علي أحمد مثنى -
لم يعد خافياً على كل ذي عقل رشيد الحال المفجع الذي وصل إليه التعليم بمختلف مراحله وحاجاته وتخصصاته في امتنا وفي بلادنا الذي خرج من درجات تصنيف الجودة العالمي الى الدرجة الاولى عالمياً في تصنيف الجهل والأمية وامية المتعلمين و100درجة تحت الصفر تكنولوجياً .
_تحول التعليم في امتنا وبلادنا من نور وطريق آمن لمستقبل الأجيال الى ظلمة العصر الغابر إذا جاز التعبير للقياس وأعمى يقود أعمى والى المجهول بلا امل بلا عمل بلا حركة ولو بطيئة بل تمسكنا وتعهدنا بدون قصد او من البعض بقصد التنفيذ لإحدى اَهم توصيات مؤتمر لندن عام 1907م الخاص بالعرب وموقعهم الجغرافي وتوصياته في وثيقة سميت بوثيقة بنرمان(رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الزمن) وبالذات بند توصية التعليم وهو التزام الغرب وبالذات بريطانيا بتنفيذ توصية ملخصها :
(ان نحول بين العرب ورياح التعليم) وقصد مضمون التوصية ليس التعليم ألتقليدي البدائي الانساني مثل فك وتحسين الخط والادب وفنونه،او الديني مثل حفظ المعوذات وشروط الوضوء والطهارة والصلاة والنفاس، علم المواريث وقضاياء النزاعات الأجتماعية المتعددة..الخ، ورغم أن تعليمها مطلوب خاصة وهي تستفحل نتيجة الجهل والتخلف ببقية العلوم الأخرى وتخصصاتها للرقي ، (رياضيات ، فيزياء ، كيمياء ، فضاء ، البحث العلمي وعلوم التكنولوجيا) التي يشهدها ويتنافس فيها العالم بثورات متلاحقة في مختلف شئون الحياة ومتطلباتها
_إن الجهل والأمية عمى والعمى عبودية والجهل مرض وتحنيط للارادة وقصر بصر وبصيرة يسهل الانقياد ويخلق الارتهان والتبعية لنظل أصحاب النظرة الضيقة والسطحية لتفسير الظواهر وتغيراتها هذا على مستوى الفرد اما إذا انتشر هذا الحال في المجتمع وكانت نسبته عالية إلى مجموع السكان وبالذات فئة الشباب وقوى العمل فهي الكارثة والطامة الكبرى ، ويعلم الله وحده الأبعاد التي ستؤول اليه الأحوال ، ومن التوقعات المعقولة قد تتحول أجيال هذه الامة الى موميات وتحف من تراب وخلب متماسكة بتبن واعلاف ومخلفات... وتعلق كروت بسلسلة ذهبية على صدور التحف وزمن الانسان العربي واليمني الجاهل مكتوب عليها :العرب اول من اخترع الصفر وظلوا في الناتج صفر ومن خلال دراسات أولية لخبراء الاقتصاد في أننا شعوب جاذبة للسياحة من بلدان وشعوب متحضرة تأتي لمشاهدة مخلوقات من سكان الأرض شبيهة بالانسان البدائي الاول هكذا سَيُنظر الينا ، وسوف تحقق الخزائن العامة العربية موارد مالية كبيرة من العملة الصعبة!
_ وياويل وسواد ليل شعب اصيب بسلطة وحكومة لم تعط أولوية للتعليم والتمويل اللازم في موازناتها حتى تتمكن ما امكنها من مسايرة حكومات دول ناهضة اهتمت بالتعليم والمعلم والترجمة والبرمجة وتوفير الامكانات والوسائل والحوافز المادية والمعنوية، فأنجزت نجاحات مبهرة وقياسية في التنمية كانت الى عقود قريبة مضت فقيرة منهكة بكوارث الحروب والصراعات القبيلية الدامية (روندا وتلقب سنغافورة أفريقيا)، بصحوة العلم والعمل وارادة قوية للقضاء على الفساد الأمر الذي مكنها من تحقيق مجتمع وبلد الكفاءة والكفاية والوفرة ، وهذا السبيل الناجح لاي بلد للحفاظ على السيادة الوطنية والاستقلال السياسي والاقتصادي والمعيشي.
_ يقول أمير الشعراء احمد شوقي يرحمه الله..
قم للمعلم وفّه التبجيلا.........كاد المعلم أن يكون رسولا
_إن مكامن اوجاع الأمة وانحرافها عما ينبغي أن تسير عليه في عالم اليوم واحراز رقم ولو متواضع في عالم وعولمة القرية عصر العلم والمعرفة..
_نعلي اصواتنا بصرخة تهز الجبال الى من يهمه الأمر ضرورة لفت النظر الى التعليم والمعلم ونقول بإهمالهما عمداً او سهواً او عبثاً سنستمر متخلفون بفعل مرض مزمن هو زهايمر الجهل واتباع منهج بدائي في التعليم، فقد وصلت عدد من الدول الى مشارف الثورة العلمية التكنولوجية السادسة.. علم الذكاء ...
_ نحن امة نشاهد حسرتنا وتخلفنا من على ابراج عالية مسلوبي الارادة وسوء الإدارة وعدم التفكير بالأجيال التي تنتظر نصيباً من الحياة الآمنة بمختلف احتياجاتها الواقعية والضرورية ،ونلتفت الى تجارب العالم به نتعظ.
_رعاية التعليم والمعلم والبحث العلمي جسر وطريق سهل سريع للتنمية بجد واجتهاد، بأقل كلفة ممكنة وانجح استثمار وربحية ، ولكل مجتهد نصيب شخصي ووطني وإنساني وديني لا بالتعاويذ والحبة السوداء وحلق الشارب والضحك على الدقون .
_ديننا الأسلامي الحنيف أعطى اهمية قصوى ومكانة عالية للعلم والمعرفة والعقل والتفكير الرشيد وجعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة واول سورة في القرآن الكريم نزلت على نبي الرحمة للعالمين سُورةُ العَلِق .
_ تكلفة الجهل أكبر.. الرئيس الأمريكي الراحل ريغان اعلن تنفيذ مشروع حرب النجوم بحيث يحقق تفوقاً على الدول الأخرى وبالذات ما كان يعرف بالأتحاد السوفييتي وهذا يتطلب ضرورة توفير موارد مالية كبيرة تكفي لتنفيذ المشروع الطموح وتعذر على وزارة الخزانة توفيره ومن المقترحات ان يتم تخفيض موازنة ثمان جامعات رئيسية مهمتها تطوير التعليم والبحث العلمي وان موازنتها السنوية باهظة ويمكن تحويلة جزء منها لمشروع (حرب النجوم) فكان الاعتراض القوي على الرئيس ريغان من جميع رؤساء الجامعات بصوت واحد ايها الرئيس أَعلم بأن (تكلفةالجهل أكبر)..
_ فشل أمتنا وشللها وهزائمها يكمن في السلطة وسوء ادارتها البدائي في مختلف القطاعات واهمها اهمال التعليم والمعلم وحتى لا يستمر واقع التعليم ومخرجاته، ونعتاد فقط على اسقاط واجب وتقليد سنوي بمعدل هزيل من الموازنة العامة للدولة تخصص للتعليم.
_قد يقول قائل البلاد تتعرض لعدوان همجي غير مسبوق والموارد المادية والبشرية للحرب وهذا صحيح ونعتقد ان من أهم اسلحتنا الفاعلة والأستراتيجية رعاية التعليم والمعلم ونذكّر بموقف الزعيم الالماني هتلر عندما أمر بعدم مشاركة المعلمين في الحرب العالمية الثانية وحافظ على سلامتهم وقال اذا انتصرنا فنحن بحاجة لهم لفتح العالم واذا خسرنا نحتاجهم لاعادة بناء البلد.
_ قالو في التعليم والمعلم
-إجابة مقتضبة لأحد رؤساء وزراء اليابان والتي خرجت من تحت الرماد النووي رداً على سؤال صحفي للاجابة عن السر الذي اتبعته اليابان للتقدم والازدهار السريع زمنياً ، قال: نحن لانمتلك عقولاً خارقة لكن لدينا معادلة بسيطة هي :-
*علم+أخلاق+عمل= نهضة.. واضاف :اهتممنا بالتربية والتعليم وقاعدته الأسرة وإعطاء أهمية خاصة بالمُعَلم من خلال بعض المزايا:
1--مكانة احترام واجلال الامبراطور
2--حصانة الدبلوماسي
3-- راتب وزير
4-الاهتمام بالتأهيل والتدريب المستمر
5- توفير الوسائل التعليمية المناسبة وتحديثها لمختلف المستويات .
- انا لم أقم بمعجزة ، انا فقط قمت بواجبي نحو وطني فخصصت موارد الدولة للتعليم وغيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة الى اَرقى طبقة فالمعلم هو من صنع المعجزة هو من انتج جيلاً متواضعاً يحب العلم والأخلاق: (لي كوان يو)رئيس وزراء سنغافورة سابقاً .
- الزراعة تسد الجوع والصناعة توفر الاحتياجات لكن التعليم يزرع ويصنع.. جلال عامر
- الأمة التي لاتتعلم ولاتقرأ تموت قبل أوانها : مالك بن نبي.
- كيف يمكن أن نقنع الجيل الجديد بأن التعليم مفتاح النجاح اذا كنا محاطين بخريجين فقراء ولصوص اثرياء : روبرت موجابي رئيس وزراء زيمبابوي ....
_ آدم اسميث : العلم هو الترياق المضاد للتسمم بالجهل والتسمم
_يقول الفقيه والأديب الاندلسي ابن عربي :
(الحكم نتيجة الحكمة والعلم نتيجة المعرفة فمن لاحكمةَ له لاحكم له ومن لامعرفة له لاعلم له)
_ شاعر اليمن المرحوم عبدالله البردوني يقول
_ وابنوا بكف العلم علياكمُ فما تبنيه كف العلم لايتهدما
_ونقتبس ابيات للشاعر أحمد مرزوق كما نقلها الأستاذ ابو الطيب الآنسي في حال المعلم العربي :
كم بات مهموماً ومغموماً وكم .. ذرف الدموع وبللَ المنديلا. الى قوله
-والويل إن سأل الترقي أو شكا.. ظلماً فكان جزاءه التعطيلا
-ويظل يعمل صبحه ومساءه.. ليزيد أجراً قد رآه قليلا
-ويظل يركض في الشوارع لاحقاً..خلف الحوافل يطلب التوصيلا
_وبالعلم نحياء ونبقى في زمننا بأمن وسلام.
| 
صرخة من أجل التعليم والمعلم
