هذه الحوادث المأساوية وما تسببه من ألم ووجع وبكاء وعويل.!!
منذ سنوات وإلى اليوم والجهات الأمنية ومعها أئمة المساجد يحذرون من اطلاق الرصاص في الأفراح والمناسبات ، وتواكبها وسائل الإعلام المختلفة بنشر أو بث أو إذاعة مواد صحفية توعوية تتناول الظاهرة والمآسي التي تخلفها وتتسبب بها ، ليس هذا فحسب بل إن شبكات التواصل الاجتماعي التي لا يخلو فرد في أي منزل من الاشتراك فيها ؛ يواكب المشتركون تلك التحذيرات ، ونتفاجأ مع الأيام أن كل تلك التحذيرات تذهب أدراج الرياح!!
* ما الذي تبقَّى ولم تقم به الجهات الأمنية ووسائل الإعلام المختلفة لوقف هذه الأعمال الخطرة وما تتسبب به من آلام ومآسٍ.؟!
من يقول إن التوعية غائبة فهو مجافٍ للحقيقة ، ومن يقول انعدام الوعي فهو ايضاً يبتعد كلياً عن المصداقية ويكذب على نفسه وعلى من حوله..، والحقيقة الوحيدة المتبقية هي أن من يقوم بإطلاق الرصاص في الأفراح والمناسبات يتغاضى ولا يبالي بعواقب أفعاله وكأنه يقول طز في الآخرين.. طز في كل شيء ، وطز بمن يموت ومن يعيش.!!
اتقوا الله يا من تقومون بهذه الأفعال المرفوضة وما تتسببون به من أحزان ومآسٍ للآخرين.. فالجرح والألم الذي تسببتم به اليوم لهذه الأسرة أو تلك سيصيبكم أنتم في الغد.
نسأل الله العلي القدير أن يمن على زميلنا جمال عبدالحميد بالعافية ، ورحم الله كل من فقد حياته بسبب الرصاص الراجع.. وكفى بالله رحيماً.
|