سعيد مسعود عوض الجريري* - وصلت الأوضاع في البلاد إلى مرحلة بالغة التعقيد في ظل الاحتلال والعدوان على اليمن شماله وجنوبه ،الذي مزق الوطن واسهم في انتشار الفساد بشكل خطير من قبل قيادات العمالة والارتزاق التي عمل على تنصيبها..
ما أفرزته مرحلة الاحتلال والعدوان على اليمن طيلة السنوات الثمان الماضية لا يمكن السكوت عليه ،كونه يمثل تدميراً حقيقياً لوطن وشعب الإيمان والحكمة .. تدميراً لثقافته وتراثه وعاداته وتقاليده الأصيلة..
لقد أسهم العدوان في إعادة لغة العنصرية والكراهية والمناطقية والجهوية التي كان الوطن قد تخلص منها منذ ما بعد ثورته المباركة "26 سبتمبر و14 أكتوبر" .. أعادها بأبشع صورها حتى أصبحنا نرى من يمارسها وبشكل معلن دون خجل.!!
جاء العدوان بقيادة النظامين السعودي والإماراتي لتدمير كل شيء جميل في هذا الوطن بعد أن توهم أن ما يشهده اليمن من تطور ونمو ورقي في كافة ميادين الحياة يمثل خطورة له من ناحية ، ومن ناحية أخرى رده على رفض النظام السابق لإملاءاته والاستجابة لمطالبه في منح حلفائه الرئيسيين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بعض الجزر اليمنية لبناء قواعد عسكرية عليها..
منذ ثمان سنوات والعدوان يعمل على استبدال ثقافة المحبة والإخاء السائدة بين اليمنيين بثقافة الكراهية وزرع الأحقاد ، وذلك بفضل عملائه ومرتزقته الذين عمل على تجنيدهم لينفذوا هذه المهمة الفوضوية التدميرية ويسهموا في تفتيت وتمزيق اليمن إلى كانتونات صغيرة تتصارع فيما بينها ، ولا تقوم لها قائمة بعدها..
إننا أمام عدوان تكشفت حقيقة ادعاءاته الكاذبة التي حملها معه منذ اليوم الأول من تدشين حربه التدميرية على اليمن الأرض والإنسان.. كشف عن وجهه القبيح في الوقت الذي كنا نحذر فيه أبناء شعبنا من أهدافه الحقيقية التي يحملها ويختبئ خلفها..
ينبغي علينا جميعا اليوم مواصلة مواجهة العدوان بنفس الحماس الذي بدأنا به كوننا ندرك ونعي جيداً أهدافه وغاياته ومراميه التي لن يهدأ له بال إلا بعد تحقيقها ، وهو الأمر الذي لم ولن يتحقق وإن استمر في عدوانه سنوات أخرى..
على قيادات العدوان وأدواته ومرتزقته أن تدرك أنها أمام شعب الإيمان والحكمة.. الشعب الذي لم ولن يقبل بتمزيق سيادته وتدنيس أرضه والاستيلاء على مقدراته وثرواته.. شعب لا يمكن أن يعيش إلا حراً كريماً موحداً يرفض كل صور التمزيق والوصاية والاحتلال أياً كان لونها أو شكلها.
* رئيس فرع المؤتمر بمحافظة أرخبيل سقطرى - عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
|