معن بشور - لم تكن قد مضت أشهر خمسة على نكسة حزيران عام 1967م حتى حمل لنا جنوب اليمن خبر جلاء قوات الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967، تماماً كما حمل شمال اليمن، بعد عام واحد على ردّة الانفصال بين مصر وسورية خبر الثورة الجمهورية في 26 سبتمبر 1962م والتي كان لها مع مصر فضل كبير في مساعدة ثوار جنوب اليمن على اطلاق مقاومتهم في 14 أكتوبر عام 1963م أي بعد عام ونيّف على الثورة في الشمال..
كانت السنوات الأربع من المقاومة في جنوب اليمن مليئة بالعمليات الشجاعة وبالتضحيات الجسيمة وبقوافل الشهداء في كل ارجاء الجنوب اليمني الذي كان الاستعمار قد أمعن فيه تقسيماً الى اكثر من 21 سلطنة ومشيخة بالاضافة الى مستعمرة عدن واطلق عليه اسم الجنوب العربي...
لذلك لم يكن وصول الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني الى السلطة وعلى رأسها احد اركان حركة القوميين العرب الرئيس الرمز قحطان الشعبي مجرد اعلان تحرير تلك المنطقة من الاستعمار ، بل كان ايضاً اعلاناً لالغاء التقسيم البريطاني المشبوه وتوحيد السلطنات والمشيخات في محافظات ست شكلت جمهورية اليمن الديمقراطية التي كان من أبرز أهدافها هو إعادة توحيد شطري اليمن في 22 مايو 1990 في خطوة نهائية لإزالة آثار الاستعمار القديم الذي ما ترك عصبية جهوية أو مناطقية أو قبلية أو مذهبية إلاّ وأثارها لكي يبقى اليمن العظيم أسير التقسيم والتجزئة..
فكل استقلال حقيقي هدفه الوحدة، وكل وحدة حقيقية منطلقها الاستقلال بكل مضامينه.. ونحن إذ نهنىء اليمنيين بالثلاثين من نوفمبر، كما بالسادس والعشرين من سبتمبر، كما الثاني والعشرين من مايو، فإننا نسأل الله تعالى ان يطلق شرفاء اليمن فيما بينهم حواراً يمنياً - يمنياّ بعيداً عن كل تدخل خارجي وينهوا الحرب على بلدهم وفيه، ويسقطوا كل أشكال الحصارات التي يتعرض لها شعب عظيم كشعب اليمن.
|