حاوره/ رئيس التحرير - يا العافية ودعتش الله
والموت حيا به مياتي
اذا تولى الأمر رجعي
فموتي أفضل من حياتي
صوت من اصوات الثائرين الاحرار المنتصرين لشعبهم أطلقه الشيخ الراحل المناضل محمد بن محمد يحيى أبو علي حين تقدم عسكرياً الامير علي ابن ابراهيم على منطقة الطويلة بهدف اخماد جذوة الثورة التي بدأت تضخ في دماً وشرايين ابناء الطويلة حيث اوقد هذا الزامل بينهم الحماس الكبير وجعلهم يخوضون احدى معارك النصر ضد قوى الامامة والتخلف والرجعية..
وبعد ستين عاماً على ذكرى ثورة الـ26من سبتمبر 1962م هانحن اليوم نلتقي في هذا الحوار مع احدى أبنائه وهو الشخصية الاجتماعية والسياسية والمؤتمرية والبرلمانية وعميد البرلمانيين الشيخ زيد بن محمد أبو علي عضو اللجنة العامة للمؤتمر لنحاوره عن هذه المناسبة وماتحملة في نفسه ووجدانه من دلالات وطنية خاصة وأن مرور 60عاماً فترة ليست بالبسيطة شهد الوطن خلالها تحولات وتحديات كبرى واصبحت ثورته اليوم بحاجة ماسة الى المزيد من الرؤى الاكثر عمقاً لضمان استمرارية عطائها كثورة متجددة تلبي تطلعات الشعب جيلاً بعد جيل..
وكان لنا مع عميد البرلمانيين حصيلة مهمة.. فألي التفاصيل..
* كيف تنظرون إلى الذكرى الـ 60 لثورة سبتمبر في هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا ومدى تأثير معطياته الراهنة على واقع الثورة اليوم؟
- في البداية اهنى كل ابناء وطننا بهذه المناسبة الوطنية الغالية والتي مثلت الانقاذ الحقيقي لليمنيين واخراجهم من حياة التخلف الى حياة جديدة تليق بهم كشعب عظيم يمتلك موروثاً حضارياً عظيماً خدم الانسانية اجمع..
ولاشك ان الاحتفاء بهذه المناسبة والذي بدأ مبكراً كما نلاحظ ذلك ونلمسه عبر التفاعلات الشبابية وغيرها عبر مختلف شبكات التواصل المجتمعي لدليل قوي ان الثورة السبتمبرية مازالت تمتلك قلوب اليمنيين جيلاً بعد حيل كونها كما اشرت الانقاذ الذي اعتق اليمنيين من حياة الجهل والتخلف والانغلاق الكامل الى حياة جديدة فجرت طاقاتهم وامكاناتهم وفتحت امامهم آفاقاً جديدة مكنتهم من المشاركة الفاعلة في بناء وطنهم وتطويره ومواصلة القضاء على كافة مخلفات موروث ماقبل الثورة الذي اعظم عوائق التنمية التي لم تشهدها بلد آخر باعتبار اليمن الدولة الوحيدة التي بدأت من تحت الصفر على عكس دول عربية اخرى تفجرت فيها ثورات ولكنها كانت تمتلك أنظمة وحراكات حضارية وثقافية.. الخ من المجالات.
* هناك من يرى ان ثمة جيلاً جديداً لايعرف عن الثورة شيئاً وكذا طبيعة العهد الملكي الذي ثارت علية.. تعليقكم؟
- لا أعتقد ان الجيل الحالي بمجمله لايعرف شيئاً عن عهد ماقبل الثورة او عن الثورة وصحيح ان هناك نسبة من هذا الجيل قد تجهل هذا الامر وهو امر لاشك يبعث على الحزن، مايحتم على المؤسسات والاحزاب والتنظيمات السياسية وكل مثقف الوقوف بمسئولية للتعرف على السبب الذي ادى الى هذا الجهل..
واعتقد ان مرور 60 عاماً من عمر الثورة ليس بالفترة البسيطة وإنما فترة تعد طويلة توالى خلالها اجيال، وكلناً ايضاً نعلم طبيعة ما شهدته بلادنا من صراعات وتطاحنات ومن خلافات جسيمة وأثر ذلك على حساب الوعي بالثورة حيث انشغل الناس بتداعيات وافرازات كل ذلك وجميعها صرفت انظار نسبة من الاجيال الى اهتمامات اخرى.. واليوم لابد من الاستغلال الامثل لمناسبات الثورة في اجراء مراجعه متأنية لكل حالة علاقة بقصور الوعي بأهداف ومنطلقات الثورة اليمنية، واعتقد ايضاً ان دور الاعلام ضروري وجوهري في نشر الوعي بالثورة بين صفوف المواطنين وبصورة مستمرة بحيث لايكون اهتمامنا مقتصراً على المناسبات وهذا امر يتطلب من الجميع القيام بة باعتباره مهمة وطنية لحدث تاريخي عظيم ومرتبط دائما بحركة الحياة في بلادنا وضرورة جعل الشعور الثوري هو السائد في مواجهة كافة التحديات.. وأجدها مناسبة ان نطالب كل المعنيين والمهتمين بضرورة بلورة ذلك في اطار خطة وطنية شاملة تضمن عملية التوعية للاجيال من خلال وسائل الاعلام او من خلال المنهج المدرسي وهو من الامور المهمة جداً ما يضمن ايصال قيم ومثل الثورة للاجيال عبر الكتاب المدرسي وعبر مايصفونة بالتربية الوطنية وهذا امر اعتبره من وجهة نظري واحداً من التحديات التي تواجهها اليوم الثورة فأي خفوت لبريقها سيؤدي من جيل لآخر الى غياب هذا الفعل الثوري العظيم الذي قدم شعبنا من اجلة الغالي والنفيس ومن دماء ابنائه الشهدا الابرار، الأمر الذي يتطلب من جميع اليمنيين الوفاء لكل شهداء الوطن الذين قدموا ارواحهم من اجل عزة وكرامة اليمن..
* هناك من يرى ان وجود التجهيل بثورة سبتمبر مخطط وليس نتاج قصور في المسئولية الوطنية؟
- لاشك أن ثورة الـ26من سبتمبر حدث تاريخي كبير ولابد ان يكون له اعداؤه الكثيرون لكن اعداء سبتمبر وبالرغم مما حظوا به من امكانات ومن دعم خارجي لم يتمكنوا من اطفاء شعلة الثورة وعنفوانها ذلك ان سبتمبر كما سبق ان اشرت حدث تاريخي كبير يسكن في قلوب وافئدة اليمنيين ومع ذلك فإن على كل القوى الوطنية دوراً مطلوباً منتصراً للثورة مدافعاً عن اهدافها ومنطلقاتها ويكون هذا الامر واضحاً وجلياً في وثائقها وادبياتها السياسية وبرامجها واعتبار ذلك اتجاهاً اجبارياً لتحقيق المزيد والمزيد من الالتحام بالثورة واهدافها بل ومقياساً مهماً يمكن لكل باحث او ناقد سياسي ان يقيس مدى تفاعل وحماس هذا الحزب أو ذاك مع الثورة اليمنية.. انها مسئولية وطنية وأي اطار سياسي يمني او مدني الا وهو مؤمن بالثورة وديمومتها ومانريده فقط هو وجود خطة او استراتيجية تجعل الجميع يصبون جهودهم في بوتقة الانتصار للثورة والتسلح بقيمها واهدافها كضرورة او واجب وطني ملح بصورة مستمرة..
* أيضاً يقال ان الواقع الذي تعيشه بلادنا اليوم تعود اسبابه الى ان كثيراً من النخب التي اشرتم لها لم تكن متسلحة بسلوك ثوري سبتمبري وأكتوبري.. ما تعليقكم؟
- لايستطيع احداً ان ينكر ان هناك اشخاصاً وقيادات كانت تتعامل مع الثورة بأسلوب شعاري ولم تكن تجسد سلوكاً ثورياً يعكس ايمانها بالثورة واهدافها وهذه بالتي تصفها بالنخب وهي من وجهة نظري لاتستحق ان نطلق عليها نخباً لكون النخب دلالة على قيمة وطنية فكرية وثقافية تعيش اليوم واقعاً مزرياً كنتيجة لسلوكها غير الثوري وهذه اعتبرها دروساً للاخرين يحتم عليهم الاستفادة منها، وفعلاً كل جوانب القصور التي يحفل بها المشهد اليمني هي نتيجة لهذا القصور وهذا امر يؤكد اهمية الامتثال والالتزام بأهداف الثورة قولاً وعملاً باعتبار ذلك ضمانة للوطن لكل ابناءة من الجنوح بعيداً عن اهداف الثورة خاصة وان البديل كارثي سيدفع كل اليمنيين ثمنه، وما يشهده الوطن اليوم من نعرات طائفية ومناطقية وقروية.. الخ من من الظواهر السيئة هى نتاج طبيعي لحالة الانفلات والقصور في التعامل مع النهج الثوري..
* هناك من يقللون من منجزات الثورة بل يذهب البعض الى انكارها تماماً.. ما تعليقكم؟
- هذا امر يبعث على السخرية والاستهجان ولايعكس الحقيقة او حتى مجرد الاقتراب منها، ولاريب ان هذا القول لايمكن له ان يحجب الحقيقة فالحقيقة تقول ان الثورة اليمنية غيرت تماماً من وجه الحياة باليمن بل ان المقارنة بين عهدي ماقبل الثورة وما بعدها مقارنة ظالمة خاصة وان عهد مابعد الثورة عهد زاخر بالانجاز والعطاء وعلى مستوى مختلف المجالات وسبقت ان قلت لك يا أخ يحيى ان الثورة في بلادنا بدأت تفاعلاتها من تحت الصفر على عكس الدول الاخرى.
* كيف يمكن ان يتحقق للقوى الوطنية اليوم تناغماً فاعلاً مع الثورة خاصة وان اليمن تعيش واقعاً مزرياً من الصراع والتطاحن وتكالب القوى الخارجية.. الخ من المنغصات؟
- امر بسيط وسهل اذا ماتوفرت الارادة الوطنية الحقيقية المؤمنة باليمن والمنتصرة له وهي مناسبة هنا للتأكيد ان اليمن لن يشهد الاستقرار والامن والسلام اذا ظل ابناؤه يتصارعون او ادوات لقوى طامعة تستهدف مشروعهم الوطني، كما انة سوف تتحقق لهذه القوى الخارجية امانيها واهدافها ومآربها اذا ماظلت اليمن في حالة التناحر هذه..
والمخرج لليمن اليوم او غداً هو التوافق والقبول ببعضهم البعض في اطار حوار مسئول يراعي المصالح العليا لليمن وابنائه وعلى رأسها بالطبع الوحده اليمنية في ظل دولة يمنية حديثة يشارك كل اليمنيين في دعم مسارها من خلال المشاركة الشعبية الواسعة واطلاق العنان لكل امكانات وطاقات اليمنيين في عملية البناء الوطني الشامل
وهذا هو المخرج الوحيد ليس لليمنيين فحسب وانما للمنطقة والعرب عموما في يمن آمن ومستقر وهو انجاز للمنطقة بل وللعالم.
* باعتباركم عضواً باللجنة العامة للمؤتمر وعضواً مؤسساً للمؤتمر في العام 1982م كيف تنظرون لمسيرة المؤتمر وهل استطاعت ان تعبر عن نهج الثورة السبتمبرية وتحقيق أهدافها؟
- سؤال مهم والجميع يعرف ان قيام المؤتمر الشعبي العام في 24اغسطس عام 1982م مثَّل إنجازاً عظيماً من منجزات ثورة سبتمبر واستجابة حقيقية لاهداف الحركة الوطنية اليمنية بكل امالها وتطلعاتها علاوة على ذلك انه مثل قيامه استجابة لبيان الثورة الاول الذي اكد على اهمية بناء الشعب سياسياً ومثل بكل مدخلاته من مختلف المشارب والافكار الخطوة الاولى باتجاه انجاز التعددية السياسية التي توجت في العام 1990بقيام الوحده اليمنية المباركة..
أما ماحفلت به مسيرة المؤتمر من انجازات مثلت بلورة حقيقية لأهداف الثورة فإن المؤتمر وماحققه من انجاز على هذا الصعيد عظيم ولا يستطيع ان ينكره الا جاحد، خاصة وان هذه الانجازات تتواجد على مستوى مختلف ربوع الوطن من مشاريع متعددة جميعها تصب في تحقيق اهداف الثورة..
وهذا انجاز تاريخي اكسب المؤتمر المزيد من الشعبية والجماهيرية علاوة على ما اتسمت به ادبياته من وسطية واعتدال كان لها اثرها البالغ في تهيئة مناخ مواتٍ للامن والاستقرار الذي ارتكزت عليه التنمية الاقتصاديه والاجتماعية والتي نجدها اليوم للاسف الشديد قد توقفت بمجرد افتقاد الوطن للحكنة وللامن والاستقرار..
* كلمة اخيرة؟
- كلمتي الاخيرة هى انني ادعو الله على ان يمكن اليمنيين من تحقيق الوفاق والاتفاق والانتصار لوطنهم وتقديم التنازلات من اجل وطنهم وشعبهم الجريح وان تعود اليمن الى موكب التنمية من جديد.. وهي مناسبة أيضا ان احيي كل المؤتمريين على الارض اليمنية الصامدين الى جانب شعبهم المصطفين حول قيادتهم برئاسة الشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام والمحافظون على وحدة تنظيمهم في مواجهة كل سيناريوهات تمزيقه والداعمين لبرنامج الاصلاحات الذي يقودة المناضل ابوراس برؤية عميقة، وكل هذه اشراقات مؤتمرية سيتعزز من دور المؤتمر في دعم مسيرة الثورة اليمنية »سبتمبر وأكتوبر«.
|