د. عبدالعزيز محمد الشعيبي - تعيش اليمن فرحتها بعيد الثورة المجيد الذكرى الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدتين في ظل متغيرات كثيرة على المستوى الداخلي والخارجي، وعلى الرغم من الفترة الزمنية التي مرت علي قيام الثورتين المباركتين وهي ليست بالقليلة إلا أن طبيعة هذه المتغيرات تجاه الثورتين ما زالت على ما هي عليه تمثلت بالعوامل الداخلية والخارجية بشقيها الدولي والاقليمي وان تغيرت اشكالها والوانها، وهنا لا بد من الاشارة الى دور المتغير الخارجي المتمثل بالدور الدولي دون الاشارة الى العامل الإقليمي والداخلي على الرغم من اهميتهما نظرا لضيق المساحة المحدودة ونترك ذلك لكتابات قادمة إن شاء الله.
توجهت الاهداف المباشرة وغير المباشرة للثورتين اليمنيتين للقضاء على الاستعمار والكهنوت وكل ما يترتب عليهما من تبعات الجهل والمرض والتبعية، وترسيخ قواعد وافكار جديدة بمضامين وطنية وقومية وإسلامية تخدم الشعب في حاضره ومستقبله بمعنى القضاء على الاستعمار والامامة ومخلفاتهما وتوطين قيم جديدة في التعليم وفي التنشئة السياسية والثقافيه وغيرها، إلا ان الاستعمار بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ومن خلفهما الصهيونية العالمية ظلوا يعملون بكل الأساليب للتأثير على اهداف الثورتين من الوصول الى اهدافها المنشودة خصوصا بعد النهضة التعليمية المتمثلة في زيادة المدارس والجامعات وقيام البنية التحتية وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية كهدف سام كان لابد من الوصول اليه وكان الاستعمار يعتقد أن قضية الوحدة اليمنية لا يمكن انجازها لانه قد زرع من التعقيدات ومن الافكار ما يمنع التفكير مجرد التفكير بعودتها فما بالك بقيامها ولذلك عندما تمت اعادة تحقيق الوحدة اليمنية كهدف للثورتين المباركتين لم يكن قادرا على استيعاب هذا الحدث وظن انه كان قد زرع شروخا في الجسد اليمني لا يمكن ان تبرأ بسهولة، فبدأ يعيد التفكير مليا في مواجهة الثورتين المباركتين سبتمبر وأكتوبر، وبمختلف الادوات والوسائل وظل يؤثر على واقع الثورتين لان نجاحهما في القضاء على كثير من الصعوبات بل وفي التغلب على مشاكل داخلية وخارجية كانت غاية في الصعوبة وخصوصاً مسألة الحدود التي فتحت المجال واسعا امام النظم السياسية العربية التغلب على هذه المشكلات الحدودية وكانت اليمن رائده في هذا المجال خصوصا بين اليمن وعمان اما بالنسبة للسعودية فان اطماعها ليست لها نهاية بل هي اداة طولى للاستعمار في المنطقة و في مواجهة اليمن على وجه التحديد وما قام به الاستعمار ضد الثورتين المباركتين وفيها يلي بعض السطور التي تدل بجلاء على محاربة الولايات المتحدة الأمريكية للثورة اليمنية.
أولاً: منذ اليوم الأول لقيام الثورتين لم تكن الولايات المتحدة الامريكية راضية عنهما بل دعمت أعداء الثورتين بكل الدعم المطلوب في الشمال وفي الجنوب خصوصا أنهما اي الثورتين اخذتا من البعد القومي اساسا لتوجه النظامين
ثانياً: منع أي تقارب مع النظام الاشتراكي في الجنوب في ظلال الحرب الباردة.
ثالثاً: تشجيع الاقتتال والتحارب بين شمال اليمن وجنوبه قبل الوحدة.
رابعاً: محاربة الوحدة اليمنية.
لا يخفى على أحد موقف الولايات المتحدة الامريكية من الوحدة اليمنية من خلال زيارة علي سالم البيض لها في العام 1993 واجتماعه بنائب الرئيس الامريكي لوحدهما دون السماح لأحد حتى السفير اليمني بأن يشارك في هذه المباحثات ولم يتوجه علي سالم البيض بعد الزيارة مباشرة إلى اليمن بل توجه إلى فرنسا وكان له تصريحات نارية ضد الوحدة اليمنية ومن ثم توجه الى دول الخليج.
خامساً: زراعة الارهاب في اليمن برعاية الولايات المتحدة الامريكية وادعاء أن اليمن حاضنة للارهاب ولابد من مواجهتها.
سادساً: تشجيع الديمقراطية الفوضوية التي تخدم مصالح وتوجهات الولايات المتحدة دون الاعتداد والتمسك بالقيم والعادات المجتمعية او الديمقراطية المسؤولة.
سابعاً: عقد الاجتماعات واللقاءات الدورية بقيادات المعارضة في السفارة الامريكية أو خارج السفارة الامريكية وتشجيعها على انتاج الفوضى وعدم التمسك بالثوابت الوطنية.
ثامناً: تشجيع البحث العلمي غير المنضبط والمسيئ الى كل قيم ديننا الحنيف وثوابتنا العربية والوطنية بدعوى الانفتاح على الآخر والحرية.
تاسعاً: الحرب على اليمن بزعم دعم الشرعية التي لا تمتلك أدنى درجة من الشرعية في اليمن ولا حتى في الخارج وهذه من أكبر اكاذيب الاستعمار وخداعاته
المفضوحة.
عاشراً: السيطرة على ثروات اليمن وعـدم ترك الفرصه لليمنيين لحل مشاكلهم بل الابقاء على حالة التوتر لاستمرار نزيف الدم والصراع الدائم.
وفي مواجهة هذا المستعمر الجديد والحفاظ على ثوابت الثورتين الخالدتين سبتمبر واكتوبر لابد من القيام بالآتي:
- إعادة ضبط منظومة القيم المجتمعية، وإنشاء المواد القانونية التي تحافظ على ثبات القيم وتماسك المجتمع.
- إعادة بناء الجيش الوطني بهوية يمنية واحدة.
- التركيز على موضوع التعليم باعتباره الضامن لحل كثير من الإشكالات والتعثرات وإصلاح ما تم إفساده.
- التركيز على دور الإعلام الوطني المنافس في توحيد الجهود ونبذ الفرقة وإعلاء شأن القيم (إعلام لكل اليمنيين بهوية عربية وإسلامية).
|