أحمد الزبيري - عقدت جامعة الأنظمة العربية قمتها في الجزائر التي ربما بسبب استضافتها هذه القمة ميزتها شكلياً، ولم تنجح جهود الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في إحداث فارق عن الاجتماعات السابقة اللهم كان هناك كلام في البيان الختامي للقمة حول فلسطين وما كان لهذا أن يكون لولا المصالحة الفلسطينية التي سبقتها فمثلت إحراجاً لبعض الأنظمة بحيث لا تعترض على الاشارة بهذه القوة لقضية العرب المركزية.
البيان الختامي لقادة الأنظمة العربية كان- كما هي العادة- عاماً، وتضمن حلولاً سياسية في سوريا وليبيا، ولا ندري كيف وما هي هذه الحلول، هل بالصيغة القطرية أم بالصيغة السعودية الإماراتية المصرية أم بالصيغة الجزائرية، ولو كان أقر رؤية الجزائر لتحدثوا عن طبيعة الحل في ليبيا.
فيما يخص اليمن والعدوان المستمر عليه للعام الثامن على التوالي لم يخرج هذا البيان عن بيانات القمم السابقة مع اختلاف قليل في الصيغة وإصراراً على أهمية الحل السياسي وتمديد الهدنة دون التطرق إلى الدور السعودي والإماراتي والدولي الأمريكي البريطاني الفرنسي مع مطالبة الطرف المدافع عن سيادة ووحدة واستقلال وطنه بالاستجابة للهدنة التي هي أسوأ من الحرب العدوانية التي صمد وواجه وانتصر الشعب اليمني أمامها والدليل الإصرار على الهدنة لتمكين تحالف العدوان من تحقيق ما عجز عن تحقيقه بالحرب والحصار.
لمَّ الشمل الذي أرادته الجزائر استغلته الأنظمة الوظيفية العميلة والخائنة لشعوبها وأمتها في عدم طرح جدول أعمال يعيد سوريا لهذه الجامعة، والعجيب والغريب أن خطاب وزير الخارجية السعودي الفرحان لم يخجل من جرائم حربه وتدميره لليمن وظل متمسكاً بحماقة مملكة الشر مضيفاً إليها حديثة الممجوج عن الحل السياسي وتمديد وتوسيع الهدنة.
بطبيعة الحال غالبية الأنظمة العربية إن لم يكن كلها تدرك حقيقة هذا العدوان وما ارتكبه من جرائم ودمار وما يسعى إليه ولمصلحة من إلا أنهم سايروا خطاب مملكة النفط والرمال والبيان الختامي عكس ما أراده نظام بني سعود الذي اقترح أن يكون الاجتماع القادم لجامعة الدول العربية في السعودية.
نتنياهو عاد بقوة لرئاسة حكومة العدو الصهيوني بتحالفه الديني العنصري الفاشي وهذا الوضع لطالما كان يناسب نظام بني سعود وربما يريد هذا النظام أن يجعل من القمة القادمة قمة التطبيع كانتقام من القمة التي ارادتها الجزائر قمة فلسطين.
شكراً للجزائر على جهودها والتحية للكلمتين التي كان فيها قدر من الاستثناء عن بقية الكلمات ونعني كلمة المسلم والمستلم لرئاسة دورة اجتماع هذه القمة التي قد تكون أخر قمة عربية وإن عُقدت في السعودية فستتحول إلى عبرية وربما تعمل السعودية ودول الخليج لأن يكون كيان العدو الصهيوني قائداً للأنظمة المطبعة والتي هي على الطريق.. والرهان لإسقاط مثل هذه المشاريع يتوقف على المتغيرات الدولية وانعكاساتها على الوطن العربي، مع أن العرب بالصورة التي بدوا فيها خارج التاريخ وسياقات متغيرات أحداثه الراهنة والمقبلة.
|