إبراهيم الكبسي - العبادات شيء خاص بين العبد وربه لا دخل للبشر فيها ولا يحق لهم الحكم فيها أو حسابه عليها، فقط المعاملات هي التي يحق للبشر التدخل فيها وتقويمها والحكم على الإنسان من خلال صلاحها أو فسادها، فالدين المعاملة.
يعني لا علاقة لك بصلاتي أو صيامي أو حجي أو زكاتي فهي بيني وبين ربي ولا يعلم صدقها إلا هو، بينما يحق لك أن تحكم علي من خلال صدقي وأمانتي وكفاءتي وخبرتي وإخلاصي في عملي وانضباطي في مواعيدي ونظافتي وحسن جواري لغيري وغيرها من أمور المعاملات اليومية التي بيني وبين البشر من حولي، وعلى أساس ذلك عليك أن تحكم على استحقاقي في تولي المسؤولية في ادارة أي عمل أو أي منصب يوكل إلي، أما أن تعين شخص ما في منصب لأنه يصلي ويصوم ويحج ويزكي فهذا فساد في الأرض وظلم عظيم وهذا هو أحد أسباب ضياع أوطاننا.
عموماً وكقاعدة عامة، من كانت علاقته بالناس صادقة فستكون علاقته بربه أصدق، فالصلاة مثلاً تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، ولذلك فمن كانت علاقته بالناس من حوله فيها فحش في القول ومنكر في العمل وبغي في التعاملات فصلاته وصلته مع ربه مجروحة ولا خير منها ولا صدق فيها.
|