علي أحمد مثنى -
كما هو معلوم لعبت الصحافة دوراً بارزاً وثورة تنويرية فاعلة تصنع المواقف وتحركها وتؤثر فيها منذ حركة التنوير الأوروبي وبالذات الذي مهد للثورة الفرنسية بعد قرون من الظلمة والعتمة وتلازم الخرافة الدينية مع الاستبداد والطغيان السياسي حينذاك..
اليمن الكبير بمختلف المحطات والظروف والأحداث التاريخية المتعاقبة لم يكن بعيداً عن دول وشعوب العالم بمختلف حركة التاريخ ومتغيراته السياسية والفكرية والثقافية والدينية والتنويرية، وبالتحديد منذ أربعينيات القرن الماضي بصدور عدد من الصحف التي كانت تُعنى بالشئون الوطنية السياسية لمقاومة الاستبداد والاستعمار مثل صحيفة صوت اليمن وتصدرها الجمعية اليمنية الكبرى مع عدد آخر من الصحف التي كانت تصدر من مدينة عدن ،على سبيل المثال: (المنار-الذكرى- أفكار - النهضة).. وغيرها الكثير من الاصدارات الصحفية متنوعة الأهداف والغايات والافكار...
طبعاً كان للصحافة الوطنية التحررية والتنويرية دور بارز واساسي للانتصار للثورة اليمنية سبتمبر 1962واكتوبر1963 حتى تحققت الغايات في التغيير بإقامة النظام الجمهوري والاستقلال من الاستعمار البريطاني في نوفمبر 1967م حتى إعادة تحقيق الوحدة الوطنية المباركة مايو 1990م وترافق مع قيامها التعدد السياسي والحزبي والصحفي حتى بلغ عدد الإصدارات اكثر من أربعين صحيفة يومية واسبوعية رسمية وحزبية ومستقلة...الخ
وعطفاً على ما سبق وبفعل الاحداث المتلاحقة التي تعرض لها اليمن تلاشت واندثرت معظم الصحف وظلت شعلة صحيفة الميثاق لسان حال المؤتمر الشعبي العام خلال اربعة عقود متوقدة تصدر بمهنية عالية في مواعيدها دون انقطاع إلا ما كان لسبب وجيه وزمني قصير كالأعياد الدينية
في شهر نوفمبر ظهر وصدر أول عدد عام 1982م وفي نفس الشهر 2022م تحتفي الميثاق بعيد ميلادها الاربعين لتظل متألقة ومنبر فكر وتنوير وثقافة وخبر ومجتمع ورياضة ولقاء مع موهبة من الشباب ذكواً وإناثاً وساحة ومساحة للجميع وكل مناسبة وما من شأنه إعلاء شأن الوطن والشعب وطموحاته وسلامة امنه واستقراره وتعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية والعسكرية والسياسية والاجتماعية وتماسكها..
رغم العواصف والأحداث التي تعرض لها الوطن وبالذات منذ 2011م حتى همجية العدوان بعواصفه وتحالفه الشيطاني الهمجي الداخلي والاقليمي والدولي وطغيانه في 15 مارس 2015م وحتى يومنا هذا من شهر نوفمبر 2022م كانت صحيفة الميثاق لم تهن ولم توهن كصوت صداح معبراً ومترجم عن الهوى والهوية الوطنية اليمنية مع تنظيم المؤتمر وقيادته واعضائه وحلفائه وانصاره الجميع بصوت وموقف واحد ناهض بكل شجاعة العدوان وفضح جرائمه وكشف أخطاره واضراره بالخبر والتقرير الموثق بالصورة والأرقام والمواقع الجغرافية وشهود العيان بحجم الخسائر في المقدرات المادية المدنية والبشرية..الخ..
صحيفة »الميثاق« كانت وستظل فاتحة صفحاتها لكل رأي وقلم وطني شريف يحمل شئون وشجون وعزة اليمن الكبير..
صحيفة »الميثاق« شدت أَزر الجبهات والمواقف بكل المعنويات والاعتزاز بالمآثر البطولية والملاحم الشجاعة العسكرية والإعلامية والاجتماعية..الخ..
ختاماً التهنئة معززة بالتحية مع التقدير لجهود هيئة التحرير وكتاب ومحرري الصحيفة والتحية موصوله لجمهور متابعي وقارئي صحيفة الميثاق الأسبوعية ورقية والكترونية متألقة وشاملة الأفكار والتنوع تحمل اخبار البشائر والخير للجميع..
يقول الشاعر الكبير المرحوم عبدالله البردوني:
- لا تحسب الأرض عن إنجابها عَقِرت...من كل صَخرٍ سيأتي للفداء جَبَلُ
- فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين تَقطعه....
- والليل ينجبُ صبحاً حين يَكتملُ
وكل عام واليمن الكبير حرً أبي مستقل مرفوع الهامة
تحيا الجمهورية اليمنية
والسلام تنشده حرية الصحافة
| 
«الميثاق» تنوير متجدد
