محمد علي اللوزي - « الميثاق» كصحيفة هي لسان حال الشعبي العام، ظلت منذ تأسيسها مجرد صحيفة خارج نطاق ما تأسست من أجله، رغم وجود قدر من الامكانات تسمح لها بالانتعاش والتطور.. كان يمكن بما لدى الشعبي العام من موارد وميزانية هائلة أن يتحول بها الى مؤسسة إعلامية وتصدر عنها الكثير من المطبوعات، لكنها بقت مجرد صحيفة تواجه الاحزاب وتقيم عداوات اكثر من الصداقات باعتبار ان القائمين عليها أرادوا ذلك، جعلها صحيفة مناكفات، ربما كانت ترتفع وتيرة هذه المناكفات الى مستوى غير معقول إبان الانتخابات، وهو انسياق مع ما كانت تواجه به الاحزاب في حملتها على المؤتمر.. والخلاصة ان الميثاق ظلت صحيفة مواجهة وصراعات ولم تكن بالضبط كما اعلنته في ترويستها لسان حال المؤتمر، هذا جعل من الاعلام المؤتمري انفعالياً وارتجالياً يفتقر الى سياسة مستقاة من دليله النظري الميثاق الوطني. علاوة على انها استقطبت قوى من خارج المؤتمر وتبوأت مواقع فيها على حساب الكوادر المؤتمرية المؤهلة، هذا جعل التفاعل معها محصوراً وتأثيرها محدوداً، حتى أنك لاتستطيع من خلال قراءات الميثاق لفترة او مرحلة تكتشف توجهاً سياسياً واضحاً في اي من مجالات التنمية الفكرية والسياسية والاقتصادية، فلاترى غير الملاسنة والمواجهات مع الآخرين.
في الفترة الاخيرة ومنذ تولي الاستاذ يحيى نوري رئاستها قدمت »الميثاق« نفسها في مستوى يحافظ على توازن سياسي ليس بالمستوى المطلوب، ولكنه حافظ على كيان مؤتمري وواجهت ضغوطات في ظل ندرة الامكانات وشحتها وربما غيابها لدرجة يمكن القول انه عمل توطعي بالقياس الى ما كان لديها من امكانات سابقة.. في كل الاحوال بقت صوتاً يشير الى تنظيم وإن كان توجه هذا التنظيم وفق ايديولوجيته قد اخفق كثيراً لدرجة التماهي مع سلطة الامر الواقع، ليس لان قيادة الصحيفة لاتمتلك مهارات وخبرات اعلامية ولكن لان العمل الاعلامي في ظل واقع لايعير التنوع ولا الرأي الآخر اي انتباه، فهو يريد كل حرف متساوق مع سياسة الامر الواقع.. »الميثاق« ضمن هذا السياق مازالت بإمكانات شحيحة جداً وذكاء رئيسها وطاقمه تقدم ما يستحق التقدير وهي تسعى ما استطاعت لان تشتغل على ماكان مفقوداً الى حد لابأس به من الرجوع الى ما يعبر عن سياسة وتوجهات الشعبي العام وفق دليله النظري الميثاق الوطني الذي خرجت عنه في السابق تماماً بل وتناسته حتى يمكن القول: اننا كنا امام صحيفة اهلية وليست حزبية.. »الميثاق« اليوم رغم محدودية الحركة والحرية الصحفية وضعف الموارد لاتزال تمضي الى مساحة لابأس بها في التعبير عن سياقات مؤتمرية.. ووفق الواقع وظروفه وتوجهاته مازالت معافاة.. نرجو ان تنتصر لقضايا وطن وتوجهات تنظيم ورؤى مفكريه ومثقفيه، وهو أمر ليس بالهين ولكنه عمل نضالي يستحق أن نجده ماثلاً في مطبوعات ميثاقية قادمة.. وعتبنا على من اهملوا مسألة مأسسة الميثاق وجعلها معبراً عن تنظيم حقيقي، وعجزوا عن توفير مطبعة كان بمقدورهم انجازها بسهولة ويسر في السابق، غير أن وهم القوة أدى الى قوة الوهم لنرى مالانريد الميثاق.
|