الميثاق نت: -
في الوقت الذي تستمر فيه التحذيرات للارصاد الجوية وخبراء الطقس من اشتداد حدتها في الايام المقبلة،وبحسب التقديرات الاولية ستستمر لنحو عشرة ايام ،لكن ثمة توقعات بأن تسجل موجات لاحقة حتى نهاية الشهر الجاري اغسطس.
وخلفت الامطار والسيول التي تشكلت جراءها قتلى وجرحى في مختلف المحافظات، الى جانب اضرار مادية يتفاوت حجمها، يأتي ذلك في سياق منخفض جوي يضرب البلاد منذ بداية اغسطس بحسب فلكيين.
وقد شهدت المحافظات اليمنية بمعظمها امطاراً غزيرة في الايام الماضية ادت الى فيضانات في ظل تردي البنية التحتية واهمال صيانتها على مدى السنوات الماضية بسبب العدوان والحرب الدائرة منذ ثمانية اعوام،اضافة الى اهمال السلطات المحلية الامر الذي زاد الوضع سوءاً.
وافادت مصادر محلية بأمانة العاصمة بان امطار الايام الماضية جرفت عدة منازل كان افرادها داخلها ،كما ادت الى تهدم منازل اخرى نتيجة اهمال الاهالى واربابها في صيانتها.
اندثار التاريخ
ولم تصمد صنعاء التاريخية أمام الامطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه في شوارعها لتلحق اضراراً وخسائر بالغة بالمنشآت الخاصة والعامة والمباني الأثرية..وكثيراً ماتنهار منازل اثرية بسبب الامطار نتيجة الاهمال من الحكومة والمواطنين لصيانتها.
وتعرضت منازل عدة الى جانب اجزاء من اسوار هذه المدينة صنعاء القديمة، المصنفة على قائمة التراث العالمي، للانهيار جراء الأمطار والسيول التي تضرب العاصمة اليمنية، منذ نحو أسبوعين.
وأكد شهود عيان الى تهدم منازل على رؤوس ساكنيها.
أضرار
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تداول صور ومقاطع فيديو توضح الأضرار التي تعرضت لها منازل المدينة من الداخل، في حين أطلق ناشطون ومهتمون بالتراث الإنساني دعوات عاجلة للجهات المختصة، ولمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" للتدخل لإنقاذ السور، كون مدينة صنعاء القديمة، من المعالم المدرجة ضمن التراث العالمي.
وأفادت مصلحة الدفاع المدني في صنعاء الثلاثاء الماضي، بتهدم خمسة منازل في صنعاء القديمة نتيجة الأمطار المتواصلة، اثنان منها بشكل كلي و3 جزئياً.
ودعت مصلحة الدفاع المدني أمانة العاصمة والجهات المعنية إلى سرعة وضع الحلول والمعالجات العاجلة وإخلاء السكان من المنازل التي أوشكت على الانهيار حفاظاً على حياتهم من خطر الكارثة المحتمل وقوعها في أي لحظة.
وحسب عقيل نصاري نائب مدير عام الهيئة العامة للحفاظ على المدينة التاريخية، فإن نحو 500 مبنى تضررت جراء الطقس السيئ في أحياء صنعاء التاريخية أحد مواقع التراث العالمي.
فيما كشفت دراسة حديثة اجراها مركز مناهضة الكسب غير المشروع ان 3 آلاف منزل معرضة للانهيار في صنعاء القديمة.
وقالت ان الفساد الاداري والمالي شاب عملية تقييم الاضرار في المنازل المتضررة بصنعاء القديمة العام 2020م.
وطالبت بإنشاء قنوات تصريف لمياه الامطار، وسدود وحواجز خارج صنعاء وشبكات صرف صحي نظراً لتهالكها،ما أدى لتسرب المياه لبعض المنازل.
اجتماع والباقي على الله
وفي اجتماع طارئ للجنة العليا لحصر ومعالجة الأضرار الناجمة عن الأمطار والسيول واستجابة للنداءات لانقاذ المدينة، أكد نائب رئيس الوزراء حسين مقبولي، أنه تم عقد اجتماع لتدارس حجم الاضرار الناجمة عن السيول والأمطار، والتي تتطلب تكاتف الجهود الرسمية والشعبية للتغلب على التحديات في هذا الجانب .
مشدداً على ضرورة اضطلاع الجهات ذات العلاقة بدورها في معالجة الأضرار الناتجة عن السيول بالتعاون والتنسيق مع غرفة العمليات واللجنة الفنية المشكلة بهذا الصدد.
فيما شهدت محافظات اخرى فيضانات أدت لجرف اراضيها ومزارعها ومحاصيلها الزراعية وكبدت اصحابها خسائر فادحة، تقف سلطات صنعاء عاجزة عن تعويضهم،لعدم وجود موازنة معتمدة لحالات الكوارث والفيضانات لذلك بحسب تصريح مسؤول حكومي فيها.
وكدليل على عجزها اطلقت السلطات المحلية بأمانة العاصمة صنعاء نداء استغاثة للمنظمات الدولية للمساعدة في ذلك.
ضحايا بالعشرات
وعلى صعيد متصل قال مدير مكتب الصحة بأمانة العاصمة الدكتور مطهر عباس المروني ان طفلتين لقيتا مصرعهما واصيبت طفلة اخرى ووالدتها جراء سقوط خزان ماء على غرفة منزلهم بمنطقة وادي احمد شمال صنعاء..
مشيراً الى ان مستشفيات الامانة استقبلت 13 اصابة نتيجة الامطار كانت 11 اصابة منها عبارة عن اختناق نتيجة استنشاق عوادم الشفاطات اثناء محاولة شفط المياه من عدد من بدرومات العمائر وحالتين نتيجة سقوط منزل وجرف السيول .
سور الجامعة
كما تهدم سور الجامعة الجديدة وعدد كبير من المنازل إثر الأمطار التي شهدتها المدينة مساء الاثنين الماضي وانسداد قنوات تصريف السيول.
وقالت المصادر إن سور جامعة صنعاء الجديدة تعرض للانهيار الكامل في الجهة الجنوبية الغربية، إثر السيول المتدفقة وانسداد قنوات التصريف.
كما انهار عدد من المنازل في مناطق متفرقة من المدينة كشملان وذهبان وصنعاء القديمة.
وأضافت المصادر أن عدداً من المنازل جرفتها السيول بعد نزوح أهاليها.
وانقذت مصلحة الدفاع المدني تم إنقاذ الأسر في عدد من المناطق ومنها منطقة شملان التي تضرر فيها 30 منزلاً.
وأدت السيول المنهمرة التي نزلت من السنينة الى تهدم السور الغربي لجامعة صنعاء الجديدة إضافة الى غمر الأنفاق وخاصة نفق عمران وبقية الأنفاق وكذا غمر معظم شوارع العاصمة صنعاء.
وفي صنعاء القديمة تم تسجيل تهدم منزل في حارة الحسوسة.
وشهدت العاصمة اليمنية،الايام الماضية ، أمطاراً غير مسبوقة، فيما تم إطلاق الرصاص في الهواء لتحذير المواطنين من عدم الخروج.
وتوقفت حركة السيارات والمركبات العامة في عدد من الشوارع والأنفاق التي غمرتها مياه سيول الأمطار.
ساعات عصيبة
وقضى مواطنون ساعات عصيبة لايام نتيجة الأمطار التي غمرت بيوتهم ومساكنهم ،رغم توجيههم نداءات لإنقاذهم.
وكشفت مقاطع فيديو بثتها مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين وهم يوجهون نداء استغاثة لسلطات امانة العاصمة بعد ان غمرت السيول منازلهم في منطقة شملان،وغول احمد علي بمدينة سعوان السكنية.
ويقول احد عقال الحارات لـ»الميثاق«: أكثر من عشرة أيام وجهنا مناشدات للجهات المختصة خطياً وعبر الاتصالات التلفونية وعبر الواتس لصور الوقائع والنزول الميداني من قبل اللجان المختصة ومعرفة الأضرار التي حدثت وتحدث جراء هطول الأمطار الغزيرة التي أدت إلى سقوط فعلي وأخرى توشك أسقف منازلها على السقوط نتيجة ارتفاع منسوب مياه الأمطار في أحد شوارع الحارة إلى نصف متر وأحياناً متر بسبب تراكم المخلفات في العبارة الكائنة في شارع 40 شمال الحارة وطلب إغاثتهم ،ولكن دون جدوى،ولم يستجب لندائنا احد..فأي اهمال هذا، واي معاناة نتيجة عدم رصف شوارع الحارة،وعدم ايجاد قنوات تصريف المياه.
واضطرت الامطار العديد من المواطنين الى مغادرة منازلهم بعد سقوط أسقفها او اجزاء منها سواء في صنعاء او عدد من المحافظات التي شهدت فيضانات.
كما تسببت الامطار المتدفقة في جرف وتدمير الطرقات الرئيسية في صنعاء والمحويت والجوف كما قطعت الطرق الصحراوية التي تربط مأرب بالجوف.
ولم تشهد اليمن غزارة في الامطار كهذه الامطار منذ سنوات بحسب مواطنين تحدثوا لـ"الميثاق".
واكدوا انها احدثت دماراً هائلاً في بعض المنازل والمزارع والممتلكات والمحال والاعمال التجارية لمواطنين.
كما ادت الى انهيارات صخرية في محافظتي المحويت وحجة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى على اثرها في محافظة حجة.
تحذير
وقد حذّر المركز الوطني للأرصاد الجوية من أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية أحياناً على هضاب وصحارى محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وأبين والبيضاء ومأرب والجوف. كذلك توقّع هطول أمطار متفاوتة الغزارة يصحبها الرعد والبَرَد أحياناً على المرتفعات الجبلية لمحافظات لحج وتعز وإب والضالع وريمة والمحويت وحجة وذمار وصنعاء وعمران وصعدة. وبيّن أيضاً احتمال هطول أمطار متفاوتة الشدّة على السواحل الشرقية والجنوبية والغربية والمناطق الداخلية المحاذية.
تجدر الإشارة إلى أنّ اليمن شهد في الأسبوعَين الماضيَين موجة أمطار في مختلف المحافظات، أسفرت عن 29 وفاة جرّاء السيول والانهيارات الصخرية في محافظات المحويت وريمة والبيضاء وصنعاء وذمار، وقد أعلنت الأمم المتحدة في السياق أنّ نحو 86 ألف يمني من بينهم أكثر من عشرة آلاف نازح تضرّروا بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات خلال تلك الفترة.
وأوضح نائب المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة فرحان حق، في مؤتمر صحافي، أنّ العاملين في المجال الإنساني أفادوا بأنّ تلك الأمطار والفيضانات ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية العامة ومواقع النازحين والممتلكات الخاصة.. وأشار إلى أنّ الفيضانات في اليمن تشكّل تهديداً موسمياً مضيفاً: أنّه "لسوء الحظ، تعاني قطاعات عدة في خطة الاستجابة الإنسانية التي تتصدّى للفيضانات من نقص حاد في التمويل".
| 
الأمطار تكشف عورة العاصمة..والسلطة المحلية تستغيث بالمنظمات
