عبدالجليل أحمد ناجي -
ثقافة الأسرة :
يرى الميثاق الوطني أن الأسرة (هي النواة الأساسية لبناء المجتمع) ولذلك فإن الحفاظ على كيان وتماسك وترابط وصلاح الأسرة يعني نشوء مجتمع صالح ومتماسك ومتعاون، وفي كنف الأسرة يتربى الفرد ويحمل صفاتها سواء أكانت صفات صالحة أو فاسدة ، فإذا اعترى البنية الأسرية بعض الشوائب وتفككت، فإن ذلك ينعكس تلقائياً على المجتمع ، وسوف نلاحظ أن المجتمع في منطقة "ما" يصيبه من العيوب بقدر عدد الأسر المفككة وكأنها علاقة رياضية تناسبية، وقد كانت الشعوب الغربية من قبل تركز اهتمامها على بناء الفرد وأهملت الأسرة ، وعندما أدركت حجم المخاطر التي واجهت المجتمعات نتيجة هذه السياسة، عادت للاهتمام بالأسرة ، فالطفل الذي يتربى خارج الجو العاطفي الأسري في الغالب لايكون إنساناً سوياً، لإنه لم يعش في الحضن الاسري الدافئ للأم والأب وبقية أفراد الأسرة ، فرجعوا الى دعم الأسرة للقيام بوظيفتها الحضارية والتربوية ، والعاطفية، والنفسية، وأصبح من واجب الأسرة أن تقوم بتقديم الرعاية الكاملة للأبناء حتى بلوغهم سن الرشد، والحرص حتى على بقاء الكيان الأسري مترابطا مع وجود الأجداد والأحفاد، فتأثير الأسرة على الفرد في تكوين شخصيته وسلوكياته ، وحالته النفسية كبير جدا فمنها يتعلم القيم الدينية والاجتماعية والثقافية ، ولعل اهم واجب نحو الأسرة أن تحصل على توجيه وإرشاد وتثقيف جيد، وأن تخصص مساحات مناسبة على خارطة البرامج والإصدارات لتثقيف وارشاد الأسرة، وهنالك بلدان تخصص قنوات تلفزيونية ومجلات وصحفاً وكتيبات دورية ، لتثقيف وإرشاد الأسرة ، لأن الاسرة تحتاج الى ثقافة خاصة ومتنوعة دينية وتربوية ووطنية وصحية وغذائية واقتصادية وحرفية ..الخ .
كما أن التثقيف والإرشاد الأسري لن يؤتي ثماره مالم يكن مقترنا برعاية مادية واقتصادية توفر سبل العيش الكريم للأسرة، على الأقل ان تحصل على الأساسيات الضرورية ، وعلى رأسها دخل مناسب يكفيها لتوفير المأكل والمشرب والملبس ومصاريف الدواء ،والتعليم، والترفيه، وسكن مناسب يؤيها، وخدمات سهلة ورخيصة.. إلخ، يعني ان رعاية الاسرة عبارة عن حلقات مترابطة ارشادية وثقافية واجتماعية واقتصادية وخدماتية..
| 
المؤتمر.. والثقافة والفنون «الأخيرة»
