د. عبدالوهاب الروحاني - لا أحد ينكر أن الإصلاح حزب عريق وقوي وله حضوره وجماهيره الكبيرة والواسعة والمبدعة، ولكنها -بالتأكيد- مكبلة بالتقليد ومؤمنة بذمم قياداته العريضة، التي تجاوز بعضها طول اليمن وعرضه.
وكغيره من الاحزاب والقوى والجماعات يخطئ ويصيب، لكنه برأيي (دائما) لا يحسبها صح .. ودائما لا يفكر بعقله وإنما يفكر ببطون قياداته أولا، ثم بأدائه التنظيمي، ومن ثم بطاعة وولاء انصاره، شأنه في ذلك شأن الأحزاب والقوى الدينية الموغلة في الانغلاق والتحجر.. ومن ضمن ما عرفته عنه:
_ انه يعادي حلفاءه بمجرد ان يجد نفسه معهم رقما، ويقف مع الخصوم ظنا منه انه يؤسس لمستقبله الجديد وهو يهدم ما بناه.
_ _الاصلاح يفجر في الخصومة مع حلفائه تماما كما فعل مع (المؤتمر)، الذي اشركه في السلطة والثروة، وعرض عليه الحوار منذ ما بعد 2006م ولكنه رفض وذهب بعيدا، وهدد بلسان قحطانه (فك الله أسره) بـ"اقتحام غرف النوم" بمقابل "قلع العداد" عند بركاني المؤتمر (فك الله أسره هو الآخر)، ومن كليهما كانت كبيرة أو "جوور" بلهجة عبدالعزيز الحبيشي رحمه الله.
_ _يتكبر الاصلاح على شركائه فيعاملهم بتعال وفوقية، وينظر اليهم مجرد تابعين، وذلك هو ما فعله مع "اللقاء المشترك" (الاشتراكي، الحق، الناصري اتحاد القوى الشعبية، والبعث)، فشتت "المشترك" ومزقه شر ممزق، وهو الفكرة التي هندس لها وبناها القيادي الاشتراكي الأبرز والوطني الأنظف جار الله عمر - رحمة الله تغشاه.
نشوة:
في نوفمبر 2011م اختطف الإصلاح ومعه أحزاب المشترك ثورة الشباب فحولوها إلى "نثرة".. وفعلوا ما لم يفعله عاقل .. فماذا فعلوا..؟!
_ سيطروا على ساحات الاعتصام وحرموا الشباب من قول كلمتهم، ومنعوهم حتى من التعبير عن آرائهم إلا عبر منابرهم وبأدواتهم وألسنتهم.
_ وعدوا انصارهم بـ"الخلافة الإسلامية" وتحقيق العدالة الاجتماعية، والمشاركة في السلطة والثورة، فضيعوا ما تبقى لنا من دولة ونظام ومشاركة..
_ _قسموا صنعاء وشقوا الجيش، ثم هيكلوه، واثاروا الفتنة، واحرقوا الرئيس بمخالفة لإرادة الخالق .. "فسلبوا الله حقه في عذاب خلقه".. !!
_ _انتشى الاصلاح بسرقة الساحات وبوصوله الى السلطة في 2012م، ثم استأثر بهيمنته على حكومة "الوفاق الوطني" برئاسة باسندوة، ولكنه حولها الى اداة طيعة بيده، وبأيدي بعض قياداته التي سيطر عليها جشع التاجر المرابي الذي لا يشبع.
_ _تعامل الاصلاح مع السلطة بعقلية الغنيمة أو "الفيد"، وتفرغ للاستزادة، وجرف القيادات الادارية، وعمل على احلال كوادره محل كوادر ادارية وفنية عالية الكفاءة انتقاما من المؤتمر، ونسي في زحمة نشوة نصره القضايا التي حملته الساحات لأجلها إلى السلطة..
_ كان جزءا من المؤامرة التي حيكت ضد سلفيي دماج وضربهم واخراجهم من قراهم، كما كان رافعة سياسية واعلامية لـ"اعداء اليوم" قبل وبعد "مؤتمر الموفمبيك"، فزايد باسم مظلومية قضية صعدة، وأرعد وأزبد باسم القضية الجنوبية.
_ _كان الاصلاح احد ابرز من دعا إلى إدراج اليمن تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة، تمهيدا للحرب عليه وتدميره.. وكانت قيادات الاصلاح هي اول من فر هاربا من زوامل الحوثيين "أنصار الله"، فاستقبلتهم السعودية كـ"جماعة ارهابية"، وكانوا قد ظنوا خطأ انها المنقذ والمخرج..!!
يخطئ كغيره
نعود ونقول ان تقديرات الاصلاح وتغريده خارج سربه، كانت ولا تزال خاطئة منذ رفضه الحوار والمشاركة في 2010م وحتى ضربات "التحالف" الموجعة، التي أصابته وأوقعته في أكثر من حفرة وأكثر من فخ .
ومع كل هذا نقول ان الإصلاح يخطئ كما أخطأ ويخطئ غيره، ولكنه يظل قوة وطنية لا تستحق ما جرى ويجري لها في شبوة وأبين وحضرموت..
المرحلة يا أصدقاء مرحلة مصالحة، فقد جربنا الحرب وخسرنا، والوطن كبير يستوعب الجميع (إصلاحيين، وانتقاليين، وحوثيين، ومؤتمريين، ومستقلين واشتراكيين، )، يستوعب كل الناس.
فكفى حربا .. نعم كفى حربا، والحل لا يمكن ان يكون إلا يمنيا ..
|