أ.بسام إبراهيم الجعدي - أن الحديث اليوم عن المؤتمر الشعبي العام في الذكرى الـ40 لتأسيسه يحمل في طياته الكثير من المظاهر وتبرز فيه ايجابيات ومعالم نجاح على أرض الواقع فكراً وسلوكاً وممارسة.
إننا اليوم نحتفل بمرور 40 عاماً على تأسيس المؤتمر والذي يتجسد فيه الفكر الديمقراطي والذي يعد جوهر النشأة المؤتمرية من خلال الفكرة التي كان لمؤسسي هذا التنظيم الرائد شرف اطلاقها والإشراف على صنعها عبر انتهاج أسلوب ديمقراطي غير مسبوق وطنياً.
فمع مطلع ثمانينيات القرن الماضي أدرك المئات من قيادات اليمن أن البلاد بحاجة إلى خلق تنظيم سياسي رائد يكون بمثابة الإطار للحكم فقد تم تبني مفاهيم وافكار سياسية جديدة لم يكن اليمنيون قد عرفوها في مسار عملهم السياسي؛ وبالفعل استطاع اليمنيون في وقت وجيز تكوين الحزب الرائد الذي اطلق عليه المؤتمر الشعبي العام.
ومن هنا نستطيع التاكيد أن تأسيس المؤتمر جاء نتاج جهود وإجماع وطني عام وليس تلبية لرغبة أو فكرة شخص بعينه كما يروج البعض بل إنه إنجاز محسوب لكل اليمنيين باعتباره مثل اسلوباً للعمل السياسي اليمني بفكر ورؤية يمنية خالصة شارك في صنعه اليمنيون جميعاً فهو الحزب الذي جاء بإجماع وطني شارك في صياغته كل اليمنيين رسالة وفكراً ورؤية وحمل رسالة الخير والنماء والسلام والأمن والاستقرار لكل اليمنيين فقد عمل على تجسيد مبادئ وثقافة الحوار والتسامح والشراكة مع الآخرين من خلال استيعاب جميع القوى السياسية التي كان الدستور يحرم وجودها في صياغة فكر المؤتمر الميثاق الوطني وفي الشراكة في الحكم والتعبير عن آرائها ومواقفها سواء داخل المؤتمر الشعبي العام أو عبر السماح بوجود المنابر الإعلامية المعبرة عن مواقف تلك القوى ؛
علاوة على ذلك وضع المؤتمر الشعبي العام قضية إعادة تحقيق الوحدة كقضية محورية وجاء نص الحقيقة الأولى في الميثاق الوطني ليؤكد ذلك التوجه"شعبنا لم يصنع حضارته القديمة الا في ظل الاستقرار والأمن والسلام ولم يتحقق له ذلك الا في ظل وحدة الأرض والشعب والحكم ولم تتحقق له الوحدة الا في ظل حكم يقوم على الشورى والمشاركة الشعبية " وبذلك تحققت الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م ولم يقف المؤتمر الشعبي العام على الشراكة في إعادة تحقيق الوحدة بل كان أيضا ً المبادر في ربط الوحدة بالتزام الديمقراطية والتعددية السياسية نظاماً ونهجاً.
وانتهج المؤتمر الديمقراطية مع غيره من القوى الوطنية الخيرة من اجل تعزيز وترسيخ الوحدة الوطنية وتكريس الممارسة الديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة انطلاقاً من قيم ومبادئ الميثاق الوطني الذي ينص على أنه" لا حرية بلا ديمقراطية ولا ديمقراطية بلا حماية ولا حماية بدون تطيبق سيادة القانون "
فالانجازات التي حققها المؤتمر الشعبي العام منذ تولّيه الحكم تجسدت على أرض الواقع ولا يستطيع أحد انكارها فقد شهدت البلاد تحولات تنموية واقتصادية وتعليمية وثقافية عبر مشاريع تمتد من أقصى اليمن شرقاً إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها وعبر تنفيذ مضامين برامجه الانتخابية النيابية والمحلية والرئاسية استطاع المؤتمر قيادة اليمن إلى بر الأمان في مختلف المحطات الصعيبة ولايزال حتى اليوم يمثل التيار الأهم الذي يراهن عليه غالبية اليمنيين في انقاذ اليمن واخراجها إلى بر الأمان..
|