|
|
|
حاورتها/ نادية صالح - أكدت الدكتورة نادية الكوكباني أن المرأة اليمنية هي الخاسر الأكبر في هذه الحرب التي أفقدتها المعيل وحملتها الكثير من الأعباء والصعاب خلال ثمان سنوات من الحرب.
وقالت الكوكباني في لقاء اجرته معها صحيفة (الميثاق) إن المرأة اليمنية اثبتت انها مقاومة واستطاعت ان تدير بيتها وعائلتها ومجتمعها في ظل الحرب والحصار وانعدام الرواتب والفقد وبالتالي دورها يجب أن يكون كبيراً في عملية السلام وفي اثبات حقها في الوصول ولابد من اشراكها في العملية السياسية التفاوضية.
كما اشارت الدكتورة نادية الكوكباني عن النتاج الأدبي للمرأة اليمنية ومعايير النجاح التي لابد ان يلتزم بها الكاتب، وتحدثت عن عدد من القضايا الأدبية تجدونها في الحوار التالي:
* من وجهة نظرك هل استطاعت المرأة اليمنية ان تثبت وجودها وتقاوم ويلات الحرب؟
- بالتأكيد استطاعت ذلك، لأن المرأة اليمنية في الحرب هي الخاسر الاكبر، هي التي خسرت العائل لأسرتها وهي التي فقدت مرتبها وهي التي اصبحت مسؤولة عن تماسك الاسرة وعن توفير المتطلبات الاساسية لها، ولولا صمودها ما استطعنا ان نصمد طول هذه الفترة من زمن الحرب التي قاربت ثمان سنوات، فالمرأة اليمنية تحملت الكثير في هذه الفترة وقاومت ويلات الحرب على كل المستويات، المستوى المجتمعي والعائلي والاقتصادي، احيي المرأة اليمنية أينما كانت وأتحدث عنها بكل فخر وأقول إنها كانت نِعْم المرأة لعائلتها ولوطنها في زمن الحرب.
* هل واجهت د. نادية أي صعوبات في بداية مشوارها في الكتابة سواء من الأسرة أو المجتمع؟
- بالتأكيد هذه الصعوبات يجدها المرء عموماً عند خوض غمار اي مجال يريد ان يخوضه، فما بالكم بمجال الأدب الذي يختلف فيه الكثيرين حول الآراء وحول مجمل الأعمال الأدبية والكتابية من الذكور، فكيف اذا كانت الكاتبة امرأة، وتكتب بنوع من الحرية فيما يعني السرد بشكل أساسي وبالتالي فالكتابة لابد ان تكون لها صعوبات من عدم تقبل المجتمع لوجود هذه الكاتبة ومحاولة فرض سيطرته او وجهة نظره فيما يخص بعض الاعمال التي اكتبها، لكن لا يصح الا الصحيح طالما الكتابة موظفة، وطالما الرواية تؤدي هدفها وطالما انا مقتنعة بما افعله، فهذا هو اطار العمل الروائي المكتمل ، وقد تحملت الكثير من المشاكل على المستوى العائلي وايضا على المستوى المجتمعي لكن ايماني بما اقوم به هو الذي ساعدني على تجاوز هذه الصعاب وعلى الاستمرار في الكتابة حتى هذه اللحظة..
* حدثينا عن أهم أعمالك الأدبية وأهمها بالنسبة لك؟
- اعمالي الادبية حتى الآن هي خمس مجموعات قصصيه بدأت اول مجموعه وهي (زفرة ياسمين) وهي المجموعة القصصية التي فازت بجائزه سعاد الصباح للقصة القصيرة في عام 2000م ، وايضا المجموعة الثانية وهي (دحرجات) وهذه المجموعة هي التي فازت بجائزة رئيس الجمهورية للشباب في عام 2001م، ومن ثم المجموعة الثالثة (تقشر غيم) ونشرتها في عام 2004م عندما كانت صنعاء عاصمة للثقافة العربية وفي 2004م أيضا أصدرت مجموعة القصص مع الكتابات النقدية التي كتبت عنها واسميت الكتاب (نص أنف وشفة واحدة) وثم جاءت المجموعة الخامسة وهي (عادات ليست سرية) التي تم اصدارها عام 2012 م وحالياً اقوم بإعداد مجموعة قصصية انتهيت منها وهي في طور الطباعة.
اما بالنسبة للرواية فقد صدر لي العمل الاول 2006م وهي رواية (حب ليس إلا) وفي عام 2009 رواية (عقيلات) وفي عام 2013م رواية (صنعائي) وفي عام 2016م رواية (سوق علي محسن) وحاليا انتهيت من الرواية الخامسة وهي في طور النشر ايضاً، ولن افصح عن اسمها في الوقت الحالي لكنها اصبحت جاهزة، واستطيع أن اقول لك كل الاعمال قريبة الى قلبي وكلها تعلمت منها الكثير وكلها اجد اني اتطور معها في كل عمل اقوم به على المستوى البنائي للرواية او على مستوى اللغة وبالتأكيد التجريب الروائي مهم جداً بالنسبة لي ومشروع الثلاثية ربما يكون، او المشروع المكتمل الذي عملت عليه من صنعائي من 2013 ومن ثم تبعها سوق علي محسن وحالياً الجزء الثالث وهي ربما تكون ليس الأقرب ولكن هو العمل الذي اجد انه عمل مكتمل وسيحدث اثراً عند نشرها كثلاثية.
* ما قراءتك للمشهد الثقافي اليمني؟
- بالتأكيد ان الحروب تؤثر كثيراً على كل المشاهد، الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وايضاً المشهد الثقافي لكن هناك دلائل ان المشهد الثقافي مازال بخير الى حد ما وبالذات هنا، اتحدث عن صنعاء، عن الاصدارات التي تمت في زمن الحرب على المستوى القصصي والروائي ويهمني هنا ان اشير الى استمرار نادى القصة في اقامة فعاليته التي لم تنقطع رغم الحرب والحصار ورغم الويلات التي يعانيها المثقف اليمني في هذه الأجواء.
* ما قيمة الجائزة الأدبية لك؟
- بالتأكيد ان قيمة الجائزة الأدبية لاي كاتب تعني له الكثير خاصة اذا كانت من الجوائز الادبية التي لها سمعة طيبة، جائزة سعاد الصباح التي فزت بها في القصة القصيرة او جائزة رئيس الجمهورية كانت دافعاً ومحفزاً لي على الاستمرار، وقد اعطتني إشارة وتأكيداً اني في الاتجاه الصحيح وخاصة انها كانت البداية، وان تفوز هذه المجموعة بجائزة عربية بعد أن مرت عبر أربع دول ( لجان تحكيم) لا شك أنه شكل حافزاً كبيراً بالنسبة لي.
* أين موقع المرأة اليمنية من الكتابة الأدبية؟
- موقع المرأة اليمنية من الكتابة الأدبية لا استطيع ان احدده لان هناك اعمالاً وهناك كاتبات لكن للأسف الشديد لا يوجد استمرارية، لا يوجد طموح للوصول الى شريحة كبرى من القراء عبر النشر خارج حدود اليمن ولا يوجد رغبة اكيدة في الاستمرار واعتبر الكتابة مشروع حياة.
وبالنسبة لبعض النساء الكاتبات ربما طبيعة الحياة لديهن فيها مزيد من التعقيدات في الاهتمام بالعائلة وتوفير لقمة العيش، والأدب عموماً في الزمن الحالي لا يقوم بتوفير هذه الاشياء لكن حتى النماذج الصغيرة تعتبر عاملاً مؤشراً على ان الكتابة النسائية في اليمن متعافية.
* ما معايير نجاح الكاتب بنظرك؟
- معايير نجاح الكاتب بنظري هي الاستمرارية، لان الاستمرارية معناها التعلم والشغف الطموح والوصول الى تحقيق كل احلامك في الجانب الأدبي، وبالتالي هذا هو المعيار الاهم الذي يقود الى ما تلاه، الى افق ابعد مما يتخيله المرء في الوصول الى القراء والنقاد في الخروج بالأدب اليمني من المحلية الى العربية وايضا الى العالمية، فالاستمرار يوفر لاي كاتب تحقيق طموحه.
* دكتورة نادية ما الذي يلهم قلمك عادةً ويشد انتباهك او يثير مشاعرك للكتابة حوله؟
- بالنسبة للقصة القصيرة كلما تأملنا في وجوه من حولنا، كلما تأملنا في اوضاع من حولنا وفي محيطنا وبيئتنا وصوت الطبيعة كل هذه الاشياء محفزة ومثيرة للكتابة، والاهم ان يتمكن الكاتب من ادواته، اما ما يشد الانتباه فكل ما حولنا يشد الانتباه ويثير المشاعر ويدعو للشجن وللحزن وللفرح والكتابة لكن الشغف اهم مقومات الكتابة اهم ما يشد انتباهك هو الشغف بالمجال بحد ذاته والتفكير باستمرار كيف اكتب؟! كيف ابحث عن مواضيعي؟! كيف يمكنني ان احول منظر او صورة او وجهاً الى كتابة عن النفس عن الذات عن الطبيعة والمحيط بشكل عام.
* برأيك هل الادب وسيلة للهروب من الواقع ام وسيلة لتغييره؟
- بالنسبة لي ليس وسيلة للهروب منه او وسيلة لتغييره، بالرغم من وجود نماذج كتابية ادبية غيرت فعلاً واقعها، لا أستطيع التعميم هذه وجهة نظر، لكن ننشد التغيير بشكل اقل مما نرجو خاصة في النفس البشرية وفي تغيير وجهات النظر حول اشياء كثيرة في الحياة والتعامل مع الناس في العلاقات العائلية، وكيف تكون انساناً بعيداً عن الحقد والحسد والتذمر؟ كيف تكون رشيداً في مجتمعك؟ كل هذا لا يحدث الا بوجود لمسات خفيفة مع النص الذي اكتبه ضمن شروط معينة ارجو ان يكون احد مصادر التغيير، اما الهروب من الواقع فلا اعتقد ان اي كاتب يفعل ذلك للكتابة، لكنه يهرب من الظروف المحيطة به الى الكتابة انا كتبت رواية (سوق علي محسن) في عز القصف على اليمن في 2015م كنت اهرب من الظروف المحيطة بي حتى لا أنجر وراء التفكير في الحرب والقصف.
* ما دور المرأة اليمنية في عملية السلام، خصوصاً ونحن نسمع تحركات مكثفة لإنهاء الحرب في اليمن؟
- من بداية الحرب اثبتت المرأة اليمنية انها مقاومة واستطاعت ان تدير بيتها وعائلتها ومجتمعها في ظل الحرب والحصار وانعدام الرواتب وفقدان الزوج، الابن ،الاب، الأخ ،والاقارب، بالتالي دورها يجب أن يكون كبير في عملية السلام وفي اثبات حقها في الوصول، وان تجلس في طاولة المفاوضات وتتخذ قرارات مصيرية بشأن السلام في اليمن وبشأن الفترة القادمة التي ستكون بعد الحرب فقد عملت المرأة اليمنية كثيراً في هذا المجال وتواصلت مع المجتمع الاقليمي والدولي وايضا مع المجتمع المحلي للدفاع عن حقوقها في هذا الجانب واستطاعت الخروج من حالة الحرب لتوصل رسالة معاناة اليمن وشعبها وضرورة وجود السلام وانهاء هذه الحرب اللعينة التي فقدنا فيها الكثير من الناس واضرارها ليست سهلة ابداً على المجتمع اليمني على المدى الطويل الذي لابد ان تتكاتف كل الجهود والمرأة هي اساساً شريكة في هذا البناء المستقبلي للسلام ولا يستطيع اليمن ان ينهض الا بوجود النساء وقد اثبتن خلال فترة الحرب جهودهن نحو السلام وهن قادرات خلال هذه المرحلة القادمة على بناء السلام والسير باليمن الى بر الامان.
* لا شك ان هناك تهميشاً للمرأة حيث لم يتضمن أي وفد للعنصر النسائي، برأيك كيف نفسر ذلك؟
- نعم هناك تهميش متعمد بالنسبة للعنصر النسائي في هذا الجانب بحجة انه ليس هناك وقت، فالنزاع والحرب هي للرجال فقط، لكن من يدفع ثمنها النساء وكم هو غريب هذا التصنيف بمبرر ليس له قيمة، وان دل على شيء إنما يدل على ضيق الافق السياسي وعلى ظلم المرأة في هذا الجانب وان تهميشها لا يصب في مصلحة الوطن ولا في بناء السلام فقد كانت شريكة في كل ما مر به الوطن في فترة الحرب ولابد ان تكون شريكة في بناء المستقبل عبر وضع قضايا النساء على طاولة المفاوضات، ولا يمكن لاحد من المتفاوضين ان يفهم حقيقة قضايا النساء، لذا لابد ان تطرح على طاولة المفاوضات عبر وجودهن على هذه الطاولة والالتزام بمناقشة قضايا المرأة على كل المستويات الامنية والعسكرية والصحية والتعليمية والاجتماعية بشكل كبير، لا يمكن ان تدفع المرأة ثمن الحرب ولا تكون شريكة في بناء الوطن.
* ما رسالة الدكتورة نادية الكوكباني للمرأة اليمنية؟
- رسالتي للمرأة اليمنية كوني أقوى مما انت عليه، القادم نحن من سوف نبنيه بأيدينا نحن النساء نحن من فقدنا ونحن من دفع ثمن الحرب اللعينة.. لابد من استقبال القادم بنفس القوة ونفس التحمل لبناء الوطن وننشد السلام..
* كلمة أخيرة؟
- أرجو ان ينتهي عام 2022م وقد انتهت الحرب على اليمن، أرجو لوطني السلام وان يلم شتات ابنائه من كل اصقاع الارض وان يعودوا جميعاً لبناء الوطن وأن تكون المفاوضات السياسية هي الأمل لكل اليمنيين وليس لقوى معينة، لتتوصل جميع الحلول الى وضع حد للحرب العدوانية وهذا الدمار.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|