|
|
|
حاوره/ توفيق عثمان الشرعبي - أكد وزير النقل عبدالوهاب الدرة أن استمرار العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية يُعد تهديداً خطيراً لاستمرار الهدنة أو تمديدها..
وقال في حوار مع صحيفة »الميثاق«: العدوان يمارس خروقاته للهدنة الإنسانية والعسكرية في ظل صمت أممي يشير الى غياب النية الحقيقية للدخول في عملية سلام شامل مع اليمنيين.
واستعرض الدرة ما تم تنفيذه من بنود الهدنة فيما يتعلق بمجالات النقل جواً وبراً وبحراً، مشيراً الى أن التنفيذي لايزال يخضع للمزاجية من قبل العدوان.
وزير النقل تحدث عن سبب إلغاء الطيران الجيبوتي طلبه لتسيير رحلات الى مطار صنعاء، والأسباب التي تحول دون استكمال مشروع مطار صنعاء الجديد.. أو أعذار البرنامج الإنمائي في تنفيذ إعادة تأهيل ميناء الحديدة.
وقضايا أخرى مهمة في سياق الحوار التالي:
* لنبدأ معكم معالي الوزير من تمديد الهدنة ونسبة ماتم تنفيذه بما يتعلق بالنقل في مجالاته الثلاثة براً وبحراً وجواً..؟
- نشكر صحيفة »الميثاق« على اهتمامها بوزارة النقل والهيئات والمؤسسات التابعة لها وما تقدمه من خدمات تصب في مصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الاولى.
الهدنة الانسانية في اليمن التي أعلنها المبعوث الأممي لدى اليمن 2 إبريل من العالم الجاري فرضتها الأحداث خصوصا الحرب الروسية- الأوكرانية،. وتداعياتها الكارثية على المجتمع الاوروبي والغربي بشكل عام وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
فالهدنه من بنودها تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين اسبوعياً عبر مطار صنعاء الى المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية بواقع 16 رحلة موزعة ما بين الاردن ومصر وفتح ميناء الحديدة أمام 18 سفينة للمشتقات النفطية كل شهرين، أي المفروض تدخل ميناء الحديدة خلال الفترات الثلاث 54 سفينة من سفن المشتقات النفطية.
لكن خلال شهري الهدنة فيما يتعلق بالمجال الجوي لم تنفذ سوى وجهة للاردن ورحلة واحدة يتيمة الى القاهرة.
يعني منذ إعلان الهدنة وتمديدها للمرة الثالثة تم تنفيذ 40 رحلة ورحلة واحدة يتيمة للقاهرة من أصل 48 رحلة عبر مطاري صنعاء الدولي والملكة علياء الاردني ورحلة واحدة عبر مطار صنعاء والقاهرة فقط..
فيما بلغ عدد السفن التي وصلت ميناء الحديدة 33 سفينة بينما يتم حالياً حجز ما يقارب 13 سفينة من المشتقات النفطية..
وللاسف ان كل سفن المشتقات التي يتم تفتيشها والتصريح لها من فريق الأمم المتحدة في جيبوتي لاتتجه مباشرة للتفريغ في ميناء الحديدة بل يتم احتجازها لدى التحالف لعدة ايام مما يؤدي الى اضافة مبالغ كبيرة يومياً الى قيمة المشتقات النفطية يتحملها المواطن .
وحالياً وصل عدد السفن الى اكثر من 12 سفينة في مخالفة صارخة لبنود الهدنة الانسانية التي ترعاها الامم المتحدة، مما يهدد في استمرار الهدنة الحالية وتمديدها القادم في الثاني من أكتوبر .
فيما لم يتم فتح رحلات جديدة عبر مطار صنعاء بل ظل تحالف العدوان والمرتزقة بذات الروح العدائية، يمارسون الخروقات، ويستمرون في القرصنة على سفن المشتقات النفطية وحتى الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء لا تزال تخضع للمزاجية والتحكم من قبل دول التحالف كل ذلك أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة التي تغض الطرف عما يعانية الشعب اليمني، الأمر الذي يشير إلى غياب النية الحقيقية للدخول في عملية سلام شامل مع اليمنيين.
لا يزال الشعب اليمني يتضرر من الحصار اقتصادياً ولم يستفد من الهدنة جراء عدم التزام التحالف ببنود الهدنة واستمرار الحصار، وان الفتح المحدود لمطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، خلال الهدنة، لا يفي بأدنى الاحتياجات التي من شأنها تخفيف معاناة المواطن اليمني وتوفير بيئة مواتية للتوصل الى تسوية سلمية للنزاع ومعالجة الاحتياجات الانسانية والاقتصادية المحددة..
لذلك فإن مستوى تنفيذ بنود الهدنة الانسانية وتمديدها فيما يخص النقل ليس مشجعاً ولا يرقى للمستوى المتفق عليه والمطلوب في تخفيف معاناة أبناء الشعب اليمني بسبب تعنت وتلاعب تحالف العدوان بالهدنة وبنودها الى الآن.
ايضاً مايتعلق بالمجال البري لم يتم فتح أي طرق رئيسية لتسهيل عبور المواطنين والمسافرين والحافلات ونقل البضائع بما يسهم في تخفيف معاناتهم وتأمين حياتهم وممتلكاتهم مما يتعرضون له من أعمال تقطع وقتل وسلب وحوادث مرورية في الطرق الفرعية والوعرة والبعيدة وغير المؤهلة.
الجهوزية عالية
* ما مدى جهوزية مطار صنعاء الدولي لاستقبال كافة الرحلات التجارية والمدنية.. وما الجديد بخصوص توسيع وجهات السفر وفقاً للهدنة..؟
- كما اشرت لك سابقاً فإن الجديد بخصوص توسيع وجهات جديدة عبر مطار صنعاء لم يتم بسبب تعنت وتنصل دول تحالف العدوان ومرتزقته بل والضغط والتهديد على اي شركة طيران ترغب بتسيير رحلات عبر مطار صنعاء وكان آخرها شركة الطيران الجيبوتي الذي طلب تسيير رحلات جوية من والى مطار صنعاء وتم عمل التصاريح له من قبل هيئة الطيران المدني والارصاد بصنعاء بالموافقة وتفاجأنا بطلب التأجيل
واتضح انه نتيجة الضغط والاعتراض من قبل تحالف العدوان ومرتزقته من خلال مذكرة جوابية بعثها الطيران الجيبوتي لمرتزقة العدوان يعتذر فيها عما بدر منه من تقديم طلب بتسيير رحلات جوية الى مطار صنعاء.
كما أود ان اشير الى ان الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد بصنعاء تلقت منذ بداية الهدنة الانسانية العديد من الطلبات لشركات طيران عربية وأجنبية لاستئناف تشغيل رحلاتها من وإلى مطار صنعاء الدولي ونتيجة الحصار المفروض على مطار صنعاء الدولي تم إعاقة وصول تلك الشركات.. لذلك أي تمديد جديد للهدنة لابد ان يكون من أولوياته فتح مطار صنعاء الدولي بشكل كامل لجميع الشركات الراغبة في التشغيل للرحلات من والى مطار صنعاء الدولي لاننا نحتاج في الوقت الحالي على الأقل الى عشر رحلات في اليوم لتلبية جزء من احتياجات سفر المواطنين اليمنيين.. وللعلم ان 14 شركة طيران عربية وأجنبية كانت تهبط في مطار صنعاء الدولي قبل العدوان على اليمن.. وكان يغادر ويصل منه 6 آلاف مسافر يمني بشكل يومي وأكثر من 30 رحلة يومياً كانت تنطلق منه الفرق الشاسع والعدد الكبير من المسافرين، بالاضافة الى أن 14 شركة طيران عربية وأجنبية كانت تهبط في المطار قبل العدوان على بلادنا.
أما بالنسبة للشق الاول من سؤالك عن مدى جاهزية مطار صنعاء الدولي التشغيلية فأؤكد وعبر صحيفتكم الغراء بأن مطار صنعاء الدولي على جاهزية تشغيلية فنية مهنية لاستقبال كافة الرحلات التجارية والمدنية عربية ودولية وعلى مدار الساعة وبخدمات أرضية متكاملة واجراءات سفر سلسة وفقاً لما هو معمول به في جميع مطارات العالم وبحسب الاشتراطات والمتطلبات الدولية ومنظمة الطيران المدني الدولي الايكاو، حيث تم تجهيز المدرج الرئيسي لهبوط واقلاع الطائرات وإعادة تأهيل وتشغيل منظومة حقل الطيران الكهربائية وترميم وتصليح صالتي الوصول والمغادرة والترانزيت وصالة تشريفات كبار الضيوف وعمل بعض الصيانة للاجهزة والمعدات كما اننا استخدمنا واستفدنا من التكنولوجيا الحديثة التقنية التي تعمل عبر الانترنت والفضاء المفتوح حيث حلت بدلا عن الاجهزة الملاحية التي دمرها العدوان واصبحت تفي بالغرض المطلوب تماماً.. ونجدد تأكيدنا جهوزية مطار صنعاء الدولي بحدوده الدنيا التي تضمن أمن وسلامة الطيران المدني والملاحة الجوية، ناهيك عن امتلاكه الكوادر والخبرات اليمنية الخاصة في مجال الطيران المدني والارصاد التي حاولت دول الخليج ودول عربية اخرى اغراء هذه الكوادر اليمنية بالمال الكثير وبالعملة الصعبة بهدف استقطابهم والاستفادة من خبراتهم إلا ان وطنيتهم وحبهم للوطن أغلى من كنوز الارض وهذا هو سر جهوزيتنا التشغيلية لمطار صنعاء الدولي الذي حاول العدوان شل حركته الملاحية محلياً ودولياً.
* ما الدور الذي تقومون به إزاء شكاوى المواطنين بخصوص ارتفاع أسعار التذاكر بصورة غير معقولة..؟
- شكراً جزيلاً على هذا السؤال الذي يهم المواطن والوزارة وهيئة الطيران المدني والارصاد في نفس الوقت، وتم طرح موضوع ارتفاع التذاكر مع ادارة شركة الخطوط الجوية اليمنية بصنعاء حيث افادوا بأن القرار من مجلس ادارة شركة الخطوط الجوية اليمنية وفي جميع المكاتب والفروع عدن وسيئون والمكلا وكذلك العاصمة صنعاء والمكاتب بالخارج وان السبب ارتفاع تكلفة التشغيل والوقود، واعطينا هذا الجانب اهتماماً من خلال توجيهاتنا لهيئة الطيران المدني والارصاد بشأن ارتفاع سعر التذاكر حيث تقوم الهيئة بعقد اجتماعات متواصلة مع شركة الخطوط الجوية اليمنية وممثلي وكالات السفر في صنعاء والمحافظات الحرة في حكومة الانقاذ الوطني، حيث اصدرت الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد في العاشر من يونيو الماضي2022م قراراً يلزم وكالات السفر بالالتزام برسوم خدمة المسافرين بما لا يتجاوز 5 ٪ من قيمة إجمالى أي خدمات يتم تقديمها من قبل وكالات السفر للمسافرين بهدف حمايتهم من أي مبالغ مالية مرتفعة يتم فرضها من قبل بعض وكالات السفر وهذا الامر كان يُعمل به قبل العدوان وتم إعادة اصداره بعد فتح مطار صنعاء الدولي بهدف تنظيم العلاقة بين وكالات السفر والمسافرين فيما يخص رسوم الخدمات التي تحصلها الوكالات من المسافرين بحيث لاتكون دون رقابة وهذا الأمر الحكومي سوف يحد من ابتزاز وتلاعب بعض وكالات السفر على المسافرين وفي حالة استلام وكالات السفر أي مبالغ إضافية من المسافرين عليهم الاتصال الى شكاوى الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد.
تدمير ممنهج للمطارات
* هناك تساؤلات للبعض عن أسباب تأخر إعادة تأهيل مطاري تعز والحديدة للعمل مجدداً.. ماتعليقكم ؟
- تعرضت مطارات صنعاء وتعز والحديدة وصعدة للقصف والتدمير من اول يوم للعدوان وكان التدمير في مطارات تعز والحديدة اكبر ولم تسلم صالة واحدة بالمطارين، وكذلك تم قصف مدارج الهبوط والإقلاع، ومع ذلك فقد تم تكليف لجان فنية لرفع التقارير عن اعادة التأهيل للمدارج والصالات وبإذن الله تتوافر الامكانات لاعادة التأهيل والتشغيل.. فهذه المطارات كانت تخدم اكثر المحافظات سكاناً وبها الكثير من المغتربين..
وللعلم فجرائم العدوان التدميرية الممنهجة على كل مقدرات الوطن موثقة توثيقاً دقيقاً تعمل عليه جهات الاختصاص للمطالبة بالتعويض واعادة مادمره العدوان بعد انتهائه على بلادنا ومن ضمنها ماسألتني عنه لانه حق من حقوق الشعب اليمني المعتدى عليه، كما ان مادمره العدوان جميعه اعيان مدنية تجرمها القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية.
ومطارا تعز والحديدة قد تم تدميرهما تدميراً ممنهجاً ومباشراً بعدد كبير من الغارات الامر الذي اخرجهما عن الجاهزية التشغيلية الفنية بشكل تام.. واعادة تأهيلهما واستئناف العمل فيهما يحتاج الى مبالغ كبيرة وبالعملة الصعبة حتى يعودا الى ماكانا عليه قبل العدوان، ناهيك عن اشكاليات استحدثها العدوان في حرم واراضي المطارين من خلال البناء العشوائي الذي بدأ يتمدد، لكن هيئة الطيران المدني والارصاد سارعت بالتعاون مع الجهات الامنية والسلطة المحلية لوقف البناء العشوائي ومنع الارتفاعات وعمل اسوار وعلامات على حرم واراضي مطاري تعز والحديدة.
* بعد فتح وجهات دولية جديدة من وإلى مطار صنعاء ..هل نتوقع تفعيل الرحلات الداخلية..؟
- تحالف العدوان ومرتزقته يمنعون فتح وجهات دولية جديدة عبر مطار صنعاء فما بالك في تفعيل رحلات داخلية..
بالنسبة لنا في حكومة الانقاذ والمجلس السياسي الأعلى لايوجد أي مانع ، ونحن نطالب بفتح المطارات والموانئ بدون قيود او شروط وكذلك الطرق الرئيسية والمنافذ البرية بما فيها منفذ حرض المهم..
حيث ان المسافرين يضطرون للسفر عبر طرق وعرة غير مؤهلة وفي الصحارى معاناة شديدة حتى يصلوا بسلامة الله، ما لم فالموت والنهب بسبب التقطعات كثيرة وكذلك التكاليف الباهظة التي ينفقونها في المأكل والمشرب والسكن في الفنادق وغيرها..
لذلك طالبنا الامم المتحدة بضرورة الاسراع في فتح وجهات جديدة لرحلات جوية عبر مطار صنعاء الدولي كي لايضطر المسافر اليمني الى الوقوف ترانزيت في بعض المطارات بهدف تخفيف معاناة المسافر خاصة المرضى والطلاب والمغتربين.
مشاكل المطار الجديد
* تم مؤخراً زيارة مطار صنعاء الجديد للاطلاع على حجم الخسارة التي مُني بها نتيجة غارات العدوان ..هل لكم ان تحدثونا عن ذلك .. وهل استكمال منشأة المطار ضمن خطتكم، وهل نتوقع ادخال المطار في الخدمه قريباً..؟
- مشروع مطار صنعاء الدولي الجديد تعرض لغارات مباشرة في المبنى الرئيسي الذي لم يكتمل ونتج عن تلك الغارات التي استهدفته طائرات العدوان حدوث أضرار وخسائر كبيرة حيث تفقدنا الآثار والتداعيات التي لحقت بمشروع مطار صنعاء من تدمير ممنهج والمشاكل والصعوبات الخاصة من الاستحداثات والارتفاعات والبناء العشوائي على حرم واراضي المطار الجديد والقديم والأسباب التي حالت دون استكمال تنفيذ المشروع..
واستمعنا من المختصين الفنيين بالهيئة عن الوضع الحالي لمشروع مطار صنعاء الدولي الجديد والاضرار والخسائر الناجمة عن التدمير والمشاكل التي أدت الى توقف مشروع صنعاء الجديد بالاضافة الى الاستحداثات والبناء العشوائي حول حرم المطار الجديد والقديم وأكدنا على ضرورة المحافظة على مشروع مطار صنعاء الدولي الجديد وعلى حرم المطار بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة حيث يعتبر مشروع مطار صنعاء الجديد من المشاريع الوطنية الاستراتيجية الدولية التي هي واجهة البلد..
لذلك نحن وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والارصاد نعطي اهتماماً كبيراً لهذا المشروع العملاق.. وبالنسبة لعملية استكمال بناء المطار يحتاج الى تكاليف كبيرة جداً يطول شرحها.
لكن هناك موضوع اراضي وحرم المطار الجديد الذي ممكن الان الاهتمام و العمل به حالياً حيث ان مجلس الوزراء شكل العام الماضي لجنة عليا للمحافظة على اراضي وحرم مطار صنعاء الجديد من الاستحداثات والبناء العشوائي والارتفاعات غير القانونية.. واللجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق جلال الرويشان وقد عقدت عدة اجتماعات خرجت بتشكيل لجان فنية مكونة من عدة جهات ذات العلاقة والعمل جارٍ على قدم وساق في موضع اراضي وحرم المطار وان شاء الله تنجز اعمالها خلال ماتبقى من هذا العام، ونسعى لعمل حلول جذرية للاشكالات القائمة بهذا الشأن في المطارات جميعاً.
* ماذا عن تطوير ميناء الحديدة واستبدال الكرينات المدمرة من قبل تحالف العدوان.. وما أسباب تأخر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في تنفيذ الاتفاق الموقع مع الحكومة بهذا الشأن..؟
- ميناء الحديدة الشريان الرئيسي لحياة الشعب اليمني وتديره مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية.. ومن خلال زيارتي شاهدت جنوداً مجهولة تعمل في جبهة اقتصادية لا تقل عن المرابطين في جبهات القتال ..أصبح الانسان يعمل ويبدع لتعويض الآلات والمعدات التي دمرها العدوان من أجل استمرارية عمل الميناء وتقديم خدمات انسانية ملاحية بحرية..
العاملون في ميناء الحديدة والصليف التابعة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية يقدمون انجازات فنية مهنية يستحقون الشكر عليها.
واعادة تأهيل ميناء الحديدة من الشروط والبنود المحورية الرئيسية في اتفاقية استوكهولم 2018م والتي بموجبها التزمت الأمم المتحدة عن طريق البرنامج الانمائي التابع لها بأعادة تأهيل الميناء، فمنذ عهد وزيري النقل السابقين المرحوم فقيد الوطن اللواء زكريا يحيى الشامي واللواء عامر المراني- ولهما الشكر على الجهود التي قاما بها- للاسف البرنامج الانمائي للامم المتحدة يتلكأ ويماطل ويعطي الوعود، وإلى الوقت الحالي مستمر في عدم تنفيذ المشاريع في ميناء الحديدة، وحتى تكون الاجابة دقيقة فلم ينفذ سوى مشروع اعادة تأهيل هنجر حاضنات الحاويات وهنجر المولدات ولم يفِ بما تم الالتزام به الى الآن بحجة انهم يبحثون عن دعم حيث ان المبلغ الذي لديهم وقدره سبعة ملايين دولار لايفي بالغرض المطلوب.
وللعلم أن مؤسسة موانئ البحر الاحمر اليمنية أعدت دراسة استراتيجية بالتعاون مع الفريق الهولندي من ميناء نوتوردام بتكليف من الأمم المتحدة على ثلاث مراحل وقدمته للبرنامج متضمناً كافة الاشياء المفصلية والمهمة لاعادة تأهيل وتطوير وتحديث ميناء الحديدة..
فهناك دمار كبير لحق بميناء الحديدة خاصة بالآلات والمعدات الاساسية والمهمة في عمل الميناء ابرزها الكرينات (الرافعات الجسرية) واللنشات ومنظومة الكهرباء والمعدات والأجهزة الفنية الاخرى التي تعمَّد العدوان عبر طائراته وغاراته تدميرها تدميراً ممنهجاً ومباشراً، والمماطلة مستمرة وعدم مبالاه من قبل البرنامج الانمائي للامم المتحدة..
وقبل ايام عقدنا اجتماعاً مع أمين عام المجلس الاعلى لادارة الشؤون الانسانية والتعاون الدولي إبراهيم الحملي، استعرضنا فيه مصفوفة الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لوزارة النقل والهيئات والمؤسسات التابعة لها بما يسهم في تقديم خدمات إنسانية للشعب اليمني ابرزها مشاريع مؤسسة موانئ البحر الاحمر اليمنية الخاصة بإعادة تأهيل وتفعيل ميناء الحديدة ورأس عيسى التي التزم بتمويلها وتنفيذها البرنامج الانمائي للامم المتحدة وفقاً لاتفاقية استوكهولم الدولية، وخرج الاجتماع بتشكيل لجنة مشتركة من المجلس الأعلى ووزارة النقل للتنسيق والتحضير لعقد الاجتماعات المشتركة ومناقشة الأولويات والرفع بالمقترحات، والعمل مستمر من أجل الوصول لنتائج طيبة إن شاء الله..
كما التقيت بمنسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية لدى اليمن ديفيد غرسلي وناقشنا معه عدة مواضيع منها اعادة تأهيل ميناء الحديدة وطرحت له الوضع الذي يعاني منه ميناء الحديدة وحاجته القصوى للكرينات الجسرية واللنشات وغيرها من الآلات والمعدات الفنية التي التزم بها البرنامج الانمائي وحاولنا معرفة السبب الحقيقي لعدم البدء في تنفيذ ما التزمت به الامم المتحدة لكن يبدو ان موضوع اعادة تأهيل ميناء الحديدة ليس في يد الامم المتحدة نتيجة ضغط دول التحالف عليهم بعدم التنفيذ وممارسة المماطلة والتنصل عن التزاماتهم.
قنبلة موقوتة!
* خزان صافر لا يزال يشكل تهديداً خطيراً.. أين وصلت الجهود الرامية لصيانته..؟
- موضوع الخزان العائم صافر مهم وخطير وفيه من المواقف السلبية المتعمدة التي تمارسها الدول المانحة والأمم المتحدة للاسف الشديد حيث الخزان العائم صافر بمثابة قنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر في أي وقت ودون إنذار والجميع يعرف تداعياتها الكارثية الكبيرة ليس على بلادنا فحسب بل الدول المطلة على البحر الأحمر حتى يصل الضرر الكارثي إلى قناة السويس..
وفي لقائي مع منسق الأمم المتحدة قبل أيام ركزنا وبشدة على موضوع الخزان صافر وتداعياته البيئية البحرية الخطيرة وأكد لي المنسق الأممي لدى بلادنا انها تعمل على استكمال المبلغ المطلوب لإنقاذ خزان صافر وتفريغه واستبداله بآخر وسيبدأ العمل فيه أكتوبر القادم من العام الحالي2022م..
وفي عدة تصريحات واجتماعات ولقاءات حذّرنا من التداعيات الكارثية في حال انفجار الخزان العائم (صافر) على الشواطئ اليمنية ودول المنطقة في البحر الاحمر، لتمتد حتى قناة السويس وأن العالم يدرك جيداً مامعنى تلوث البيئة البحرية وقتل الحياة البحرية والثروة الموجودة من الشعب المرجانية وغيرها التي تكوّنت منذ آلاف السنين في مياه البحر الاحمر، في حال -لا سمح الله- حصل انفجار للخزان العائم صافر ،وشددنا على الأمم المتحدة الإسراع في توفير البديل للخزان العائم سفينة صافر، تلافياً لأي تداعيات كارثية بيئية كبيرة على امتداد البحر الأحمر، خاصة وقد توافر التمويل من مؤتمر المانحين، حيث تجاوز الى اكثر من سبعين مليون دولار.
وكما ترون ان تكلفة الحل بمراحله لهذه المشكلة لايتجاوز مائتين أو ثلاثمائة مليون دولار، بينما لاسمح الله وتسربت كميات الخزان العائم فستكون كارثة كبيرة تتطلب معالجتها مائتي مليار دولار لان مساحة التلوث ستشمل كل الدول المطلة والبيئة البحرية للبحر الاحمر..
وأستغرب تباطؤ ومماطلة الدول المطلة ومنها دول تحالف العدوان وهي المتسببة بالمشكلة والدول المانحة التي تمر سفنها من البحر الاحمر يومياً، ونحملهم المسئولية امام العالم للاهمال وعدم الاهتمام والبدء بتنفيذ الاتفاق الموقع بين فريقنا المفاوض والامم المتحدة لاستبدال الخزان العائم صافر قبل حدوث ما لاتُحمد عقباه.
* كم تبلغ الحصيلة الأولية التي رصدتموها للخسائر التي خلفها العدوان خلال ثمانية أعوام في قطاعات وزارة النقل..؟
- عقدنا مؤتمراً صحفياً الثلاثاء الماضي 6 سبتمبر 2022م اعلنا فيه عن الأضرار والخسائر الأولية الناجمة عن العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي في قطاعات النقل البرية والبحرية والجوية منذ مارس 2015م حتى يونيو 2022م، التي بلغت 12 مليارا و 318 مليوناً و 628 الف دولار، منها 6 مليارات و621 مليون دولار أضرار وخسائر لحقت بقطاع النقل الجوي ممثلاً بهيئة الطيران المدني والأرصاد وشركتي الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة..
فيما بلغت الخسائر بقطاع النقل البحري ممثلاً بمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية والهيئة العامة للشؤون البحرية أربعة مليارات و872 مليون دولار، ناهيك عن خسائر قطاع النقل البري ممثلاً بالهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري والمؤسسة المحلية للنقل البري التي بلغت 824 مليوناً و595 ألف دولار.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|