موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الخميس, 06-أكتوبر-2022
السفير‮ / ‬أشرف‮ ‬عقل‮❊ ‬ -
‮- ‬إرهاصات‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ : ‬
- نشأت فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى علاقات حميمة بين مصر واليمن لم تكن قائمة على المصالح السياسية والاقتصادية فقط ، بل كانت علاقات قوية ومتينة ربطت مثقفى البلدين وقامت على الثقافة والمدنية التى تشرب بها الرعيل الأول من أبناء مصر واليمن ، ومن‮ ‬هؤلاء‮ ‬المسمرى‮ ‬والعنسى‮ ‬والزبيرى‮ ‬والنعمان‮ ‬،‮ ‬وغيرهم‮ ‬ممن‮ ‬تمكنوا‮ ‬من‮ ‬تحقيق‮ ‬طموحاتهم‮ ‬فى‮ ‬مصر‮ ‬،‮ ‬ودفع‮ ‬بهم‮ ‬إلى‮ ‬طريق‮ ‬المخاطرة‮ ‬الثورية‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تغيير‮ ‬الواقع‮ ‬اليمنى‮ ‬المتخلف‮ ‬آنذاك‮ . ‬
- ولم يقتصر تأثير مصر على الطلاب اليمنيين الذين درسوا فيها ، بل امتد هذا التأثير إلى داخل اليمن ، وبالذات فى صفوف الشباب المستنير فى المدن الرئيسية على مستوى المحافظات الشمالية والجنوبية ، ولقد كان للصحف والكتب والمجلات التى يقرأونها خاصة كتب الإمام محمد عبده وجمال الأفغانى وطه حسين ومصطفى صادق الرافعى وعبدالقادر المازنى وعباس العقاد وغيرهم ، دور كبير فى خلق الوعى ، حيث أثمر احتكاك الشباب اليمنى المستنير بمصر وثقافتها ومدنيتها وعيا وطنيا وضيقا بالحكم الإمامى . ونتيجة لذلك تكونت حركة المعارضة اليمنية التى تفجرت‮ ‬محاولتها‮ ‬للقضاء‮ ‬على‮ ‬حكم‮ ‬الأئمة‮ ‬عام‮ ‬1948م‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬إدخال‮ ‬تعديلات‮ ‬جوهرية‮ ‬على‮ ‬نظام‮ ‬الحكم‮ .‬
‮- ‬تأثير‮ ‬ثورة‮ ‬يوليو‮ ‬1952م‮ ‬على‮ ‬الوضع‮ ‬فى‮ ‬اليمن‮ : ‬
- وقد ازداد تطور العلاقات بين البلدين بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م فى مصر بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر ، والتى حولت مصر إلى قاعدة للنضال والتحرر العربى ، مما دفع الإمام يحيى حميد الدين وإبنه وولى عهده الإمام البدر إلى محاولة التقرب أكثر من الزعامة المصرية ، خاصة بعد أن أصبحت مصر مركز إقامة وتواجد أحرار اليمن ومناضليها أمثال الشهيد الزبيري والأستاذ النعمان وغيرهما ، وذلك بهدف محاصرة النشاط السياسى للتجمعات اليمنية فى القاهرة وغيرها من المدن المصرية . إلا أن هذه المحاولات سرعان ما كشفت ، وزاد التلاحم بين ثوار‮ ‬مصر‮ ‬وثوار‮ ‬اليمن‮ .‬
- وخلال هذه الفترة كانت مصر تبادر إلى إرسال الخبراء المدنيين والعسكريين والمدرسين لمساعدة اليمن والأخذ بيدها فى طريق التحديث ، وكان لهذه الصلات دورها فى التحولات اللاحقة وعلى رأسها قيام الثورة اليمنية . ووصلت محاولات الإمام إلى الالتفاف على حركة الأحرار فى‮ ‬المعارضة‮ ‬اليمنية‮ ‬إلى‮ ‬درجة‮ ‬أنه‮ ‬أعلن‮ ‬فى‮ ‬عام‮ ‬1958م‮ ‬انضمام‮ ‬اليمن‮ ‬إلى‮ ‬دولة‮ ‬الوحدة‮ ‬التى‮ ‬قامت‮ ‬بين‮ ‬مصر‮ ‬وسوريا‮ ‬فى‮ ‬ذلك‮ ‬العام‮ . ‬
- كما كانت هذه المرحلة وبالذات منذ منتصف الخمسينيات فترة تسرب أجهزة الراديو إلى اليمن ، وكذلك الكتب والمجلات المصرية التى تدعو إلى التحرر والوحدة العربية والثورة على الظلم والاستعباد ، مما مثل مرحلة انجذاب وتأثير غير عادى باتجاه القاهرة وما تعبر عنه من توجهات فكرية وايديولوجية ، بما يمكن معه القول أنها مثلت ، فى نهاية المطاف ، الخميرة للثورة اليمنية ، كما كان لإذاعة صوت العرب من القاهرة دور مهم فى بناء العاطفة والوجدان القومي والوحدوى لدى الكثيرين فى المجتمع اليمنى .
‮- ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮ ‬والدعم‮ ‬المصري‮ ‬لها‮ : ‬
- مثلت هذه المرحلة نوعاً من الالتحام الوجدانى والعقلى والعملى المباشر بين الثورة الناصرية فى مصر والثورة اليمنية ، وكان الثوار اليمنيون قد وصلوا فى هذه المرحلة إلى قناعة مفادها أنه لم يعد ممكنا التعايش مع نظام الأئمة أو القبول بمعالجات توفيقية كما حدث فى حركة 1948م أو فى محاولة الثلايا عام 1955م ، عن طريق استبدال إمام عادل أو دستورى بإمام مستبد.. وبناء عليه ، فلابد من تغيير جذرى يزيل النظام الإمامى من جذوره ، ويقام على أنقاضه نظام جمهورى.. كذلك كان الثوار قد اقتنعوا بأنه لابد من التواصل مع الزعيم جمال عبدالناصر‮ ‬لضمان‮ ‬تأييده‮ ‬ونصرته‮ ‬للثورة‮ ‬خوفاً‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يتكرر‮ ‬معهم‮ ‬ما‮ ‬حدث‮ ‬للمحاولات‮ ‬الثورية‮ ‬السابقة‮ . ‬
- ومن جانب ثالث ، كان الثوار قد اقتنعوا أيضاً بأن النهج الفكرى والعقائدى الذى يمثله عبدالناصر هو الأقرب إلى قناعاتهم رغم أن البعض منهم كانت له ميول حزبية تجاه حزب البعث مثلا ، وكما أشارت بعض الدراسات التى تناولت ما كتب حول أسرار قيام الثورة اليمنية.. وقد قام الثوار بتشكيل تنظيم الضباط الأحرار على غرار ماتم فى الثورة المصرية ، وقاموا بإبلاغ عبدالناصر بكل شيء عن تنظيمهم وتوجهاتهم ، والذى فى ضوئه تبنت القاهرة عملية الموافقة على دعمهم سياسياً وعسكرياً بعد نجاح الحدث الثورى ، ومن الجدير بالذكر أنه كان يتم النظر الى‮ ‬أهداف‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬الستة‮ ‬على‮ ‬أنها‮ ‬مستوحاة‮ ‬من‮ ‬أهداف‮ ‬الثورة‮ ‬المصرية‮ .‬
- وفى ليلة 26 سبتمبر 1962م ، تحرك الثوار ونجحوا فى إسقاط نظام الأئمة ، وأعلنت الجمهورية التى اصطف الشعب اليمنى حولها ، ووفى عبدالناصر بوعده للثوار عندما أرسل جيشه للدفاع عنها بعد أن بدأ التآمر الخارجي ضدها معتمداً على فلول المرتزقة المحليين والأجانب .
وفى مرحلة السنوات الخمس الأولى للثورة تحملت مصر إلى جانب الحماية العسكرية ، مسئولية بناء الدولة اليمنية الحديثة فى الجوانب الإدارية والتعليمية ، وفى مختلف المرافق الحياتية ، حيث تم إرسال الخبراء والمختصين للعمل على تحديث الإدارة ، كما تم بناء المدارس الحديثة وتوفير أكفأ المدرسين لها ، كذلك جرى استقبال البعثات الطلابية العسكرية والمدنية فى المعاهد والكليات والجامعات المصرية ، وأيضا فى الدول الحليفة للثورة الناصرية مثل الإتحاد السوفييتى السابق والصين ودول المنظومة الاشتراكية .
- وفى ضوء هذا الالتحام المباشر للثورتين المصرية واليمنية ، فقد وجدت بعض الحساسيات والاحتكاكات بين بعض القيادات اليمنية والمصرية ، خاصة فى مجال تدخل بعض القيادات المصرية فى الشئون الإدارية للبلاد ، وهو ما أتاح الفرصة لأعداء الثورة للتشنيع والتشكيك فى دوافع الدعم‮ ‬المصرى‮ ‬لليمن‮ ‬،‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬إجماع‮ ‬أغلب‮ ‬مؤرخي‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬يؤكد‮ ‬صغر‮ ‬هذه‮ ‬الاشكاليات‮ ‬وحقارة‮ ‬التخرصات‮ ‬لأعداء‮ ‬الثورة‮ . ‬

‮- ‬حصار‮ ‬السبعين‮ : ‬
- ورغم أن عدوان يونيو 1967م وجه ضربة كبيرة لقاعدة النضال العربى فى مصر ، وفرض على مصر الانسحاب من اليمن ، إلا أن الثورة اليمنية ظلت صامدة وانتصرت على أعدائها فى حصار السبعين الذى كان آخر المحاولات الكبيرة للملكيين وأعداء اليمن لإسقاط الثورة والنظام الجمهوري ، وذلك بالاعتماد على قواها الذاتية ، وفى مقدمتها وحداتها القتالية التى تلقت تدريباتها العسكرية فى مصر ، وانتصرت أيضا بالاعتماد على الجماهير التى أسهمت مصر اسهاماً واضحاً فى إنضاج وعيها وادراكها لمصالحها فى بقاء الثورة والجمهورية .
‮- ‬الحمدى‮ ‬وتصحيح‮ ‬مسار‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ : ‬
- وفى 13 يونيو 1974م قامت حركة تصحيحية بقيادة الشهيد إبراهيم الحمدي الذى سعى بنجاح كبير لإعادة الثورة اليمنية إلى مجراها الصحيح ، وذلك بالتعاون مع قيادة الشطر الجنوبي الممثلة فى سالم ربيع علي، فى اتجاه توحيد اليمن ، لكن حركة الحمدي لم تعمر طويلاً، حيث جرى التآمر عليه واغتياله بعد ظهر اليوم السابق لسفره إلى عدن لإعلان قيام الوحدة . وفى أجواء الصراع وحمامات الدم التى لحقت هذه الفترة تبادلت أياد مختلفة حكم اليمن بشطريه حتى قيام الوحدة فى 22 مايو 1990م .

‮- ‬ترابط‮ ‬الثورتين‮ ‬المصرية‮ ‬واليمنية‮ : ‬
- بداية تجمع أغلب الأدبيات اليمنية والمصرية على أن ترابط ثورتى يوليو وسبتمبر لم يكن ترابط الوجدان والانتماء لمرحلة زمنية فقط ، ولكنه تميز بخصوصية فريدة فى الانصهار النضالى والتضحية الواحدة بلا حدود من أجل المبادىء الناصعة والرائدة ، ولهذا قدمت ثورة يوليو إلى اليمن ما اعتقدت أنه واجبها ومسئوليتها ، ومن ذلك الدعم فى التخطيط للثورة والدعم فى التنفيذ بالمال والسلاح والرجال ، وأصبحت جبال اليمن شاهدة على حكاية تضحية وارتواء بالدم الطاهر لشهداء مصر واليمن من أجل الحرية . وتشهد مقابر الشهداء فى صنعاء والحديدة وتعز ،‮ ‬وربما‮ ‬مدن‮ ‬أخرى‮ ‬على‮ ‬النضال‮ ‬المشترك‮ ‬لأبناء‮ ‬الأمة‮ ‬ضد‮ ‬أعدائها‮ ‬وخصومها‮ .‬
- لقد قدمت مصر دون منٍّ أو أذى ، وكان الوفاء اليمنى ومازال رمزاً لتقدير العطاء المصرى بكل معانيه السامية.. ففى 26 سبتمبر 1962م أعلنت الجمهورية فى اليمن ، وكانت مصر أول دولة اعترفت بها ، وبعدها بيومين فقط ، وصلت أول طائرة عسكرية إلى اليمن ، وتوالت بعدها الإمدادات‮ ‬العسكرية‮ ‬المصرية‮ ‬فى‮ ‬التدفق‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ . ‬وقد‮ ‬وصلت‮ ‬أولى‮ ‬طلائع‮ ‬القوات‮ ‬المصرية‮ ‬لمساعدة‮ ‬الجمهورية‮ ‬العربية‮ ‬اليمنية‮ ‬يوم‮ ‬15‮ ‬أكتوبر‮ ‬1962م‮ . ‬
‮❊ ‬سفير‮ ‬مصر‮ ‬الأسبق‮ ‬فى‮ ‬اليمن‮ ‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)