راسل القرشي - أحد عشر كوكباً عشتُ معهم أو بعبارة اصح عملتُ معهم في "الميثاق" باستثناء الاستاذ حسن اللوزي كأول رئيس للتحرير .. حتى أنه من كثرة رؤساء التحرير الذين عاصرتهم وعملتُ معهم أطلق عليَّ الزملاء صفة الرفيق الوفي لـ"الميثاق" لأنني أودع رئيس تحرير وأستقبل آخر..
بدأت مسيرة الـ"40" سنة من عمر الميثاق بالأستاذ حسن اللوزي كأول رئيس تحرير في العام 1982م، ومن ثم الاستاذ محمد شاهر حسن ،الذي بدأ عملي الصحفي معه لتتوالى مسيرتي العملية بعدئذٍ مع الاساتذة اللاحقين : عبدالله غانم- أحمد الشرعبي- عباس غالب- علي الحزمي- اسكندر الأصبحي- محمد حسين العيدروس- احمد الصوفي- اسكندر الأصبحي مرة أخرى- ومن ثم عبدالله الحضرمي الذي لم أعمل معه وهو رئيس للتحرير وإنما عملنا سوياً في هيئة التحرير سابقاً ،وكون تلك الفترة كنت في تعز عقب اصدار الاستاذ المناضل المرحوم عبدالقادر باجمال الأمين العام للمؤتمر حينها في العام 2006م قراراً بتعييني رئيساً لتحرير صحيفة "تعز" وذلك في الفترة الثانية لرئاسة اسكندر الأصحبي - ومن ثم محمد أنعم الذي عملتُ معه في السنوات الأخيرة التي قضاها في رئاسة التحرير عند عودتي للعمل في "الميثاق" بعد توقف صحيفة "تعز" عن الاصدار نتيجة الحرب العدوانية..، ومن ثم آخر الكواكب المضيئة الزميل يحيى نوري حيث نعمل سوياً منذ خمس سنوات كرئيس للتحرير وأنا نائب له.
مسيرة ميثاقية مرصَّعة مفعمة بالعمل الجاد والمثمر والمسئول في هذه المدرسة الصحفية المتميزة ومع هؤلاء الاساتذة الأجلاء الذين رسموا ابداعاتهم على صفحاتها طيلة سنوات تحملهم مسئوليتها.
تمكنت صحيفة "الميثاق" مع كواكبها المتميزين من إرساء معالم صحفية مهنية واضحة ،لتتحول إلى مدرسة صحفية مرموقة يشار إليها بالبنان في سياق التنافس الصحفي المحموم مع مختلف الصحف التي كانت تملأ الساحة اليمنية نتيجة الطفرة الحقيقية التي عاشتها الصحافة اليمنية في ظل الحريات المتاحة ، وللأسف لم يتبقَ منها يومنا هذا نتيجة المتغيرات السياسية التي شهدها الوطن منذ العام 2011م سيئ الصيت والسمعة ، سوى عدد من الصحف ذات اللون والتوجه الواحد ولا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة.
طيلة السنوات الـ40 الماضية من عمرها نجحت "الميثاق" في ترجمة كل التوجهات المؤتمرية بوسطية واعتدال ،بعيداً عن النهج المتطرف والعدائي الذي اعتمدته وانتهجته الكثير من الصحف وكانت بحق الصحيفة التي تنقل الحقيقة كما هي من منطلق الإيمان العميق بالرسالة الصحفية والمهنية العظيمة المنحازة للوطن والشعب على السواء.
ويكفي "الميثاق" أنها - طيلة السنوات الماضية وخاصة منذ أن دشن التحالف عدوانه على اليمن ،ومنذ ما بعد احداث العام 2017م المؤسفة- استطاعت وبكل الصدق والمسئولية أن تفضح وتكشف حقيقة العدوان والحصار الجائر على اليمن واليمنيين وأن تكون واحدة من الصحف اليمنية التي عرّت مخططاته وتوجهاته التآمرية الهادفة إلى تقسيم وتفتيت اليمن وخلق الصراعات بين أبناء الشعب اليمني الواحد من جهة، والتوجهات الرامية إلى تفتيت المؤتمر وتقسيمه من جهة أخرى ،وهي التوجهات التي باءت وستبوء بالفشل الذريع ،لا سيما ونحن مازلنا نرى ونسمع بعض المحاولات والمؤامرات الخبيثة ضد المؤتمر وقيادته السياسية والتنظيمة الحكيمة ممثلة برئيسه الأخ المناضل صادق بن أمين أبوراس حفظه الله.
وعلى الرغم من شحة الامكانات التي تمر بها الصحيفة وكادرها الصحفي المتميز حالياً إلا أنها مستمرة في أداء رسالتها ومهمتها الوطنية بمهنية عالية لا يمكن أن تخرج عنها أو تنأى عن الخط الوطني العام الذي رسمه لها المؤتمر الشعبي العام منذ أول عدد من إصداراتها .. الخط النابع من المصلحة الوطنية والشعبية العليا ، المترجم لقضايا الإنسان اليمني المصيرية وهمومه الملحة بعيداً عن التحيز والتعصب.
اليوم وصحيفة "الميثاق" تلج العام الـ"41" من عمرها الكبير ستواصل مع كوكبها الوهَّاج نوري وهيئة تحريرها الحالية- التي تحملت مسئولية إدارتها في ظروف صعبة ودقيقة يمر بها الوطن والمؤتمر على حدٍ سواء ،وفي ظل استهداف متعمد لم يهدأ أو يَنَمْ - ستواصل أداء رسالتها الصحفية والمهنية وواجبها الوطني والتنظيمي وبنفس الوتيرة التي بدأت بها "الميثاق" سنواتها الأولى، مع فارق الامكانات سابقاً وحالياً.. ستواصل مهمتها بنفس التوجهات التي اكد عليها "الميثاق الوطني" النظرية الفكرية والسياسية للمؤتمر وعلى خُطى نظامه الداخلي والمفاهيم والمضامين الوطنية العظيمة التي أكد عليها طيلة مسيرته.
سنمضي ونستمر في تنفيذ سياسة المؤتمر الإعلامية وخطابه السياسي الوطني الذي لا يمكن المزايدة عليه.
سنوات من العمل الجاد والمثمر والمسئول وسط تحديات غاية في الصعوبة، ورغم صعوبتها سنواصل الصمود والاستمرار في أداء مهامنا ورسالتنا بثقة ، مدركين في الوقت نفسه كل ما يحاك ويخطط ويدبر للمؤتمر وقيادته وإعلامه، كما هو إدراكنا بأن الأخ المناضل صادق بن أمين ابو راس بقدر حرصه على متابعة "الميثاق" وتذليل كافة الصعوبات التي تواجه عمل هيئة تحريرها وكادرها في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها سيوفر دعماً اضافياً لها كمكرمة وتقدير منه لما نقوم به في إطار عملنا الصحفي المهني المتميز.
تحية مؤتمرية ميثاقية لتلك الكواكب التي اضاءت سماء الصحافة اليمنية بأيقوناتها الابداعية المتميزة ، وتحية لنا جميعاً اعضاء هيئة تحرير صحيفة "الميثاق" وكل كوادرها، المستمرين في أداء رسالتهم الصحفية المهنية من وحي مبادئ وقيم وتوجهات المؤتمر الوطنية الشعبية التي لا يمكن أن تتغير أو تنحرف عنها أبداً ، رغم الأحداث السياسية التي يشهدها الوطن والمتغيرة على الدوام.
|