حاوره / نجيب شجاع الدين - اعتبر الشيخ عبدالله مجيديع -رئيس الهيئة الشوروية عضو اللجنة العامة- أن مرور أربعة عقود على إقرار الميثاق الوطني وقيام المؤتمر تأكيد على أن المؤتمر يشكل جزءاً أساسياً من نهضة وبناء واستقرار اليمن ولا يمكن الاستغناء عنه.
وأشار مجيديع الى أن التزام المؤتمر بالميثاق الوطني والثوابت الوطنية جنبه الوقوع في الكثير من الأخطاء.
وأوضح أنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض الاشكالات وجوانب الاخفاق في مسيرة المؤتمر لأنه تنظيم جماهيري واسع يقبل جميع القوى بداخله ومشاركتها له في نواحي الحياة كافة.
وأكد الشيخ عبدالله مجيديع أن مشروع التحديث والتطوير بقيادة رئيس المؤتمر الشيخ صادق بن أمين أبو راس يعكس رؤية طموحة لمستقبل التنظيم وتلافي أخطاء الماضي.
< 40 عاماً على التأسيس.. ما الدلالات التي تحملها المناسبة؟
- بدايةً أهنئ رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق بن أمين أبو راس ونوابه وكافة قيادات وأعضاد وحلفاء وأنصار المؤتمر والشعب اليمني عامة بمناسبة الذكرى الأربعين لإقرار الميثاق الوطني وقيام المؤتمر الشعبي العام.
لاشك أن أربعة عقود على التأسيس تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات والتي تؤكد في مجملها أن المؤتمر يشكل جزءاً أساسياً من نهضة وبناء واستقرار اليمن ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنه.
< عند تقييم تجربة أربعة عقود.. برأيك أين أخطأ المؤتمر وأين أصاب؟
- في الواقع المؤتمر قاد العملية الوطنية والسياسية لثلاثة عقود من أغسطس العام 1982م الى فبراير العام 2011م إذ دخلت البلاد دوامة من الأزمات والصراعات اضافة الى عدوان عسكري ظالم وحصار جائر مستمر منذ مارس 2015م وحتى اليوم.
لقد صمد المؤتمر أمام الكثير من المنعطفات خلال تلك الفترة وتمكن بفضل حنكة وتجربة قياداته ووعي وصمود اعضائه من التغلب عليها وتجازوها.
ولايزال المؤتمر يلعب دوراً كبيراً في التصدي للعدوان وتقوية الجبهة الداخلية بمشارك كافة الأحزاب القوى المناهضة للعدوان وفي مقدمتها أنصار الله.
ولا ننسى جهود المؤتمر الملموسة في دعم ومساندة المبادرات والخطوت الساعية لإنقاذ اليمن وإخراجه من الأزمة وتحقيق السلام الشامل الذي يضمن وحدة وسلامة وسيادة واستقلال البلاد.
بالتأكيد أن مسيرة المؤتمر وتجربته حافلة بالايجابيات إلا أنه بعض الاخطاء رافقت أداءه وباعتبار أنه ليس حزباً وإنما تنظيم جماهيري واسع يقبل جميع القوى في داخله ومشاركتها له في نواحي الحياة كافة السياسية والاقتصادية والتنموية.. وغيرها.
وفي رأيي أن أي تنظيم بهـذا الحجم على امتداد الوطن وبهذه الشعبية الجماهيرية يضم ملايين الأعضاء لابد أن يكون له سلبيات ونتوءات ومشاكل، وما يمر به يمننا اليوم يفرض على المؤتمر المزيد من المسئوليات في ضرورة المساهمة لايجاد الحلول المناسبة التي تجسد إرادة وتطلعات الشعب وتنتصر لتضحياته.
< على المستوى التنظيمي هل يحرص المؤتمر على مراجعة اخطائه وتلافيها؟
- تنظيمنا يعمل بشكل دائم في هذا الإطار ووفقاً لنصوص ولوائح النظام الداخلي اضافة الى ما يتمتع به من استيعاب للمتغيرات والتطورات وقدرته على مواكبتها وكيفية التعاط يمعها.
وهناك رؤية طموحة يتم تنفيذها بقيادة الشيخ صادق بن أمين أبو راس لتحديث وتطوير المؤتمر كمشروع اعادة الهيكلة للأمانة العامة.
< هل هذا يكفي؟
- أعتقد أن الموتمر لايزال أمامه العديد من المهام المتعلقو بهذا الشأن إلا أن البت في أغلبها يتطلب عقد مؤتمر عام يمكن التحضير له عقب انتهاء العدوان وإيقاف الحرب على بلادنا، أما في الوقت الراهن فإن الظروف غير مناسبة.
وإجمالاً.. فإن تمسك المؤتمر والتزامه بمضامين الميثاق الوطني والثوابت الوطنية وأهداف الثورة مكنه من تحقيق نجاحات لا تُحصى، كما جنبه الوقوع في الكثير من الأخطاء والسلبيات..
وأظن أنه عند انعقاد المؤتمر العام يمكن تقييم التجربة ومناقشة جوانب الاخفاق والنجاح بكل حيادية وشفافية.
< ما أهم انجاز للمؤتمر منذ التأسيس؟
- إعادة تحقيق الوحدة المباركة حيث سعى المؤتمر لإخراج هذا الحلم التاريخي الى النور وتحرك من صنعاء ووضع يده بيد الحزب الاشتراكي في عدن وفي 22 مايو تم إعلان قيام الجمهورية اليمنية..
اليوم تواجه الوحدة العديد من الأخطار والسيناريوهات التي لا تبشر بخير أبداً الأمر الذي يحتم على كل القوى وجميع أبناء الشعب إدراك أجندة العدوان وأدواته والعمل على افشال مؤامراته.
وحقيقة علينا أن ندرك أن المخاطر والمؤامرات ضد اليمن باتت اليوم أشد خطراً من جرائم وبشاعة العدوان العسكري نفسه، كونها تستهدف تمزيق اليمن ونسيجه الاجتماعي وتعمل على زرع بذور الفتنة وتغذية الصراع والاقتتال بين أبنائه، ناهيك عن مطامع قوى إقليمية ودولية تسعى لتدمير ونهب ثروات اليمن والاستفادة من موقعه الجغرافي المتميز في تأمين مصالحها.
< كيف تنظر لمستقبل المؤتمر في ضوء المعطيات الحالية؟
- يشعر المؤتمريون بالفخر والاعتزاز للخطوات التي أُنجزت بقيادة الشيخ صادق بن أمين أبو راس خلال السنوات الأربع الأخيرة وذلك مقارنة بالظروف والتحديات الكبرى التي نواجهها من الداخل والخارج إلا أن هذا هو قدر المؤتمر وهكذا قدر قيادته أن تتحمل مسئولية تاريخية في ظل أوضاع بالغة الحساسية والتعقيد..
ونحن على ثقة بأن المؤتمر في ظل حنكة وقيادة الشيخ صادق بن أمين أبو راس قادر على تخطي أصعب المراحل وندعو اعضاء المؤتمر وحلفاءه الى المزيد من التلاحم والاصطفاف والعمل على تجسيد مواقف المؤتمر على المستوى الوطني والتنظيمي.
< هناك من يرى أن انشغال المؤتمر بالقضايا الوطنية أدى الى تقليل اهتماماته بالجانب التنظيمي.. ما تعليقك؟
- هذا غير صحيح.. لا يوجد تقصير من القيادة والأمانة العامة وفروع المحافظات والدوائر ولكن هناك بعض الصعوبات والعراقيل التي تواجه الأداء، واعتقد أن الوسط المؤتمري يقدر جوانب القصور المتعلقة بهذا الجانب وأسبابها ونظراً لشحة الامكانات اضافة الى الظروف القاسية التي تمر بها بلادنا عموماً والمؤتمر خاصة جراء استمرار الحصار والعدوان.
< 40 عاماً على إقرار الميثاق الوطني.. هل يمكن القول إنه بات بحاجة للمراجعة والتعديل؟
- فيما يخص أداء هيئات وقطاعات ودوائر المؤتمر فهناك إجراءات تصحيحية يتم اتخاذها وهي لا تتناقض مع نصوص النظام الداخلي، أما بالنسبة لبنود البرنامج السياسي والميثاق الوطني واللوائح التنظيمية الرئيسية اعتقد أنه سيتم النظر بشأنها عند انعقاد المؤتمر العام الثامن.
|