يحيى العراسي - نعم أربعة عقود بالتمام والكمال في مسيرة العطاء التاريخي الشامل وعلى مختلف المستويات التنموية والنهضوية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وديمقراطياً وتحقيق معدلات عظيمة وجوهرية لم يسبق لها مثيل في التاريخ اليمني الحديث والمعاصر بمنجزات نقلت الانسان اليمني المعاصر الى آفاق تحوليه في مختلف المجالات التطويرية والتقدمية.. نعم نحن نتحدث عن مسيرة العطاء الدافق التي قادها المؤتمر الشعبي العام في مسيرة طوى بها مسافات كبيرة من اجل الوصول لمسايرة معطيات العصر بمقاسات تجاوزت ماضي الحرمان والتخلف والفقر والمرض في ظل التوجه الصادق لتحقيق اهداف الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر« الخالده والمجيدة، وماينكر ذلك الا مكابر او جاحد او اعمى البصر والبصيرة..
ولذلك فقد كان انبثاق المؤتمر الشعبي العام خيارا وطنياً عظيماً بكل مضامينه وفكره الذي احتوى عليه الميثاق الوطني حيث اجتمعت عليه كل القوى السياسية والقبلية بعد حوارتة وطنية شاملة واستبيانات شار كت فيها جماهير الشعب بكل اطيافه ومساراته ومناحيه شمالا وجنوباً وشرقاً وغرباً بعد تلك الحوارات الوطنية من خلال نخبة من خيرة ابناء اليمن برئاسة الفقيد المرحوم حسين المقدمي.
كاتب هذه السطور كان مع رئيس لجنة استبيان محافظة تعز الاستاذ المناضل عبدالحميد الحدي وسط احتفاء واشادة وترحيب مع ما يعني أن انبثاق وقيام المؤتمر الشعبي العام على اساس هذا الاجماع الجماهيري والاعداد الواسعين كان حاجة وطنية ملحة لردم فجوة الفراغ السياسي وموازاة منطقية وطبيعية للحزب الاشتراكي اليمني الذي كان حاكماً للشطر الجنوبي من الوطن وفي طريق تعبيد وتسهيل السبيل الى العمل الوحدوي على اسس منظمة للوصول الى اعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م. وعلى هذا النحو كان اعلان وقيام المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية موضوعية ومهمة بكل الابعاد والمرامي من اجل صُنْع المستقبل المشرق والوضاء.
ولا بد من الاشارة الى ان المؤتمر الشعبي العام وفقا لما ذكر لم يكن مستلهماً ايديولوجية من الخارج او لاهداف سياسية نمطية ذات نظريات ملتبسه بعقائد لا تمت لمصلحة الوطن في شيء بل كان مستوحى من ضمير ووجدان وعادات وتقاليد الشعب اليمني وطموحه للبناء والنهوض والانتاج والامن والاستقرار، لاسيما ان اليمن حينها كان يعيش اوضاعا امنية مضطربة ومهزوزة كما كانت العلاقات بين الشطرين غير مستقرة وعلى المستوى الاقليمي والدولي غير واضحة المعالم والاتجاهات، وهي المعالجات الوطنية الصادقة التي اضطلع بها المؤتمر الشعبي العام من خلال نهج وطني متوازن مرتكز على اساسات واضحة المعالم واهداف متوازنة اساسها العمل والمساواة دون تفريق او اتجاه نحو الجهوية او الطائفية او المذهبية بل اضطلع المؤتمر الشعبي ايضا بتذويب الخلافات والتباينات من خلال وضوح الرؤية والمعاجات وبما يخدم المصلحة العليا لليمن والعلاقات بمحيطة الاقليمي والدولي وترجم ذلك على الواقع العملي من خلال ما تحقق من تطور ونهوض بعد الرابع والعشرين من اغسطس عام 1982م، وصولاً الى عام 1990م وإعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني وانبلاج التاريخ اليمني الجديد في قيام الجمهورية اليمنية
بيد ان الحسد والغيض من تطور اليمن اجتماعيا وديمقراطياً قد جعل المؤامرات الخسيسة والدنيئة على اليمن ووحدته واستقراره فتكالب اعداء اليمن وحققوا اختراقات خطيرة من خلال عملائهم الذين اشتروهم بالمال المدنس خدمة لأجندتهم التخريبية لاجهاض الديمقراطية والوحدة وزعزعة اركان اليمن..
وكم انا فخور بمشاركاتي في تغطية توزيع استمارات الاستبيان وتغطية اعمال المؤتمر التأسيسي الاول في الرابع والعشرين من أغسطس 1982م.
|