موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الجمعة, 09-ديسمبر-2022
علي‮ ‬ناصر‮ ‬محمد -
فقدت اليمن في 28 نوفمبر 2022م رمزاً أدبياً كبيراً فارقنا عن عمر بلغ الخامسة والثمانين عاماً.. وبداية أتقدم بخالص التعازي إلى أسرة الأديب الكبير د. المقالح، وإلى الشعب اليمني والى النخب الأدبية اليمنية والعربية التي ستفتقد فيه نموذجاً ثابر طول حياته لكي يضع الأدب اليمني والعربي في خريطة الإبداع الثقافي العربي والعالمي.. لم تمنع مشاغل الفقيد الكبير في إدارة جامعة صنعاء والمركز اليمني للبحوث وإحباطات لاتُعد ولا تُحصى من تخصيص وقت وجهد كافيين للكتابتين الأدبية والسياسية والإطلالة المنتظمة على القراء في أكثر من مطبوعة صحفية سياسية وأدبية يومية وأسبوعية يمنية وعربية ومن رعاية متواصلة للأدباء الشابات والشبان الذين كانوا يواجهون صعوبات في الاعتراف بعضويتهم في قبيلة الأدباء وفي الاندماج في الوسط الأدبي وكانت تعوزهم الشخصية التي توجههم وترعاهم وتأخذ بأيديهم في بيئة اجتماعية وسياسية لا تزال حتى اليوم تخاف من الحرف ومن الكلمة ومن القصيدة ولا مناص من القول بأن للتخلف الشامل ولمن يعشق استدامته دوره في النظر إلى الثقافة كرفاهية لا حاجة لها لأنها لا تسبب سوى المتاعب التي يُستحسن تجنبها وعدم السير في طريقها الوعر.. تجاوزت‮ ‬مؤلفات‮ ‬الأديب‮ ‬الراحل‮ ‬الستين‮ ‬مؤلفاً،‮ ‬وقد‮ ‬بزغ‮ ‬كغيره‮ ‬من‮ ‬اليمنيين‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال‮ ‬مما‮ ‬أكسبه‮ ‬موقعاً‮ ‬ريادياً‮ ‬على‮ ‬المستويين‮ ‬اليمني‮ ‬والعربي‮..‬
ولقد ساعدت الخلفيتان الأدبية والسياسية للأديب الكبير على بلوغه هذا المقام الرفيع الذي يسلّم به له أدباء اليمن والوطن العربي.. ومن منا لا يعرف دوره الاعلامي في الأيام الأولى لثورة 26 سبتمبر ثم كتاباته وقصائده المنحازة للثورة اليمنية في شمال وجنوب الوطن ووفاءه‮ ‬الصادق‮ ‬للدور‮ ‬المصري‮ ‬في‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬ثورة‮ ‬سبتمبر‮ ‬ودعم‮ ‬ثورة‮ ‬اكتوبر،‮ ‬الذي‮ ‬كتب‮ ‬عنها‮ ‬قصيدته‮ (‬نشيد‮ ‬الذئاب‮ ‬الحمر‮) ‬التي‮ ‬يصور‮ ‬بها‮ ‬عدالة‮ ‬قضيته‮ ‬التي‮ ‬آمن‮ ‬بها‮ ‬ويقول‮ ‬فيها‮:‬
‮" ‬ذئاب‮ ‬نحن‮ ‬فوق‮ ‬جبالنا‮ ‬المشدودة‮ ‬القامة
نصيد‮ ‬الفجر،‮ ‬ننسج‮ ‬للضحى‮ ‬لنهارنا‮ ‬هامة
وننقش‮ ‬في‮ ‬جبين‮ ‬الشمس‮ ‬موكبه‮ ‬وأعلامه
ونحفر‮ ‬للدخيل‮ ‬القبر‮ ‬نسحقه‮ ‬وأصنامه‮ ".‬
وتقديراً لإبداعاته مُنح عدة جوائز أدبية عربية وعالمية ومنها وسام الفنون والآداب في عدن عام 1980م ومن جهته أنشأ "جائزة المقالح" السنوية لتشجيع الأدباء الشبان وغير الشبان على الإبداع وهي توازي الجائزة السنوية للأديب المصري الكبير نجيب محفوظ في مصر.
ودَّعنا‮ ‬فقيدنا‮ ‬الكبير‮ ‬بقصيدة‮ ‬عبَّرت‮ ‬عن‮ ‬نقده‮ ‬ورفضه‮ ‬لما‮ ‬حل‮ ‬باليمن‮ ‬من‮ ‬حرب‮ ‬وخراب‮ ‬ودمار‮ ‬وترجَّى‮ ‬فيها‮ ‬من‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬يعجّل‮ ‬باستعادة‮ ‬أمانته‮ ‬ومما‮ ‬جاء‮ ‬فيها‮:‬
أنا‮ ‬هالك‮ ‬حتما
فما‮ ‬الداعي‮ ‬لتأجيل‮ ‬موتي
جسدي‮ ‬يشيخ
ومثله‮ ‬لغتي‮ ‬وصوتي
ذهب‮ ‬الذي‮ ‬أحبهم
وفقدت‮ ‬أسئلتي‮ ‬ووقتي
أنا‮ ‬سائر‮ ‬وسط‮ ‬القبور
أفر‮ ‬من‮ ‬صمتي‮ ‬لصمتي‮.‬
وعن‮ ‬الحرب‮ ‬وما‮ ‬جرته‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬كوارث‮ ‬ونكبات‮ ‬تتطلب‮ ‬وقتاً‮ ‬طويلاً‮ ‬لمعالجتها‮ ‬ولموارد‮ ‬كبرى‮ ‬لتعويض‮ ‬خسائرها‮ ‬ولجيل‮ ‬جديد‮ ‬خالٍ‮ ‬من‮ ‬أمراض‮ ‬العصبية‮ ‬والأنانية‮ ‬يُخلص‮ ‬نواياه‮ ‬وعمله‮ ‬لخدمة‮ ‬الوطن‮ ‬ولرفع‮ ‬شأنه‮..‬
قال‮ ‬المقالح‮ ‬في‮ ‬نفس‮ ‬القصيدة‮:‬
أنا‮ ‬ليس‮ ‬لي‮ ‬وطن
أفاخر‮ ‬باسمه
وأقول‮ ‬حين‮ ‬أراه
فليحيا‮ ‬الوطن
وطني‮ ‬هو‮ ‬الكلمات
والذكرى
وبعض‮ ‬من‮ ‬مرارات‮ ‬الشجن
باعوه‮ ‬للمستثمرين‮ ‬وللصوص
وللحروب
ومشت‮ ‬على‮ ‬أشلائه
زُمر‮ ‬المناصب‮ ‬والمذاهب‮ ‬والفتن‮..‬
وبهذه‮ ‬الأبيات‮ ‬ودَّع‮ ‬المقالح‮ ‬وطنه‮ ‬المثخن‮ ‬بالجروح‮ ‬وكأنه‮ ‬يقول‮ ‬إن‮ ‬دواءه‮ ‬على‮ ‬يد‮ ‬أبنائه‮ ‬الرافضين‮ ‬للفتن‮ ‬وحب‮ ‬المنصب‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬حب‮ ‬الوطن‮. ‬
وقد تعرفت الى الفقيد الكبير المقالح في صنعاء وكنت أرجو أن يزور عدن لما يتمتع به من حب كبير في أوساط المثقفين والمفكرين والمسؤولين في عدن ولكنه لم يتمكن من السفر خارج صنعاء الى عدن أو إلى أي مكان آخر منذ تخرجه من جامعة عين شمس لأسباب خاصة به يعرفها بعض المقربين‮ ‬منه‮.. ‬وبعد‮ ‬مغادرتي‮ ‬عدن‮ ‬وصنعاء‮ ‬لم‮ ‬ينقطع‮ ‬التواصل‮ ‬معه‮ ‬للاطمئنان‮ ‬على‮ ‬أخباره‮ ‬وصحته‮ ‬ومنها‮ ‬اتصالنا‮ ‬به‮ ‬يوم‮ ‬4‮ ‬ديسمبر2021م‮ ‬وصدر‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬الاتصال‮ ‬الخبر‮ ‬التالي‮:‬
‮"‬أجرى‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬ناصر‮ ‬محمد‮ ‬ظهر‮ ‬اليوم‮ ‬اتصالاً‮ ‬هاتفياً‮ ‬بالدكتور‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬المقالح‮ ‬للاطمئنان‮ ‬على‮ ‬صحته،‮ ‬وهو‮ ‬امتداد‮ ‬للاتصالات‮ ‬بينهما،‮ ‬وتمنى‮ ‬له‮ ‬الصحة‮ ‬والشفاء‮ ‬والعمر‮ ‬المديد‮.‬
وقد تعرف الرئيس الى الأديب والشاعر الكبير من كتاباته ومواقفه ثم التقى معه في صنعاء في الثمانينيات لأكثر من مرة في جامعة صنعاء التي كان رئيسها للفترة 1982 -2001م، وتطورت الجامعة في عهده وتحت قيادته كما هو معروف وتخرج منها الآلاف من الكوادر والقيادات السياسية‮ ‬والادارية‮ ‬التي‮ ‬رفدت‮ ‬الدولة‮ ‬ومؤسساتها‮.‬
وقد‮ ‬كان‮ ‬الاستاذ‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬المقالح‮ ‬مستشاراً‮ ‬للمركز‮ ‬العربي‮ ‬للدراسات‮ ‬الاستراتيجية‮ ‬عند‮ ‬تأسيسه‮ ‬عام‮ ‬1996م‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬وساهم‮ ‬في‮ ‬إقامة‮ ‬علاقات‮ ‬بين‮ ‬المركز‮ ‬العربي‮ ‬ومركز‮ ‬الدراسات‮ ‬في‮ ‬جامعة‮ ‬صنعاء‮.‬
وقد سخَّر الدكتور عبدالعزيز وقته وحياته للأدب والعلم والثقافة في اليمن والعالم العربي ويُعد في مقدمة شعراء اليمن المعاصرين، وأحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، وقد ارتبط اسمه بالثورة والدولة والوحدة اليمنية وكان ثابتاً في مواقفه ودفاعه عنها حتى اليوم وهو‮ ‬علمٌ‮ ‬من‮ ‬أعلام‮ ‬هذه‮ ‬الأمة‮ ‬ويحظى‮ ‬باحترام‮ ‬وتقدير‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬اليمني‮ ‬والعربي‮ ‬والدولي‮".‬
المجد‮ ‬والخلود‮ ‬لفقيد‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮ ‬الأديب‮ ‬الكبير‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬المقالح‮.‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)