الشيخ‮/ ‬قاسم‮ ‬عبدالرحمن‮ ‬العفيفي‮ *‬‬‬‬‬ -
نحتفي اليوم بذكرى عيد الاستقلال الوطني يوم جلاء آخر جندي بريطاني من مدينة عدن في الـ 30 من نوفمبر 1967م بعد استعمار دام قرابة129 عاماً عانى شعبنا خلالها شتَّى صنوف القهر والفقر والجهل والمرض في مختلف مناطق جنوبنا الحبيب الذي ظل يرزح خلال تلك الفترة تحت حراب جيش الاستعمار البريطاني ويقاوم ببسالة ويقدم التضحيات تلو التضحيات منذ ان وطأت اقدام المستعمر تراب عدن في 18 يناير من العام 1839م يوم احتلال عدن من قبل الاستعمار البريطاني وخاض اليمنيون نضالاً طويلاً ومستمراً ضد جحافل ذلك الاستعمار البغيض الذي مارس سياسة فرّق تسد ومزق مناطق الجنوب إلى أكثر من 23 سلطنه ومشيخة .. وعلى الرغم من جبروت وقوة ونفوذ تلك الإمبراطورية الاستعمارية وعدم تكافؤ القوة لم يفقد شعبنا الأمل في نيل حريته واستقلاله والذي أتى مع رياح ثورات التحرر العربية التي شكلت نواتها الأولى ثورة الـ 23 من يوليو 1952م في مصر العربية بقيادة الزعيم العربي جمال عبدالناصر الذي حمل على عاتقه اماني وتطلعات شعوب الامة العربية في التحرر من نير الاستعمار والعبودية وكان السند القوي والقائد العربي والأممي المكافح ضد كل أشكال الاستعمار والرجعية.. ووجد احرار اليمن ضالتهم المنشودة في تلك الزعامة العربية والقومية الرائدة والتي وفرت لهم كل اشكال الدعم في تفجير ثورة 26 سبتمبر 1962م، والذي بانتصارها شكلت منطلقاً لإشعال ثورة الـ 14 أكتوبر1963م من قمم جبال ردفان الشماء بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة الذي استشهد في ذلك اليوم الخالد والذي كان ايذاناً لبداية كفاح مسلح ضد المستعمر البريطاني في كل المناطق التي كان يتواجد فيها قوات جيش الاحتلال البريطاني وهب لمساندتهم كل احرار الوطن اليمني الذين اختلطت دماؤهم بدماء اخوانهم في الجنوب ومنهم الشهيد البطل مهيوب غالب الشرعبي (عبود) الذي استشهد بعد قيامه بملحمة بطولية في عدن أدت لقتل مجموعة من جنود جيش الاحتلال البريطاني، وتتابعت قوافل الشهداء من مختلف مناطق اليمن وخلال أربع سنوات توجت بتقهقر قوات جيش الاحتلال البريطاني ومن ثم انسحاب آخر قواتهم من مدينة عدن في يوم‮ ‬الثلاثين‮ ‬من‮ ‬نوفمبر‮ ‬من‮ ‬عام‮ ‬1967م‮ ‬يجرون‮ ‬ذيول‮ ‬الهزيمة‮ ‬والعار‮ ‬ورحل‮ ‬معهم‮ ‬كل‮ ‬عملائهم‮ ‬من‮ ‬سلاطين‮ ‬ومستوزرين‮ ‬وخونة‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ورفرفت راية الاستقلال والحرية في سماء بلادنا عالية وكان ذلك نصراً كبيراً للحركة الوطنية اليمنية ولحركة التحرر العربية بعد نكسة 1967م في مصر العروبة، كما وصفه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بالانتصار العظيم للامة العربية على جحافل الاستعمار التي قامت بالعدوان الثلاثي على مصر آنذاك.. فالف تحية اجلال وإكبار لشهداء ومناضلي الثورة الخالدة التي حققت الاستقلال الوطني والمجد والخلود لأولئك الشهداء والمناضلين الاحرار الذي نظل ندين لهم بالوفاء والعرفان ونستلهم منهم اسمى معاني الوطنية والنضال وهم اصدق واشرف من انجبتهم هذه الارض الثائرة دائماً.. وها نحن اليوم إذ نحتفل بذكرى عيد الاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر وبلادنا ترزح مناطقها الجنوبية والشرقية مجدداً ومنذ (8) أعوام تحت احتلال انجلوامريكي استعماري رجعي متعدد الاقطاب.. عاث ويعيث فساداً ووحشية لم يسبق لها مثيل تجاه كل من يقف في وجهه ولكنهم حتماً خاسئون خاسرون وسيرحلون قريباً بإذن الله بعد ان ضاق الشعب ذرعاً بهم وانفجر غضباً تجاههم وتكثفت ضربات الجيش واللجان الشعبية ضد مواقعهم ومصالحهم الحيوية التي تتضرر وتزداد تضرراً ان اصروا على استمرار عدوانهم الهمجي الاستعماري غير المقبول ابداً، ولهم ولكل عملائهم عبرة فيما مضى لانهم يجهلون حقائق التاريخ وليقرأوا ذلك مجدداً في اشراقات عيد الاستقلال الوطني الـ 30 من نوفمبر وليستوعبوا ذلك ويرحلوا صاغرين غير مأسوف عليهم والى مزبلة التاريخ..
وختاماً نجدد تهانينا وتبريكاتنا لكل جماهير شعبنا اليمني الابي وقواه الوطنية الحية وجيشه ولجانه الشعبية وللقيادة السياسية والثورية ولرئيس المؤتمر ونوابه وكل قيادات وقواعد وأنصار المؤتمر الشعبي العام ولرئيس وأعضاء هيئة تحرير صحيفة "الميثاق" بحلول الذكرى 55‮ ‬عيد‮ ‬الاستقلال‮ ‬الوطني‮ ‬الـ‮ ‬30‮ ‬من‮ ‬نوفمبر‮.. ‬وكل‮ ‬عام‮ ‬والجميع‮ ‬بخير‮ ‬وشعبنا‮ ‬من‮ ‬نصر‮ ‬إلى‮ ‬نصر‮ ‬وفي‮ ‬أمن‮ ‬واستقرار‮ ‬وتقدم‮.. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮ * ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬الرئيسية‬‬‬‬