عادل العزاني - صحيح ان الحيا العملية في المؤسسة تسير على قاعدة احوال وادوال فتكون حسب العادة في بلدان العالم الثالث على معيار يوم لك ويوم عليك ويوم يكفيك الله شره، وهذا هو الفارق الكبير في التذبذب في الانتاج ما بين مؤسسات العالم الثالث ومن قبلها في الارتفاع والنقصان السريع والذي ينعكس مباشرة من خلال الاداء المؤسسي بها او على نوعية واسلوب الشخصية القيادية لها، لذا فإن قاعدة معي وضدي تعد معول من معاول الهدم المؤسسي بل والسبب الرئيس فى الركود الانتاجي الا في حالة واحدة استثناية يكون فيها بالإيجاب اذا كانت شروط المعين الجديد افضل من ناحية الخبرة والأكاديمية المهنية والاخلاص والتفاني فان ذلك سيكون تغييراً ايجابياً وهذا لن يحدث الا اذا كان هناك تدويرات وضيفية هرمية داخل المؤسسة نفسها.
لكن كارثة الكوارث وداء الأوبئة واجسم الجرائم بحق المؤسسات وشعوبها ان يتم التغيير بالتطاول علي المعايير السابقة ولايتطابق بحيث يتم التغيير من مجال الى مجال آخر وهذا يعني انها قد تجاوزت حدود التحزب بكثير ولاتعني إلا مفهوماً واحداً بأن الخصومة ليست مع اشخاص هذه المؤسسة بل المؤسسة بذاتها وتعيين مثلاً اختصاصي بالطيران الحربي على مؤسسة الانتاج الزراعي يقصد به القضاء على هذه المؤسسة برمتها لان فكر المعين وأكاديميته وخبرته تختلف كلياً ما بين الطيران والزراعة، لايوجد على الاطلاق شبة ما بين المؤسسة العسكرية والمدنية.
فيامسيرة البلاد والدين والعباد من اين أتيتم بهذه الافكار، ولِمَ جعلتم خصومتكم مع المؤسسات والنيل منها، وهل تحسين الانتاج الزراعي اصبح جريمة لكي تعاقب المؤسسة بالجندي العسكري بدلاً عن الزراعي المتخصص، وهل هذه الاساليب من القرارات التعسفية الرعناء اصبحت مكافآت للذين رفعوا نسبة الانتاج الزراعي من صفر الى ارقام تتزايد في كل عام بنسبة لاتقل عن 13٪ ومن اين جئتم بهذه السياسة التغييرية الجهنمية ام انكم أصبحتم عبارة عن مطية تقودها العبثية من خفافيش الظلام. فالتغييرات التي لاتحمل مهنية واختصاصية تعد من الكوارث ومعاول هدم ليس بحق الاشخاص بل بحق المؤسسات.
اتمنا ان تحفظو العهود وتصونوا دماء الأبرياء وان تعملوا على ما يعود بالنفع في تحسين اداء وزيادة الانتاجية لهذه المؤسسة وكل مؤسسات الدولة وبما لا يهدم السقف على رؤوس القائمين عليها عن بكرة ابيهم، فإن كان المعتدون يقصفون ليهدموا منشأة حيوية انتاجية فإنكم تهدمون وطناً بكل مقوماته، عودوا الى جادة الصواب قبل فوات الأوان.. وقد أعذر من أنذر.
|