أحمد الزبيري - تحالف العدوان يرفض تمديد الهدنة على أساس الالتزام بتنفيذ بنودها، وعلى وجه الخصوص ما يمثل حقاً للموظفين في الجهاز المدني والعسكري من أبناء الشعب اليمني خاصة وأن هذا الحق صودر بقرار أمريكي تحدث عنه كثيراً رئيس الوفد الوطني بأن صرف المرتبات وضرب العملة اليمنية كانت أبرز أوراق ضغط السفير الأمريكي في مفاوضات الكويت ولا نحتاج إلى دليل لمعرفة أن معاقبة الشعوب سياسة أمريكية إجرامية راسخة.
وفي سياق هذا التهديد، جاء نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وقطع رواتب موظفي الدولة اليمنية لا سيما في المحافظات الحرة وضرب العملة بطبع تريليونات بدون غطاء تنفيذاً لتهديد السفير الأمريكي بتحويل العملة اليمنية إلى أوراق لا تساوي قيمة الحبر الذي تُطبع به، وهذا كله يوصلنا إلى فهم قول المبعوث الأمريكي في رفضه للمطالب المحقة للقيادة الوطنية اليمنية في صنعاء بصرف المرتبات كأولوية إنسانية باعتبار ذلك أمراً مستحيلاً ويتناغم معه المبعوث الأممي ولكن بلغة دبلوماسية حين قال إن صرف الرواتب مسألة معقدة، ثم يأتي ثالث الأثافي مجلس الأمن بتحميل مسئولية عدم تمديد الهدنة القيادة الوطنية ويعتبر ذلك تطرفاً وإرهاباً.
الشعب اليمني يعرف أن قيادة هذا العدوان الإجرامي المستمر للعام الثامن تقوده أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الصهيوني وأن الأدوات المنفذة مملكة بني سعود ودويلة الإمارات وتغطيه الأمم المتحدة التي وجودها أصبح ليس فقط لا يحل مشاكل العالم بل وجزءًا منها، وبيان مجلس الأمن الأخير يؤكد هذه الحقيقة لذلك ليس المطلوب اليوم نظام متعدد الاقطاب في ظل هذه المنظمة بل تغييرها إذا كان العالم يريد أن يخرج من هيمنة أمريكا الأحادية، لأن العالم محتاج إلى نظام دولي أكثر توازناً وعدالة.
اليمن وقيادته لو كانوا يأبهون لتهديدات تحالف العدوان وعلى رأسها أمريكا ما صمدوا وأفشلوا كل مخططاته طوال هذه السنوات رغم الحرب العدوانية الشاملة والقذرة عليه والتي لم يسبق أن تعرض لها وبهذه الصورة البشعة شعب آخر.
اليوم وبعد ما يقارب الأعوام الثمانية لم نعد كما كنا عند بداية شن هذا العدوان، وأصبحنا نمتلك القدرة ليس فقط على ضرب أهداف حساسة في عمق دول العدوان بل وإلحاق الهزيمة، وعليهم أن يتذكروا ما كان يلوكه ناطق العدوان في الأيام الأولى، وحينها لم يكن أحد يتصور أن الشعب اليمني وقواته المسلحة قادر على ضرب أي نقطة في جغرافيا نظام آل سعود من ينبع ورأس تنورة وحقول الشيبة والرياض وحتى نجران وجيزان مروراً بجدة وغيرها من المناطق السعودية، ناهيك عن الضربات في أماكن تواجد القوات الأمريكية بدويلة الإمارات، وتحذيرات القيادة للشركات النفطية التي تنهب ثروات اليمن والعاملة في أرض العدو وكذلك كل المستثمرين والتي يجب أن يأخذها الجميع على محمل الجد.
وهذا يخلص بنا إلى ما قاله وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي بأننا قادرون على أن نضرب في أي مكان تستوجبه مسألة الدفاع عن اليمن ونتجاوز كل الجغرافيات السابقة إلى ما هو أبعد مما يتخيله تحالف العدوان، وبنك أهدافنا المتجدد ممتلئ وليس هناك خطوط حمراء هذه المرة، لأن الشعب اليمني صبر كثيراً وعانى كثيراً وقدم تضحيات، وينبغي ألا يستمر العدوان ويُرفع الحصار لأن بعد ذلك لن يكون عويل دول هذا التحالف له معنى فنحن أصحاب حق وانتصارنا وَعدٌ إلهيٌ، وعلى الباغي تدور الدوائر.
|