الميثاق نت - اصدر المؤتمر الشعبي العام بيانا هاما بمناسبة العيد الوطني الستين لثورة 26 سبتمبر فيما يلي نصه :
يحتفل شعبنا اليمني العظيم هذه الايام بالأعياد الوطنية لثورته الخالدة (العيد الوطني الستون لثورة 26 سبتمبر 1962م، والعيد الوطني التاسع والخمسون لثورة 14 أكتوبر 1963م) في ظل استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي يشنه التحالف بقيادة السعودية والإمارات منذ مارس 2015م..
والمؤتمر الشعبي العام وهو يهنىء جماهير شعبنا اليمني العظيم من اقصاه الى اقصاه بهذه الأعياد الوطنية ، لَيؤكد ان الاحتفال بها يأتي لكونها كانت تحولات تاريخية في مسيرة كفاح ونضال الشعب اليمني ضد النظام الإمامي المتخلف الذي كان يحكم شمال الوطن ، والاحتلال البريطاني البغيض الذي كان يرزح في جنوبه،وهو الامر الذي مثل بداية للتحول نحو عهد النظام الجمهوري الذي وفر لشعبنا حقوقه الاساسية التي كفلتها مختلف الشرائع السماوية ،والمواثيق والقوانين الوضعية واهمها حقه في التعليم، والصحة ،والعمل، والانفتاح ،والتواصل مع العالم ،وبناء دولة قادرة على تمثيله بين شعوب العالم وفي محيطها الاقليمي والدولي.
ولسنا هنا نبالغ اذا ربطنا اهمية الاحتفال بعيد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بعظمة اهدافها التي اخرجت اليمن من عهود الظلام والتخلف والفقر والمرض والعزلة عن محيطه وعن العالم اجمع ،ولذلك لم يكن مستغرباً ان تواجه تلك الثورة هجمة رجعية شرسة قادها اشقاؤنا وجيراننا في السعودية يومها بحرب استمرت لثمان سنوات وانتهت بانتصار الثورة اليمنية والنظام الجمهوري ،وللأسف الشديد، التاريخ يكرر اليوم نفسه من خلال العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي يقوده التحالف بقيادة ذات العدو السعودية والامارات ومن يقف خلفهم .
لكن في المقابل فانه لابد من التأكيد ان شعبنا اليمني العظيم ومثلما دافع عن ثورته وجمهوريته لثمان سنوات واستطاع ان يحقق التحول الابرز في محيطه بإعلان دولة مستقلة ذات نظام جمهوري بكل ما تضمنه من حقوق للشعب لعل ابرزها واهمها المساواة التي كانت منعدمة في عهد الإمامة فهو اليوم يكرر اليوم ذات النضال والصمود الاسطوري ضد العدوان الممتد لثمان سنوات ايضاً وبات اليوم اكثر من أي وقت مضى على مقربة من تحقيق النصر على العدوان ومرتزقته .
وشعبنا يحتفي بأعياد ثورته الخالدة لابد لنا من الاشارة الى ان احد اهم اهدافها التي انجزت كان اعادة تحقيق الوحدة اليمنية الذي أُنجز بفضل نضالات مستمرة لشعبنا وقواه منذ ما بعد نجاح ثورة 26 سبتمبر وترسيخ النظام الجمهوري ، ونجاح ثورة 14 أكتوبر وتحقيق الاستقلال وطرد المحتل البريطاني، وهو الانجاز الذي سيظل اهم وابرز الانجازات الوطنية في تاريخنا الحديث والمعاصر بانتصار اليمنيين على تشرذمهم وإنهاء عقود من التشطير والصراعات والحروب والدمار والدم ،ومن حق المؤتمر الشعبي العام ان يظل يفاخر -الى جانب الحزب الاشتراكي اليمني- أنهما الطرفان اللذان قادا تحقيق هذا الانجاز في 22 مايو 1990م بإعلان قيام الجمهورية اليمنية.
إن المؤتمر الشعبي العام وهو يحتفي مع ابناء شعبنا اليمني بالعيد الوطني الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر لَيجدها فرصة لتجديد بعض مواقفه التي كانت وستظل مرتبطة بقيمه ومبادئه في تجسيد الانتماء والولاء الوطني من خلال الانحياز دوماً الى صفوف الشعب والوطن ومقاومة كل ما يهددهما وفي مقدمة ذلك العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي يشنه التحالف بقيادة السعودية والامارات ،مع بقية اخوتنا من القوى الوطنية وفي مقدمتهم انصار الله ،وسيظل حريصاً على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية ورافضاً أي محاولات للمساس بها بأي شكل من الاشكال او اسلوب من الاساليب .
والمؤتمر يرى ان مرور ستين عاماً منذ قيام ثورة 26 سبتمبر محطة يجب ان نستغلها في اعادة دراسة وتقييم العقود الستة التي مرت من تاريخ شعبنا بكافة تحولاتها ومحطاتها سلبية كانت او ايجابية والبناء على ايجابياتها وتصحيح سلبياتها بناء على نظرة تحفظ اهمية البناء التراكمي ،وفي الوقت نفسه تمنع أي محاولات لصنع حالة عداء مع تاريخنا الحديث والمعاصر بناء على مواقف وافكار دينية وسياسية كانت او توجهات ذات نزعات مذهبية او مناطقية او انفصالية لان المصلحة العليا للوطن تقتضي ان نستفيد من اخطاء الماضي لبناء المستقبل الصحيح ،وليس تدمير كل منجز تحقق لأنه فقط من صُنْع من حكموا الماضي الذي سبق وصولنا الى الحكم والسلطة .
وانطلاقاً من تلك الحقيقة فإن المؤتمر الشعبي العام سيظل يكرر مواقفه في التمسك والدفاع عن الثوابت الوطنية المتمثلة بالثورة اليمنية واهدافها ،والنظام الجمهوري ، والوحدة الوطنية ، والنظام الديمقراطي الذي يكفل للشعب اختيار حكامه وحق التعبير عن آرائه وقناعاته وتوجهاته وفقاً لنظام دستوري وقانوني يكفل المواطنة المتساوية ،وتحقيق العدالة الاجتماعية ،ورفض النزعات المتطرفة مذهبية كانت او مناطقية او قروية او انفصالية او اتخذت أي شكل من الاشكال ،وضرورة ترسيخ مفهوم الشراكة الوطنية التي تضمن تحقيق القاعدة السياسية التي تقول ان اليمن مِلْك لأبنائه ويتسع لهم جميعاً دون استثناء .
وإذ يكرر المؤتمر الشعبي العام تهانيه لأبناء الشعب اليمني بأعياد الثورة اليمنية فإنه يجدها مناسبة ليجدد ثبات وصلابة مواقفه ضد العدوان والحصار وموقفه الرافض بشكل مطلق لانتهاك السيادة الوطنية من قبل المحتلين الجدد، وحق شعبنا اليمني في مقاومة هؤلاء المحتلين ومخططاتهم الرامية الى تمزيق الوحدة الوطنية ،مشيدا بما يسطره ابناء بعض المحافظات من مقاومة شرسة للغزاة والمحتلين الذين يتواجدون في مناطقهم ويواجهون مشاريعهم بكل ما استطاعوا من ثبات وصمود يعكس يمنيتهم وولاءهم الوطني ،ودفاعهم عن كرامتهم وعزتهم وحريتهم، وهو امر لاشك سينتهي بانتصارهم كما انتصر آباؤهم واجدادهم على جميع المحتلين السابقين واخرهم الاحتلال البريطاني لجنوب الوطن.
كما يثمن المؤتمر الشعبي العام عالياً الصمود الاسطوري لأبناء الشعب اليمني ويبارك انتصارات الجيش واللجان الشعبية وابناء القبائل الشرفاء في مختلف الجبهات، والنجاحات التي تحققت في المجالات العسكرية والامنية التي كشفت عنها العروض العسكرية والامنية التي تزامنت مع الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية ومثلت رسالة قوية مفادها ان تحقق الامن والسلام لليمن هو السبيل الوحيد لضمان الامن الاقليمي والدولي ،وانه لا يمكن ان ينعم المعتدون بالأمن وهم يواصلون حربهم على شعبنا ووطننا..
ويحث المؤتمر الشعبي العام الشعب اليمني والقوى الوطنية المقاومة للعدوان ، ومنتسبي القوات المسلحة والامن والشرفاء من ابناء القبائل، على مواصلة معركتهم ضد المعتدين والمحتلين الجدد ومرتزقتهم حتى تحرير كامل التراب الوطني من أي وجود اجنبي.
ويشدد المؤتمر الشعبي العام على انه سيظل يكرر دعواته لتحقيق السلام العادل والشامل والمشرف الذي يحفظ لليمن وشعبها حقوقهم كاملة غير منقوصة ويضمن لهم وحدة ترابهم الوطني وسيادتهم واستقلالهم الوطني، وذلك مرهون بخروج كل القوات الاجنبية المتواجدة في اي شبر من اراضي الجمهورية اليمنية ،كما انه وهو يجدد دعوته للحوا روالمصالحة الوطنية الشاملة فإنه يؤكد على ان تحقيق ذلك لن يكون ولن يُكتب له النجاح الا اذا كان ذلك الحوار وتلك المصالحة بعيدة عن اية تدخلات خارجية من اي طرف او قوى اقليمية او دولية، وترك اليمنيين يحلون مشاكلهم وخلافاتهم فيما بينهم.
ختاماً يذكّر المؤتمر الشعبي العام بموقفه الذي سيظل داعماً ومسانداً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقه في مقارعة الاحتلال الصهيوني وتحرير أرضه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..
المجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. والصحة لمن تبقى من مناضليها وثوارها.
الرحمة لشهداء الوطن.. والشفاء للجرحى.. والحرية للأسرى.. والنصر لليمن..
صادر عن المؤتمر الشعبي العام
صنعاء- الأحد 29 صفر 1444هـ - الموافق 25 سبتمبر 2022م |