حاورتها - نادية صالح : - قالت الفنانة التشكيلية هيفاء سبيع- الحاصلة على جائزة »سيدز أوورد« للعام 2022م، إن سنوات الحرب كان لها تأثير سلبي واضح على مظاهر الحياة كافة في اليمن وعلى الفن التشكيلي خاصة، وجعلت الفنان أكثر خوفاً على حياته وربما جعلت البعض يتوقف عن ممارسة الفن، كما انها جعلت الأعمال الفنية أكثر حزناً وتأثراً بالحرب وبما أفرزته الحرب.
واكدت سبيع في لقاء أجرته معها صحيفة " الميثاق"، الى أن التقصير الذي يتعرض له الفنان والعمل الإبداعي في اليمن هو تقصير منظومة متكاملة لا يمكن ان تحمل جهة دون أخرى، مشيرة في الوقت نفسه إلى ان الحرب تعد المتسبب الأول ربما في التقصير، راجيةً أن يجد الفنان اليمني حقه من الاهتمام والتشجيع.
كما تحدثت الفنانة هيفاء سبيع عن مسيرتها الفنية بالإضافة الى عدد من القضايا تجدونها في الحوار التالي..
* بدايةً هل لك ان تعرفي القارئ من هي الفنانة التشكيلية هيفاء سبيع ؟
- فنانة غرافيتي وُلدت في محافظة ذمار، ترعرعت في محافظة صنعاء ودرست فيها وتخرجت من كلية التجارة والاقتصاد قسم محاسبة، وحالياً أقيم في محافظة عدن.
* كيف خلدت لوحاتك معاناة اليمنيين منذ 2015م؟
- بدأت رسم الغرافيتي "فن الشارع" منذ عام 2012م عند مشاركتي في حملتين لشقيقي الفنان/ مراد سبيع، بدأت بعد ذلك أولى حملاتي "ضحايا صامتون"في 2017، رسمت خلالها 13 جدارية في شوارع صنعاء، كل جدارية كانت تحكي قصة معاناة ونضال لمن رسمتهم، المعاناة كانت من قلب المجتمع ومن عمق معاناته، كل جدارية رُسمت في الشارع خلدت معاناة الناس عند مرور المارة وتفاعلهم معها.
* ماذا تعني لك جائزة سيدز أوورد" للعام 2022م وهل تعتبرين ان رسالتك استطاعت الوصول ولفت العالم اليها؟
- الجائزة تعني لي التكريم والتقدير لأعمالي على مدار سنوات، و أرى أنها وصلت لمن يهتم بالفنون وبالإنسانية أيضاً، هي أعمال فنية ممزوجة بقضايا إنسانية واستطاعت بسبب عمق وصدق القضايا أن تصل للمهتمين بالشأن اليمني والإنساني.
* ماذا لو تحدثينا عن رحلتك مع الفن التشكيلي.. كيف بدأت ؟ وكيف تقيمين الانجازات التي وصلت إليها الآن؟
- أمارس الرسم منذ سن صغيرة وكان الفن ملازماً لي دائماً أثناء سنوات دراستي، كانت لوحاتي في البداية تشكيلية وكنت أحاول تطوير قدراتي حتى أواكب التغيرات في مجال الفن.
لا أستطيع تقييم إنجازاتي على الأقل في هذا الوقت، أفضل أن تكون أعمالي هي من تقيم ذاتها، وأن تتطور بشكل مستمر، الإنجازات في وجهة نظري ليست في عدد الجوائز لكنها في صدق القضايا المرسومة ومدى التأثير الذي تتركه الأعمال الفنية.
* إلى أي مدرسة تشكيلية تنتمي هيفاء؟ أم أنك تتفردين بلوحاتك بيعداً عن الانتماءات ؟
- كانت لوحاتي تميل للمدرسة السريالية بشكل أكثر من أي مدرسة أخرى ربما، لكني لا أرى أعمالي ضمن إطار مدرسة معينة، حالياً أنا أعمل على فن الغرافيتي بشكلٍ أكبر وأعتبره من أفضل الفنون لأنه ينقل الواقع بشكل صادق ويجعل المجتمع يتفاعل معه لحظة بلحظة، كل لون وكل إنحناءة للريشة تضع بصمتها على الجدار.
* في التشكيل لا بد من هيمنة لون على آخر، فما هي الالوان التي تهيمن على لوحاتك؟
- ليس هناك لون مهيمن بذاته، تكوين اللوحة هو ما يحدد أي لون سأستخدمه، بالنسبة لجدارياتي في الشارع فأعمل على الألوان التي تظهر الظلال والضوء وتترك طابعاً مريحاً في اللوحة كاللون الأسود والرمادي والأصفر.
* يقلل البعض من بروز المرأة في المجالات الابداعية، كيف تواجهين ذلك؟ وهل وصلت الفنانة التشكيلية اليمنية إلى المكانة التي تليق بها؟
- أفضل أن أعمل على أن أستمع للأصوات المحبطة والتي تقلل من الجهد المبذول في إنتاج الأعمال الإبداعية، أعمل بصمت وأطلع على أعمال فنانين آخرين وأساليب مختلفة في فن الغرافيتي، ليس من الصواب الالتفات لهكذا أصوات، عندها سأظل حبيسةً للإحباط!
لا أرى أنها وصلت للمكانة التي تليق بها، صحيح أن هناك فنانات تشكيليات في اليمن لكني لا أرى أن الأعمال الفنية التي يتم إنتاجها تترك الأثر الكبير في أذهان المهتمين بالفن، أتحدث هنا عن الفنانات الشابات واللاتي يشكلن نسبة ضئيلة من بين الفنانين، للأسف الإمكانات تلعب دوراً كبيراً وكذا انعدام المدارس الفنية تجعل الأعمال الفنية لا تظهر بالشكل المطلوب.
* خلال مسيرتك الإبداعية ما الإحساس الذي ينتابك وأنت تواكبين تذوق الجمهور لفنك؟
- بالتأكيد أكون سعيدة لأن جدارياتي تركت انطباعاً جميلاً لدى الجمهور، وأكون أكثر سعادة عند فهمهم وزيادة الوعي لديهم بمدى أهمية القضايا في الجداريات.
* هل حظيت لوحاتك بقراءات نقدية؟ وماذا قيل عنها؟
- لم يسبق وأن قرأت قراءة نقدية عن أعمالي.
* عودة لما يواجه الفنان والمبدع اليمني، برأيك كيف أثرت سنوات الحرب على مسيرته الإنتاجية وقدراته الإبداعية؟
- أثرت بأن جعلته أكثر خوفاً على حياته وربما جعلت البعض يتوقف عن ممارسة الفن، أثرت أيضاً في نوع وتكوين اللوحات، وجعلت الأعمال الفنية أكثر حزناً وتأثراً بالحرب وبما أفرزته.
* هناك تقصير إعلامي في ابراز ما يقوم به المبدعون، ما رسالتك، وماذا يحتاج المبدع اليمني ليبرز أكثر؟
- ربما هناك تقصير لكني لا ألقي اللوم فقط على الإعلام، هي منظومة متكاملة تدمرت بسبب الحرب، جميع المجالات تأثرت وليس فقط الإعلام، بالتأكيد أرجو أن يلقى الفنان اليمني الدعم والتشجيع اللازم للاستمرار في عمله، وأن يحل السلام في اليمن حتى يحصل الفنانون على ما يستحقونه من دعم وتقدير.
* كلمة أخيرة ؟
- اشكركم جزيلاً لإتاحة الفرصة لي للحديث عبر صحيفة »الميثاق« التي أرجو لها مزيداً من النجاح، ولبلادنا السلام والأمن والأمان والازدهار.
|