محمد‮ ‬يحيى‮ ‬شنيف -
في البدء لابد من التذكير أن اهداف ثورة 26 سبتمبر التي انطلقت في العام 1962م هي اهداف 14 أكتوبر التي ثارت على الاستعمار البريطاني في العام 1963م ، وهذا يؤكد واحدية اهداف الثورة اليمنية التي أكد عليها الهدف الأول للثورة والذي نص على (التحرر من الاستبداد والاستعمار‮ ‬ومخلفاتها‮ ‬وإقامة‮ ‬حكم‮ ‬جمهوري‮ ‬عادل‮ ‬وإزالة‮ ‬الفوارق‮ ‬والامتيازات‮ ‬بين‮ ‬الطبقات‮) ..‬
وبالتالي تحققت الوحدة الوطنية بين ماكان يسمى بالشطرين الشمالي والجنوبي في 22 مايو 1990م لتاكيد واحدية الثورة اليمنية كما نص عليه الهدف الخامس وهو (العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة) ..
لاشك في أن هناك جوانب سلبية واكبت ترجمة اهداف الثورة، لكنها لاتصل إلى إيجابيات عدة وعظيمة تحققت بفضل الارادة الشعبية والأنظمة والحكومات التي تتالت بعد عام 62م في اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه، مع الاعتراف بالتفاوت بين نظام وآخر وحكومة وأخرى ..
لذا فمن المنطقي أن نقول بأن اهداف ثورة الجمهورية اليمنية لا يمكن تحققها في سنوات ، لكنها قابلة للتطبيق على مراحل متوسطة وطويلة الأجل ، هكذا هي سنن الحياة ، مالم ينجز خلال جيل مضى سينجز خلال جيل الحاضر وأجيال المستقبل..
ولأننا في موقع دولي مهم وتحت ارضنا الطاهرة ثروات لم تكتشف بعد ومجتمع معتز بنفسه وعرضه وكرامته لا يمكن الانفلات مما نعانيه في حاضرنا من تكالب إقليمي ودولي جعل من اليمن ساحة اقتتال بالانابة، وثارات سياسية واجتماعية داخلية ، ضحيتها الوطن والمواطن ..
الاهم هو كيف نستطيع كيمنيين أن نستدعي الحكمة اليمانية - إن صح ذلك - ويتم الحوار بين كافة الأطراف لوضع خارطة طريق توصلنا عبر سياسات عقلانية لسلام يوقف نزيف الدم اليمني ، والحرب العبثية اللعينة ، فمهما اندلعت أية حروب نهايتها السلام ، وليس الاستسلام الكامل للمصالح‮ ‬الخارجية‮..‬
إننا‮ ‬اليوم‮ ‬قبل‮ ‬الغد‮ ‬لا‮ ‬نريد‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬انهار‮ ‬الدم‮ ‬والمزيد‮ ‬من‮ ‬الفقر‮ ‬وتفشي‮ ‬الأمراض‮ ‬والمزيد‮ ‬من‮ ‬التشرد‮ ‬والاغتراب‮ ‬والمزيد‮ ‬من‮ ‬طحن‮ ‬المواطن‮ ‬المطحون‮ ‬،‮ ‬بين‮ ‬رحى‮ ‬تجار‮ ‬الحروب‮ ‬وسماسرتها‮ .. ‬
والله‮ ‬ولي‮ ‬الهداية‮ ‬والتوفيق